العدد 5113 - الإثنين 05 سبتمبر 2016م الموافق 03 ذي الحجة 1437هـ

بالفيديو... "ذي وور شو" وثائقي ينقل إلى مهرجان البندقية صوراً عن معاناة شباب سوريين في جحيم الحرب

يعرض فيلم "ذي وور شو" الوثائقي الذي يقدم هذا الاسبوع في مهرجان البندقية السينمائي خارج إطار المسابقة الرسمية، قصص شباب سوريين عاشوا الحرب في بلادهم منذ اندلاع الاحتجاجات الأولى ضد النظام وما تلاها من مآس وويلات.

عند فرار منسقة الاسطوانات السورية عبيدة زيتون من بلادها، حملت معها خمسة اقراص صلبة عليها صور تم التقاطها بين 2011 و2013 وطلبت من المخرج الدنماركي اندرياس دالسغارد مساعدتها في اختيار الافضل منها.

وأوضح المخرج الدنماركي لوكالة فرانس برس من البندقية ان فريق العمل "بدأ التصوير قبل انطلاق الثورة" في سورية.

أما عبيدة التي لا تزال تعيش حالا من الصدمة فرفضت الادلاء بأي تعليق للصحافيين.

ويروي الفيلم قصص شباب من مناطق سورية مختلفة بينهم امل (طالبة في الاقتصاد) وحسام (مهندس) وربيعة (مولع بالموسيقى) ولولو (طالبة حقوق) وصديقها الشاعر هشام، من حياة اللهو والاسترخاء على الشواطئ الى المعاناة مع القناصة... وصولا الى نهاية مأسوية تتمثل بوفاة كثير من هؤلاء.

وقال اندرياس دالسغارد "كان ثمة قوة فريدة في هذه الصور، في طابعها الفوضوي المبعثر، وكانت حقيقية للغاية لأنها صورت من جانب اشخاص تجمعهم طاقة مشتركة ورابط خاص".

وأضاف "المذهل في الامر هو انهم غير تقليديين. هم يحبون الشعر الاسلامي من القرن الثالث عشر كذلك يهوون موسيقى الهيب هوب اللبنانية وفرقة +ذي دورز+".

وقد نزل هؤلاء الشبان الى الشوارع متسلحين بحلمهم بالحرية وبكاميرا على الكتف لدى انطلاق الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد سنة 2011 والتي واجهتها السلطات بحملات قمع دامية.

وفي مشهد مؤثر، ترفض فتاة في العاشرة من العمر تغطية وجهها امام الكاميرا على رغم خطر تعرضها لردود فعل انتقامية. وتقول "لا اتظاهر كي اتركهم يخنقوني. اتظاهر كي اتنفس".

طبول وسجائر... وتعذيب

ويستعرض الوثائقي ايضا محطات اندلاع النزاع السوري الذي انتقل من اشتباكات بسيطة الى معارك عسكرية ضارية.

وذكر المخرج الدنماركي بأن "مقاتلين معارضين كثيرين حملوا السلاح بهدف حماية المتظاهرين من هجمات النظام". بعدها نظمت المجموعات صفوفها على وقع تقاسم للنفوذ بين قوى مختلفة ضالعة في النزاع.

وقل دالسغارد "اميركا تدعم المعارضين العلمانيين، السعودية تدعم المعارضين السنة شأنها في ذلك شأن قطر، كذلك ظهرت حركة اقتصادية غريبة. وتدخل عصابات او مجموعات اجرامية هذه اللعبة لأنها ترى أنها قادرة على تحصيل اموال او اسلحة".

ومن دمشق الى الزبداني مسقط رأس عبيدة زيتون مرورا بحمص (وسط) وكسب وسراقب (شمال) وكفرنبل (شمال غرب)، يعاين هؤلاء الاصدقاء مدنا محاصرة وعائلات تتضور جوعا واطفالا جرحى ورجالا يعانون التعذيب.

ولهؤلاء الشباب المولعين بالعزف على الطبل والتدخين، تمثل قصص التعذيب والسجن والموت كابوسا حقيقيا.

غير أن الكابوس لم ينته، اذ يظهر الفصل الاخير من الفيلم صورا باتت مألوفة عن مدن مدمرة ونزوح مئات الاف الاشخاص وسفن المهاجرين الى اوروبا.

وأوضح اندرياس دالسغارد أن "الطريقة التي تتعاطى وتعاطت فيها اوروبا مع ازمة اللاجئين تمثل فضيحة وآمل أن يتمكن هذا الفيلم بطريقة انسانية من افهامنا بشكل أعمق عن سبب تطور الامور على هذا النحو في سورية".

ومضى يقول "نحن لا نتحدث عن مجانين او عن ثقافة جنون"، مبديا امله في ان يكون هذا الوثائقي بمثابة "مستند تاريخي" مهم له فائدة في السنوات المقبلة.

وسيعرض فيلم "ذي وور شو" ايضا خلال مهرجانات سينمائية مختلفة حول العالم بينها مهرجان تورنتو الكندي ثم في العاصمة البريطانية لندن.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

شاهد أيضا