العدد 5121 - الثلثاء 13 سبتمبر 2016م الموافق 11 ذي الحجة 1437هـ

أوروبا تودع بلاتيني وتستقبل رئيساً جديداً اليوم في أثينا

ستكون الأنظار شاخصة، اليوم (الأربعاء)، نحو العاصمة اليونانية (أثينا) التي تحتضن الجمعية العمومية الاستثنائية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي سينتخب رئيساً جديداً له خلفاً للفرنسي الموقوف ميشال بلاتيني.

وانحصرت المنافسة على رئاسة الاتحاد القاري بين الهولندي ميكايل فان براغ والسلوفيني الكسندر سيفيرين بعدما قرر رئيس الاتحاد الاسباني انخل ماريا فيار الانسحاب من السباق لأن «العديد من المسئولين في كرة القدم الإسبانية ألحوا عليّ لمواصلة العمل في الاتحاد الإسباني الذي كرست القسم الأكبر من حياتي في قيادته».

وكان فيار انتخب في 16 فبراير/ شباط 2012 رئيساً للاتحاد الاسباني لولاية سابعة تمتد حتى نهاية 2016.

وسيكون بلاتيني حاضراً في الجمعية العمومية بعدما منحه الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» الضوء الأخضر يوم الاثنين الماضي.

وقال الاتحاد الأوروبي الذي ترأسه بلاتيني منذ 2007 قبل أن يتم إيقافه في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بسبب دفعة غير مشروعة بقيمة مليوني دولار حصل عليها العام 2011 عن عمل استشاري قدمه قبل 9 سنوات للسويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا آنذاك والموقوف هو أيضاً في العملية نفسها، في بيان أن لجنة الأخلاقيات في فيفا أعلمته أنها «سمحت لبلاتيني بمخاطبة الجمعية العمومية الاستثنائية الثانية عشرة في أثينا يوم 14 سبتمبر/ أيلول».

وأشار البيان إلى أن «الاتحاد الأوروبي تقدم مؤخراً بطلب للسماح بحضور بلاتيني ونحن نرحب بهذا القرار (قرار فيفا)».

وسبق لمصدر مقرب من بلاتيني أن كشف الأسبوع الماضي أن الأخير سيلبي دعوة حضور الجمعية العمومية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم المقررة اليوم (الأربعاء) في أثينا من أجل انتخاب خلف له في رئاسة الاتحاد القاري.

لكن قرار فيفا لم يرق لرئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهاد غريندل الذي عارض طلب الاتحاد الأوروبي في حديث لوكالة «دي بي اي» الألمانية، قائلاً: «على الجمعية العمومية أن تعرض برنامج الرئيس الجديد وليس أخطاء سلفه. كنت أفضل عدم حضور ميشال بلاتيني. على هذه الجمعية العمومية التركيز على المستقبل وليس على الماضي».

وكان بلاتيني أعلن استقالته من رئاسة الاتحاد القاري في 9 مايو/ أيار الماضي بعد قرار محكمة التحكيم الرياضي بعدم إلغاء عقوبة إيقافه بل تخفيضها من 6 إلى 4 أعوام، لكنه أكد لاحقاً أنه يريد «التقدم بهذه الاستقالة في أثينا إلى الأعضاء الـ 55 الذين يشكلون الاتحاد الأوروبي».

وأوقف بلاتيني 8 سنوات في بادئ الأمر ثم قلصت العقوبة إلى 6 أعوام من قبل لجنة الاستئناف في الاتحاد الدولي، ثم 4 أعوام عن طريق محكمة التحكيم الرياضية.

فان براغ يعول على شخصيته

ويملك كل اتحاد من الاتحادات الوطنية الـ 55 المنضوية تحت راية الاتحاد الأوروبي صوتاً واحداً في الانتخابات التي ستمنح رئيسي الاتحادين الهولندي فان براغ (68 عاماً) الذي كان مرشحاً لرئاسة فيفا العام 2015 قبل أن ينسحب، والسلوفيني سيفيرين (48 عاماً) رئاسة الاتحاد القاري لمدة عامين ونصف العام فقط أي المدة التي كانت متبقية من ولاية بلاتيني.

ومن المؤكد أن فان براغ يعول على واقع أنه شخصية معروفة في القارة العجوز كونه كان رئيساً لنادي اياكس أمستردام، كما أنه كان من المعارضين بشدة لطريقة إدارة بلاتر لفيفا، لكن يؤخذ عليه أنه من شخصيات «النظام» القديم لأنه عضو في اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي منذ 2009.

وضمن فان براغ حصوله على صوتي اتحادي إنجلترا وبلجيكا اللذين كشفا مؤخراً أنهما سيصوتان للمرشح الهولندي.

وقال نائب رئيس الاتحاد الإنجليزي ديفيد جيل في بيان: «إننا اتفقنا على دعم ميكايل فان براغ. إنه شخص نعرفه جيداً وعملنا معه كثيراً خلال الأعوام الأخيرة وخصوصاً بسبب التزامنا المشترك من أجل تحقيق الإصلاحات في الاتحاد الدولي (فيفا)».

من جانبه، قال رئيس الاتحاد البلجيكي فرانسوا دي كيرسماكر: «ميكايل هو مسئول في كرة القدم الأوروبية وله كل التقدير منذ سنوات. يملك الخبرة والمعرفة والصدقية اللازمة لقيادة الاتحاد الأوروبي بالأخلاق والدينامية اللتين يجب أن تتوافقا مع هكذا وظيفة في زمن التطور المستمر لعالم كرة القدم».

بدوره، يحظى رجل القانون سيفيرين (48 عاماً) الذي وصل إلى رئاسة الاتحاد السلوفيني العام 2011، علناً بدعم الاتحادين الفرنسي والبرتغالي الذي قال رئيسه فرناندو غوميش في تصريح لوكالة فرانس برس: «أنا أعرف ميكايل فان براغ منذ فترة واحترمه كثيراً وأقدر أفكاره لكننا سنصوت لسيفيرين. إنه شخص ديناميكي. مازال شاباً لكنه يتمتع بالكثير من الخبرة على مستويات عدة»، مشيراً إلى أن السلوفيني يقترح تطبيق «برنامج واسع وطموح».

إصلاحات مثيرة للجدل

ومن المهمات الشاقة التي تنتظر الرئيس الجديد كيفية التعامل مع الجدل الذي تسببت به التعديلات على مسابقة دوري أبطال أوروبا والتي أعلن عنها الاتحاد القاري في 26 أغسطس/ آب الماضي إذ كشف أنه سيخصص اعتباراً من العام 2018 حتى 2021 أربعة مقاعد في دور المجموعات لكل من إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا وألمانيا بسبب مستوى أنديتها.

ويحاول الاتحاد الأوروبي الذي تسلم رئاسته بالوكالة اليوناني ثيودور ثيودوريديس منذ إيقاف بلاتيني، إقفال الباب أمام رغبة بعض الأندية الكبرى بإنشاء دوري السوبر المخصص حصراً لها، لكن مسألة منح كل إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا وألمانيا أربعة مقاعد في دور المجموعات اعتباراً من 2018 لم ترق بتاتاً للرابطة الأوروبية لدوريات المحترفين التي رأت أن هذا القرار سيعمق الفجوة الرياضية والمالية على حد سواء بين الأندية.

وهددت الرابطة حتى بتنظيم مباريات بالوقت نفسه الذي تقام فيه مباريات المسابقتين الأوروبيتين (دوري الأبطال ويوروبا ليغ)، وهو الأمر الذي يمنعه الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أنها ستحض الرئيس الجديد للاتحاد القاري على عدم السير في هذا التعديل.

ومن المؤكد أن سيفيرين ليس الشخص المناسب بالنسبة للرابطة لأنه سبق له أن أكد في حديث لصحيفة «ليكيب» الرياضية الفرنسية أنه «لا يمكنني تغيير الأمر (التعديل في المسابقة) في حال انتخابي»، معرباً عن أسفه حيال «الأندية الصغيرة، مثل الأندية السلوفينية، لأن هذا الأمر لا يصب في مصلحتها».

والتعديل الجديد لا يمس بالأندية الصغيرة مثل الأندية السلوفينية وبحسب بل يضر بمصلحة الفرنسيين بحسب ما أكد رئيس رابطة دوري الدرجة الأولى برنارد كايازو الذي قال: «بإمكاننا أن نشعر بالأسى حيال الكرة الفرنسية... إنها فضيحة حقيقية بالشكل والمضمون. إنها كارثة».

ميكايل فان براغ - الكسندر سيفيرين
ميكايل فان براغ - الكسندر سيفيرين

العدد 5121 - الثلثاء 13 سبتمبر 2016م الموافق 11 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً