العدد 5110 - الجمعة 02 سبتمبر 2016م الموافق 30 ذي القعدة 1437هـ

تجار الذهب: ظهور تشكيلات جديدة زاد من الإقبال على الذهب

الفتيات البحرينيات يقبلن على شرائه...

زاد الإقبال الشديد في السنوات الأخيرة على الذهب الأصلي، فبعد أن كانت النساء كبيرات السن تلبسه وتقتنيه بكثرة، أصبحت اليوم الفتيات أيضاً تشتري الذهب وتقدمه هدية للعروس والمواليد الجدد، ويعتبرونه ذخرا لهم، فقد أكد ذلك تجار الذهب، إذ يقول الكثير منهم أن في السنتين الأخيرتين أصبح هناك إقبال شديد على الذهب من قبل الفتيات في سن العشرين أكثر من كبيرات السن.

وفي لقاء أجرته «الوسط» مع تجار الذهب، يقول صاحب «مجوهرات الصيرفي» محمد الصيرفي: «أصبح الذهب مرغوبا بشكل كبير عند الفتيات في سن الثامنة عشرة والعقد الثاني من العمر، تحب الفتيات اقتناء الأشياء الشعبية والتقليدية مثل المصوغات التي تحمل كتابات معينة، ويزيد الطلب في المناسبات، فمازالت العادات جارية في الأعراس حيث يأتي العروسان مع العائلة لاختيار (الدبلة والشبكة) فيملأون المحل بعددهم وبفرحتهم، وكذلك مازال هناك من يشتري الذهب ليقدمه كهدايا للمواليد الجدد أو لأعياد الميلاد».

ويؤكد علي الصايغ صاحب «مجوهرات الغاضرية» أن النساء أصبحن يشترين الذهب لجعله ذخراً لهن، فيقول: «عندما وصل سعر الغرام 21 دينارا، قامت الكثير من النساء ببيع ذهبهن، والآن أصبحن يشترين الذهب ليعوضن ما بعنه، فبدلاً من أن تشتري النساء الملابس والحقائب وغيرها بسعر وقدره، يشترين الذهب ليصبح زينة وخزينة».

ويضيف الصايغ «أصبحت أعمل في هذه المهنة أكثر من 30 عام، وخلال عملي في هذه السنوات أرى هناك الكثير من يأتي ليشتري الذهب ليقدمه كهدية، فطبيعة أهل البحرين يحبون تقديم الذهب كهدية حتى لو كان غالي السعر».

ومن «مجوهرات الفردان» تقول دعاء محمد: «الذهب زينة للبنت، مما جعل الكثير منهن يقبلن على شراء الذهب هذه الفترة بكثرة، وخصوصا مع انتشاء «موضة» الزي الشعبي، مثلا «الجلابية» لا يكمل حلاها إلا بالذهب، على الرغم من ظهور «موضات» وأشياء جديدة إلا أنه يبقى الزي الشعبي طابعنا في البحرين».

وتواصل دعاء «النساء كبيرات السن يفضلن دائما شراء «السبحات» والمجوهرات الثقيلة التي تغطي اليد، وكذلك السلاسل الثقيلة التي تكون من الرقبة إلى الصدر، إما بالنسبة للبنات فهن يفضلن دائما شراء الأساور الناعمة والخواتم، وأرى أكثر شيء تشتريه الفتيات هذه الأيام هي المجوهرات التي تكون مرصعة بحبات اللؤلؤ الناعمة».

ومن جانبه، يقول سلام النطعي صاحب محل «الهدب» للمجوهرات: «بسبب رجوع الذهب الايطالي الناعم إلى السوق زاد إقبال البنات على الذهب، فالزبائن الذين يرتادون المحل دائما يقبلون على شراء الأساور الخفيفة والناعمة من الذهب الايطالي مثل «فان كليف»، فهذا النوعية من الأساور رخيصة السعر وغير مكلفة فتتراوح أسعارها بين الـ 25 و60 دينارا، والجدير بالذكر أن الفتيات أصبحن لا يفضلن لبس «الإكسسوار» كما كان يحدث وقت غلاء الذهب».

وتقدم بعض المحلات «سهاية» أطفال من ذهب، ويشير النطعي إلى أن «تلك التشكيلات الغريبة ظهرت ومنها مصاصة الأطفال أو إكسسوار للشعر من ذهب منذ فترة طويلة، ولكن كان يشتريها الأثرياء، ولم تكن بهذه الكيفية والتشكيلات الراقية، وبالنسبة لمصاصة الأطفال الآن أصبح الزبائن يشترونها لتقدم كهدية للمواليد الجدد، وغالباً يتم الاحتفاظ بها كذكرى فليس الهدف من شرائها هو استخدامها، وموجود منها كذلك للبنات والأولاد».

وأثناء حوار «الوسط» مع مجموعة من النساء، أكد الكثير منهن أن تشكيلات الذهب تغيرت عن التشكيلات القديمة، فتشكيلاته الجديدة أصبحت تجذب الفتيات وتجعلهن يقبلن عليها من أجل الزينة، ومن أجل أن تنفعهن مستقبلاً، وكذلك مع انتشار الزي الشعبي في المناسبات وخصوصاً في الأعراس والقرقيعان، جعل ذلك من الذهب شيئا ضروريا ليكون الزي الشعبي كاملاً، ويكثر ذلك في حفلات العقد «الملجة» كما هو دارج عند أهل البحرين.

فتقول كوثر سليم (24 عاما) عن ذلك: «أصبح الذهب مرغوبا وبشدة عند الفتيات؛ والسبب في ذلك أن محلات الذهب أصبحت تقدم تشكيلات حديثة تحبها الفتيات، وغير ذلك فإن وعي الفتيات زاد باعتبار أن الذهب استثمار، وخصوصا بعد أن أدركوا أن الذهب البديل خسارة ولا يحافظ على جودته بعد فترة من الاستخدام مثل الذهب الأصلي».

وتواصل كوثر «ولمواقع التواصل الاجتماعي دور كبير، فقد قامت محلات الذهب بعرض أسعار الذهب على «الانستغرام» مما جعل الناس مطلعة على الأسعار، وجعلها بذلك على دراية إن بإمكانها أن تجد «خاتما» من ذهب بـ 25 دينارا بحرينيا مثلا، في الوقت الذي كانوا يعتقدون بأن الذهب أغلى من ذلك بكثير، فمن تشتري حقيبة بـ 80 أو أكثر، من المؤكد أنه بإمكانها شراء ذهب بذلك السعر فتدخره بعكس الحقيبة، ويمكن القول أن سلوك الشراء لذا الناس تغير مما جعلهم يتجهون لشراء الذهب».

وتقول فاطمة المطوع (23 عاما) «في السابق كانت الجدات يلبسن الذهب بكثرة ويشعرن بنقص بدونه وحتى الآن، ولكن في الآونة الأخيرة أصبحت الفتيات صغيرات السن يشترين الذهب أكثر من الكبار فأصبح الذهب «موضة»، وكذلك شراء الذهب ليس خسارة للشخص فهو ذخر له لوقت الحاجة».

وفي حب إهداء النساء الذهب كهدية، أكدت الكثيرات أنهن يقدمن الذهب كهدية للمولودة الجديدة مثل حلقات الأذن، وغيرهن يقدمن الأسوار للعروس الجديدة وفي أعياد الميلاد، فتقول أمينة سلمان (24 عاما) «نقوم نحن مجموعة من البنات بتجميع مبلغ معين لشراء هدية لكي نقدمها للعروس الجديدة بمناسبة زواجها، في رأيي عندما نقوم بتجميع مبلغ مناسب فإن أفضل ما يمكن أن نقدمه هو الذهب، فالذهب ثمين في قيمته ويرتفع سعره وتبقى قيمته للأبد بعكس الأشياء الأخرى كالعطور مثلا، وكما يمكنها بعد ذلك بيعه والاستفادة من مبلغه إذا احتاجت ذلك».

وخلال سؤال «الوسط» لكبيرات السن عن سبب اقتنائهن الذهب وحبهن له بكثرة، تقول أم عبدالجليل: «في السابق كانت العروس تتزين بالذهب في يديها ورأسها وأذنيها وعنقها، كان الذهب شيئا ضروريا جدا لتكون العروس عروسا فعلاً، فتقوم النساء بالاحتفاظ بالذهب الذي قدمه لها «العريس» في يوم عرسها لسنوات طويلة وتجعله لـ»اليوم الأسود»، فأكثر ما كانت تملكه الناس سابقاً هو الذهب».

وبعضهن يعتقدن أن الذهب يعطي من يلبسه طاقة، ويعود عليه بالفائدة، ذلك كما قالت أم محمد: «الذهب زينة المرأة، في السابق لا تخلو المرأة من الذهب فكانت تلبسه وتدخره في نفس الوقت، ويُقال أن في لبسه ثوابا ويستحب لبسه، وله فائدة للجسم، والأهم من ذلك أنهُ ذُكر في القرآن الكريم».

وختاماً، تقول بعضهن إن النساء في السابق كانت تتباهى بالذهب بسبب قيمته الكبيرة لديهن، وكما أنه في السابق لم يكن الذهب للنساء فقط، فقد كانت بعض الأمهات تُلبس أولادها من الصبيان الذهب كذلك.

العدد 5110 - الجمعة 02 سبتمبر 2016م الموافق 30 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً