العدد 5112 - الأحد 04 سبتمبر 2016م الموافق 02 ذي الحجة 1437هـ

الجيش السوري يحاصر مجدداً شرق حلب

جنود سوريون جنوب حلب بعد استعادة السيطرة على ثلاث أكاديميات من المتمردين - AFP
جنود سوريون جنوب حلب بعد استعادة السيطرة على ثلاث أكاديميات من المتمردين - AFP

حقق الجيش السوري تقدُّماً أمس الأحد (4 سبتمبر/ أيلول 2016) بتمكنه مجدداً من محاصرة الأحياء الشرقية في حلب تزامناً مع تعثر المفاوضات الأميركية الروسية بشأن سورية للتوصل إلى تعاون بين الطرفين يوقف العنف في هذا البلد.

وفي شمال سورية، طردت القوات التركية والفصائل السورية المقاتلة تنظيم «داعش» من آخر معاقله على الحدود مع تركيا، وفقاً لرئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الذي أعلن أمس أن الحدود التركية السورية باتت مؤمنة بالكامل بعد أن طردت القوات التركية ومسلحي المعارضة السورية تنظيم «داعش» من آخر مواقعه في المنطقة.


واشنطن تؤكد عدم التوصل إلى اتفاق مع موسكو بشأن سورية... وتركيا تعلن تطهير حدودها من وجود «داعش»

الجيش السوري يحاصر مجدداً الأحياء الشرقية في حلب

عواصم - أ ف ب

حقق الجيش السوري تقدماً أمس الأحد (4 سبتمبر/ أيلول 2016) بتمكنه مجدداً من محاصرة الأحياء الشرقية في حلب تزامناً مع تعثر المفاوضات الأميركية الروسية بشأن سورية للتوصل إلى تعاون بين الطرفين يوقف العنف في هذا البلد.

وفي شمال سورية، طردت القوات التركية والفصائل السورية المقاتلة تنظيم «داعش» من آخر معاقله على الحدود مع تركيا، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن التنظيم خسر «ما تبقى من القرى الحدودية الواقعة بين نهر وبحيرة الساجور بريف جرابلس الغربي وبلدة الراعي الاستراتيجية بريف حلب الشمالي الشرقي».

وأضاف أن «الفصائل المقاتلة والإسلامية المدعمة بالدبابات والطائرات التركية سيطرت على قريتي تل ميزاب والقاضي جرابلس ومزرعة بالقرب منهما، بعد تقدمها وانسحاب عناصر تنظيم الدولة الإسلامية».

وأكد المرصد أنه «بذلك، يكون انتهى وجود التنظيم في ما تبقى من القرى الواقعة مباشرة على الحدود السورية - التركية».

ويأتي ذلك بعد عملية «درع الفرات» التي تشنها تركيا منذ أغسطس/آب، مؤكدة أنها تستهدف التنظيم المتطرف والمقاتلين الأكراد السوريين.

ووحدات حماية الشعب الكردي شريك أساسي في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وقد سيطرت على مساحات واسعة من الأراضي في سورية مستعيدة إياها من المتطرفين.

لكن أنقرة تعتبرها مجموعة «إرهابية»، كما يقلقها توسع المقاتلين الأكراد على طول الحدود خوفاً من قيام منطقة كردية تتمتع بحكم ذاتي في شمال سورية.

حصار مجدداً

في حلب، تمكن الجيش السوري من محاصرة الأحياء الشرقية مجدداً إثر استعادته ثلاث أكاديميات عسكرية كانت سقطت بأيدي الفصائل المقاتلة قبل شهر، كما أعلن المرصد.

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن «تمكنت قوات النظام من السيطرة على كلية المدفعية عقب سيطرتها على كلية التسليح والمدرسة الفنية الجوية (...) ومحاصرة أحياء حلب الشرقية من جديد».

وكان مصدر عسكري سوري أعلن استعادة كلية التسليح. وكان الجيش استعاد في الأيام الأخيرة المدرسة الفنية الجوية.

وتقع هذه الأكاديميات الثلاث على المشارف الجنوبية للعاصمة الاقتصادية سابقاً. وسيطرة الجيش وحلفائه تعني إغلاق طريق الإمدادات الوحيد الخاضع لسيطرة الفصائل المعارضة إلى الأحياء الشرقية حيث يعيش نحو 250 ألف شخص.

ومدينة حلب مقسمة منذ العام 2012 بين أحياء شرقية تحت سيطرة الفصائل المقاتلة وأحياء غربية يسيطر عليها الجيش السوري.

وتدور منذ 31 يوليو/ تموز معارك عنيفة في جنوب مدينة حلب إثر هجمات شنها تحالف «جيش الفتح»، وهو عبارة عن فصائل مقاتلة وجهادية أهمها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل إعلانها فك ارتباطها بالقاعدة) على مواقع الجيش السوري.

وتمكنت هذه الفصائل بعد أسبوع من بدء هجومها، من التقدم والسيطرة على منطقة الكليات العسكرية وفك حصار فرضه الجيش السوري لنحو ثلاثة أسابيع على أحياء المدينة الشرقية عبر فتح طريق إمداد جديد يمر بمنطقة الراموسة المحاذية.

ويتزامن تقدم الجيش السوري مع «تراجع» روسيا، حليفته الرئيسية، حول بعض القضايا في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة بشأن وقف العنف في هذا البلد، وفق ما أعلنت واشنطن أمس (الأحد).

وقال الرئيس الأميركي، باراك اوباما في وقت سابق أمس من الصين إن واشنطن تتفاوض مع روسيا حول وقف العنف في سورية، مؤكداً أن الجانبين «يعملان على مدار الساعة»، مشيراً إلى أن «هذه المسألة معقدة للغاية».

وصرح مسئول بارز في الخارجية الأميركية «تراجع الروس عن بعض القضايا التي اعتقدنا أننا اتفقنا عليها، ولذلك سنعود إلى عواصمنا للتشاور».

وأضاف أن كيري ولافروف سيلتقيان مجدداً اليوم (الاثنين) على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية.

من جهته، قال كيري «الجميع يعرف كم أنها مسألة معقدة، بسبب وجود مختلف القوى. هناك بعض النقاط المحددة التي سيدقق فيها ويستعرضها (لافروف) كما أنني سأنظر فيها شخصياً».

وأضاف «إذا لم نتوصل إلى (اتفاق)، فإننا سنأخذ كل ما يلزم من الوقت للتأكد من أننا نفعل ما يضمن لنا فرصة النجاح».

وتابع «سنراجع بعض الأفكار الليلة، وبينها مسألتان صعبتان، وسنعود ونرى أين وصلنا».

وأوضح كيري «لن نتسرع» مؤكداً أهمية التوصل إلى اتفاق «لإنهاء هذه المهمة». وأكد أنه لا تزال هناك «مشكلتان صعبتان» يجب معالجتهما، رافضاً كشف تفاصيل.

وقال أوباما أمس إن واشنطن تتعامل مع المحادثات «ببعض التشكيك (...) لكن الأمر يستحق المحاولة».

وأضاف «حتى لو اقتصر الأمر على حصول الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء على الطعام والإمدادات الطبية التي تعينهم في رعب التفجيرات المستمرة، فإن الأمر يستحق العناء».

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس أن الحدود التركية السورية باتت مؤمنة بالكامل بعد أن طردت القوات التركية ومسلحي المعارضة السورية تنظيم «داعش» من آخر مواقعه في المنطقة.

وصرح يلدريم للتلفزيون من ديار بكر (جنوب شرق) «من اعزاز إلى جرابلس فإن (الشريط الحدودي) البلغ طوله 91 كلم تم تأمينه بالكامل. تم طرد كافة المنظمات الإرهابية».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد أن تنظيم «داعش» خسر آخر مواقعه على الحدود السورية التركية.

وأورد المرصد أن التنظيم خسر «ما تبقى من القرى الحدودية الواقعة بين نهر وبحيرة الساجور بريف جرابلس الغربي وبلدة الراعي الاستراتيجية بريف حلب الشمالي الشرقي».

وتابع أن «الفصائل المقاتلة والإسلامية المدعمة بالدبابات والطائرات التركية سيطرت على قريتي تل ميزاب والقاضي جرابلس ومزرعة بالقرب منهما، بعد تقدمها وانسحاب عناصر تنظيم الدولة الإسلامية».

وأضاف «بذلك يكون انتهى وجود التنظيم في ما تبقى من القرى الواقعة مباشرة على الحدود السورية - التركية».

واعتبر يلدريم أن هدف تركيا هو «تطهير شمال سورية من عناصر داعش وحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردي والاتحاد الديمقراطي الكردي، وضمان أمن الحدود».

العدد 5112 - الأحد 04 سبتمبر 2016م الموافق 02 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً