العدد 5122 - الأربعاء 14 سبتمبر 2016م الموافق 12 ذي الحجة 1437هـ

السعادة ومؤشراتها

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

تسعى بعض المنظمات لوضع مؤشرات ومعانٍ للسعادة. وما مؤشر السعادة العالمي الذي نشأ أساساً عن دراسة أعدَّ محاورها وأجراها معهد «ليغاتوم» وعُرف بـ «مؤشر السعادة العالمي» إلا واحداً منها. المعهد ارتكز في تصنيفه للمؤشر، على إجراء دراسة شملت السكان في 142 قطراً، يشكلون 96 في المئة من سكان العالم. وقام المعهد بتحليل المعلومات التي جمعها في دراسة بشأن هذه الدول، وفق ثمان فئات، تضمّنت التعليم والاقتصاد والإدارة العامة، ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، كما مضت إلى أبعد من ذلك، من خلال تحليلها معلومات تتعلق بمحفزات الازدهار والرفاهية في كل قطر.

وتعرف «ويكيبيديا» مؤشر السعادة العالمي بأنه مؤشر يقيس مدى السعادة في الدول والمجتمعات استناداً إلى دراسات وإحصائيات متعددة. ويمكن قياس السعادة (ومن ثمة مؤشر السعادة) بعدة أمور منها: مدى شعور الأفراد بالسعادة والرضا في حياتهم. والدول الأكثر سعادة غالباً ما تكون الدول الأكثر ثراءً إلى مدى معين، إضافةً إلى عوامل أخرى مساعدة مثل الدخل الإضافي والدعم الاجتماعي، وغياب الفساد ومستوى الحرية التي يتمتع بها الأفراد. واستناداً على هذا المؤشر تصدر تقارير سنوية بشأن البلدان الأكثر سعادة في العالم.

ولكن هل يمكننا تعريف السعادة؟ هل يمكننا أن نحصر أسبابها ونقيّدها في مواضيع وأمور بعينها؟ وحين يسألنا أحدهم: كيف تكون سعيداً؟ أو ما الذي يجعلك سعيداً؟ لابد وأن الإجابة ستكون صعبة بقدر ما تبدو بديهية.

فبينما يعتبر البعض السعادة رديفاً لمدى توفّر الأمور المادية بالدرجة الأولى، فإن هنالك بعضاً آخر يجد سعادته في أمور بسيطة جداً، كوجوده بين أفراد أسرته، أو وجوده محاطاً ببعض الأصدقاء، أو قد يجدها بعض آخر في المشي على الساحل، أو في قراءة كتاب جميل، أو شرب كوب قهوة معد بإتقان، أو قطعة شوكولا تؤكل على مهل.

وهنالك من يعتبر الرضا والقناعة بالقليل هو مصدر السعادة وأصلها، وهو ما يبيّن اهتمام بعض الشعوب والديانات بالزهد والتخلص من قشور الحياة ومظاهرها للوصول إلى حال السلام الروحي الذي يبعثه الرضا.

في الإسلام مثلاً دائماً ما تصلنا أخبار بعض الزهاد الذين عاشوا سعداء راضين باليسير والنادر. وفي الديانة البوذية يسعى المرء دائماً للوصول إلى حالة «النيرفانا»، وهي أقصى درجات السلام الروحي التي تبعث الرضا والسعادة، وهي الحال التي يحاول كثيرون الوصول إليها حتى من الديانات الأخرى ولكن بمسميات مختلفة.

يمكننا أن نقول إن هناك أموراً تجلب السعادة الآنية، وهناك ما يمكنه أن يجلب السعادة الدائمة، وإن تخللتها بعض لحظات الضيق والحزن التي لا تخلو منها حياة بشر.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 5122 - الأربعاء 14 سبتمبر 2016م الموافق 12 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:01 ص

      لا يمكن ايجاد مؤشر للسعادة والسبب في الآية الكريمة التي تقول {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل:18].

اقرأ ايضاً