العدد 5113 - الإثنين 05 سبتمبر 2016م الموافق 03 ذي الحجة 1437هـ

بعد 90 دقيقة مشاورات... بوتين متفائل باتفاق حول سورية وأوباما يؤكد الخلافات

جنود ومدنيون سوريون يتفقدون موقع انفجار عند مدخل طرطوس - reuters
جنود ومدنيون سوريون يتفقدون موقع انفجار عند مدخل طرطوس - reuters

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن من الممكن التوصل خلال أيام إلى اتفاق مع الولايات المتحدة حول سورية، بينما وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما المفاوضات مع الروس بالصعبة، وأوضح أن الخلافات لاتزال مستمرة حول عدد من النقاط.

وعقد الرئيسان الروسي والأميركي أمس اجتماعاً استغرق تسعين دقيقة، لكنه لم يفضِ إلى اتفاق على القضايا التي لاتزال موضع خلاف في مشروع الاتفاق حول سورية.


أميركا وروسيا تبحثان هدنة في سورية...وسلسلة تفجيرات تقتل العشرات

دمشق - أ ف ب

هزت سورية أمس الاثنين (5 سبتمبر/ أيلول 2016) سلسلة تفجيرات أسفرت عن سقوط 48 قتيلاً، في وقت فشلت موسكو وواشنطن في التوصل إلى اتفاق حول سورية إثر لقاءات عدة عقدت على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين.

وتزامنت هذه التفجيرات التي تبناها تنظيم «داعش» مع فشل محادثات الرئيسين الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في التوصل إلى اتفاق لوقف العنف في سورية، فيما عرضت تركيا إقامة «منطقة حظر جوي» على حدودها مع هذا البلد.

وفي وقت مبكر أمس، استهدف تفجير بسيارة مفخخة مدخل حي الزهراء في مدينة حمص، ما أسفر عن سقوط أربعة قتلى.

وبعد وقت قصير، وقعت سلسلة تفجيرات في مناطق أخرى، كان لطرطوس الساحلية الحصة الأكبر فيها، إذ قتل 35 شخصاً وأصيب 43 آخرون، وفق حصيلة للإعلام الرسمي، جراء اعتداءين، الأول بسيارة مفخخة والثاني انتحاري فجر نفسه أثناء تجمع الناس لإسعاف المصابين، في منطقة قريبة من أحد مداخل مدينة طرطوس.

وفي ريف دمشق، وعلى بعد حوالى 20 كيلومتراً إلى الغرب من العاصمة، قتل شخص في تفجير استهدف منطقة الصبورة.

ولم يتوقف الأمر على مناطق سيطرة قوات النظام، إذ استهدف تفجير خامس مدينة الحسكة، الواقعة بمعظمها تحت سيطرة المقاتلين الأكراد، في شمال شرق البلاد.

وأسفر تفجير الحسكة عن مقتل ثمانية أشخاص، بينهم ستة من عناصر قوات الأمن الداخلي الكردي (الأسايش) ومدنيان، وفق الإعلام الرسمي.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «التفجيرات استهدفت جميعها حواجز أمنية»، وما حصل في حمص وطرطوس هو أن منفذي الاعتداءات لم يتمكنوا من التقدم أكثر بسبب حواجز التفتيش المشددة.

وكان التنظيم المتطرف استهدف مراراً مدينة حمص، وحي الزهراء تحديداً، كما مدينة الحسكة.

أما طرطوس، التي بقيت بمنأى عن النزاع الدامي في البلاد، فمن النادر أن تتعرض لتفجيرات من هذا النوع. وكانت استهدفت في مايو/ أيار الماضي باعتداءات غير مسبوقة أسفرت عن مقتل 48 شخصاً وتبناها تنظيم «داعش» رغم أن لا تواجد معلن له في المحافظة.

واعتبر الخبير في الشئون السورية في جامعة أدنبرة، توماس بييريه أن تلك التفجيرات المتزامنة تقع ضمن استراتيجية لتنظيم «داعش» يريد منها «إغراء معارضي النظام عبر إظهار قدراته، كما يسعى إلى إثارة النعرات الطائفية» بين سكان تلك المناطق والنازحين إليها.

وفقد تنظيم «داعش» أمس خمس قرى في المنطقة الواقعة بين بلدة الراعي الاستراتيجية ونهر الساجور في شمال سورية، حسب ما أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي قال إن الفصائل المقاتلة المدعومة من تركيا تريد من تقدمها هذا «إبعاد التنظيم عن قرى الشريط الحدودي التي سيطرت عليها الأحد، منهية تواجد التنظيم فيما تبقى من مناطق على الحدود السورية - التركية مباشرة».

«فشل» موسكو وواشنطن

وكانت الآمال معلقة على المحادثات الروسية-الأميركية على هامش قمة العشرين في هانغتشو الصينية لتحقيق اختراق، خاصة بعدما كانت واشنطن أعلنت عن اقتراب التوصل إلى اتفاق مع روسيا، قبل أن تعود لتؤكد فشل المساعي.

وأعلن مسئول كبير في وزارة الخارجية الأميركية أن المحادثات بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف انتهت دون التوصل إلى اتفاق تعاون حول سورية.

وكان الوزيران التقيا «لساعات طويلة» الأحد أيضاً دون التمكن من تسوية خلافاتهما حول «نقاط حساسة» كما أوضح كيري الأحد للصحافيين.

وعقد بعد ذلك الرئيسان الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين لقاءً غير رسمي استمر 90 دقيقة على هامش القمة.

وأكد أوباما أن محادثاته مع بوتين حول سورية كانت «مثمرة»، في حين تحدث الرئيس الروسي عن «بعض التقارب في المواقف» مع واشنطن.

وقال بوتين «أعتقد أننا نسير على الطريق الصحيح، ويمكن، على الأقل لفترة من الوقت، الموافقة على القيام بمحاولات نشطة لجعل الوضع في سورية أفضل». وأشار بوتين إلى اعتقاده أن اتفاقاً مع واشنطن يمكن تحقيقه في «الأيام المقبلة».

وأعلن متحدث باسم البيت الأبيض أن الرئيسين بحثا «جهود التوصل إلى اتفاق بشأن سورية لخفض العنف وتأمين وصول المساعدات الإنسانية وتركيز (الحملة) على القاعدة - جبهة النصرة- وتنظيم الدولة الإسلامية في سورية».

وأكد أن الخلافات المتبقية «تقنية» وسيتم بحثها في الأيام المقبلة بين كيري ولافروف.

منطقة آمنة

على هامش القمة ذاتها، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان أنه عرض على أوباما وبوتين إقامة «منطقة حظر جوي» في المنطقة التي طردت قواته منها بالتعاون مع فصائل معارضة، تنظيم «داعش» في شمال سورية.

وفي اطار عمليتها العسكرية التي أطلقتها في 24 أغسطس/ آب معلنة أنها ضد المتطرفين والمقاتلين الأكراد، نجحت تركيا والفصائل السورية المعارضة المدعومة من قبلها الأحد في طرد تنظيم «داعش» من آخر منطقة واقعة تحت سيطرته عند الحدود السورية.

وفي إطار مساعيها لمكافحة المتطرفين ولتخفيف حدة التوتر بين حليفيها، أرسلت واشنطن الأسبوع الماضي مبعوث الرئيس الأميركي في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» بريت ماكغورك للقاء قياديين أكراد في سورية وأتراك في تركيا.

وتأتي تلك الزيارة وسط حالة من التوتر مع العملية التركية في سورية التي وضعت واشنطن في موقف صعب بين أنقرة حليفتها التقليدية، والأكراد حلفائها في مكافحة المتطرفين على الأرض.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ «فرانس برس» إن ماكغورك التقى في سورية قياديين في قوات سورية الديمقراطية حيث «أكد على الدعم المتواصل» لها في حربها ضد تنظيم «داعش».

وفي تركيا عقد ماكغورك سلسلة لقاءات مع مسئولين أتراك بحث خلالها «دعم الولايات المتحدة جهود تطهير المنطقة الحدودية مع تركيا من تنظيم داعش».

العدد 5113 - الإثنين 05 سبتمبر 2016م الموافق 03 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً