العدد 5117 - الجمعة 09 سبتمبر 2016م الموافق 07 ذي الحجة 1437هـ

لم تعد مقتصرة على شرب الشاي والقهوة...المقاهي الثقافية تغير الصورة النمطية للمقهى

بعد أن كان المقهى محصوراً بصورته النمطية في أنه مكان لشرب القهوة أو الشاي وتبادل الأحاديث، بات الآن مقهىً ثقافيّاً عبارة عن ملتقى للفن والثقافة يجمع بين المثقفين ومحبي الثقافة.

وعلى رغم قلة المقاهي الثقافية في البحرين، والتي ربما تقتصر على مقهيين اثنين هما «الرواق» و»مشق»، فإننا نشهد انفتاحاً للمشهد الثقافي في البحرين بسبب هذه المحاولات.

وعن قلة المقاهي الثقافية في البحرين يقول صاحب مقهى مشق الثقافي علي البزاز: «العواصم العربية كبيروت والقاهرة ودمشق أقوى في هذا المجال من البحرين. والسبب وراء ذلك هو ركود الحركة الثقافية والفنية هنا، وهذا يؤثر، كما أن المقاهي المنتشرة هي مقاه شعبية، والجمهور البحريني غير معتاد على مثل هذه النوعية من المقاهي بسبب وجود أندية ومجالس مختصة بالثقافة».

وعن دور المقاهي الثقافية في دعم الطاقات الشبابية يضيف «مقهانا هو مكان للقاء الموهوبين والهواة مع الفنانين المحترفين، كما يحتضن ويشجع الطاقات الشبابية لقلة الدعم الذي تحصل عليه، وهناك تسهيلات للمجموعات والنوادي الشبابية أكثر من الفئات الأخرى».

وتقول إحدى مرتادات المقاهي الثقافية علياء الموسوي: «على رغم قلتها في البحرين فإن ظهورها غير فكرة المقهى، فالمقهى ليس مجرد مكان، بل هو أعمق من ذلك فهو مكان ثقافي. كما أنها فتحت فرصة لزيادة الفعاليات بطريقة مستمرة، بعد أن كانت الفعاليات موسمية مثل تاء الشباب وربيع الثقافة، ما جعل الناس يجتمعون أكثر من ذي قبل لعدم اقتصارها على شهر معين، وهذا أمر رائع».

وتضيف «أضاف لي تواجدي في المقاهي الثقافية معلومات ودعماً لميولي، كما أن هذه المقاهي أسهمت في منح فرصة لدعم الشباب الذين يفتقدون جهات تدعم مواهبهم الشعرية والموسيقية مثلاً وباستضافتها للفعاليات».

ودعت الموسوي المقاهي الثقافية لدعم ميول الأطفال بالفعاليات الثقافية عِوضا عن الورش، فهم بحاجة إليها أكثر من الكبار لصقل مواهبهم في الفن والكتابة والمسرح. كما أن الفعاليات تقام في مقاهٍ متفرقة لا في مقهى واحد ليستطيع الجميع حضورها».

وتمنت الموسوي أن يتحول المقهى إلى مكانٍ يزدحم بالكلمة الرائعة واللون والصوت، وأن يتم إنشاء مقهى في البحرين باسم الشاعر المغفور له عبدالرحمن رفيع مثل مقهى نجيب محفوظ في مصر».

أما الشاعر جعفر الحايكي فيقول: «المقهى الثقافي يعتبر من المحفزات للانخراط فيه، فهو يشكل الحاضن الجميل للإبداع والتميز. كما أن انفتاحه على أكثر من فن يعتبر من خصائص الفن الحديث. فحينما يجتمع النص الأدبي مع الموسيقى بوجود خلفيات لإنتاجات فنية، يعطي انعكاساً مميزا على النفس لجمال وهدوء الجو».

ويضيف «كما أن هذه المقاهي تساعد في الإبداع الأدبي حينما نتأثر بتجارب الأدباء الذين حولنا في المقهى الثقافي».

واختتم الحايكي حديثه بالقول: «أعتقد أن المقاهي تحتاج إلى ترويج أكثر في الساحة البحرينية، فلو حظيت المقاهي باهتمام ورواج أكثر سيزداد مستوى مساهمتها مع الوقت. كما أن هناك أسماء معينة تواظب على حضور الفعاليات وقلما تبرز أسماء جديدة».

وتطرق الموسيقي أحمد النعيمي إلى دور المقاهي الثقافية بقوله:»لا شك أن المقاهي الثقافية تساعد على دعم الموهوبين، ولكن ليس بالمنظور المادي، بل تسلط على صاحب الموهبة الضوء، وتسهم في تعريفه عند الجماهير التي تتمتع بالحس الموسيقي أو الأدبي على حد سواء. وبطبيعة الحال عطاء صاحب الموهبة لا يتوقف ومن خلال المقاهي تصبح لديه طاقة إيجابية للسعي للتطوير من الموهبة والعطاء».

ويضيف عن تجربته: «بالنسبة لي أجد أن المقاهي الثقافية تخلق لي الأجواء التي تتناسب مع ميولي، فأنا أميل إلى القراءة وللمطالعة الأدبية أو الشعرية التي تتصدر بين فترة وأخرى».

ويشير إلى الانفتاح الثقافي للمقاهي الثقافية وذلك «بإحيائها بالأنشطة والفعاليات التي تتناسب مع ذائقة الجماهير بشكل دوري. فهي ساهمت في انفتاح الهواة والمحترفين مع العامة، فمقهى مشق على سبيل المثال، دائما ما يقدم لنا الدعوات للمشاركة في مختلف الأنشطة والفعاليات التي يستضيفها».

وفي الختام دعا النعيمي الجهات المسئولة إلى أن تمارس دورها في دعم مثل هذه المشروعات الثقافية التي تسهم في تطوير وخلق جيل واع، مشيدا بدور كل من يحاول أن يدفع بالحركة الثقافية في البحرين من الجانب الأهلي.

وتقول الفنانة التشكيلية زينب درويش: «المقهى الثقافي يمتاز بروح الفن الممزوج بالثقافة والأدب. كما فتح المجالات الثقافية والفنية على بعضها بعضاً. فالموسيقى والرسم والخط والنحت والقراءة والكتابة والاطلاع والتصوير دائماً حاضرة في روح المكان بالاضافة الى الفعاليات والندوات الثقافية والفنية التي تقام فيه».

وتضيف»ساعدت هذه المقاهي على احتضان مواهب الهواة، وساعدتهم في صقل مواهبهم وتسهيل مسيرتهم الفنية أو الأدبية».

وعن تجربتها تقول درويش: «مقهى مشق أتاح لي كما يتيح لجميع الهواة والفنانين، ممارسة هواياتهم وفنونهم بكل أريحية ومساعدتهم على عرض أعمالهم وتطوير تطلعاتهم. إذ إنه يرحب بجميع أنواع الفنون، فهو بوابة واسعة لاكتساب وتعلم مزيد من الفنون كما وثق علاقتي بالكتاب والقراءة».

وفي الختام وجهت درويش شكرها إلى القائمين على المقاهي الثقافية في البحرين على تعاونهم مع الفنانين وتمنت لهم التوفيق.

العدد 5117 - الجمعة 09 سبتمبر 2016م الموافق 07 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً