العدد 5122 - الأربعاء 14 سبتمبر 2016م الموافق 12 ذي الحجة 1437هـ

«التربية» في بداية كل عام دراسي تكون في وضع حرج لا تحسد عليه... لماذا؟

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

قبل نهاية العام الدراسي الماضي، تابع الرأي العام المحلي والمهتمون بالشأن التعليمي خصوصا، أن وزارة التربية والتعليم كانت في حال عصيب لا تحسد عليه، عندما تقدم عدد كبير من المعلمين والمعلمات من مختلف المراحل الدراسية بطلب إحالتهم للتقاعد المبكر، وتقديم عشرات المعلمين الوافدين استقالاتهم والعودة إلى بلدانهم، وخصوصا عندما لم تنجح محاولاتها بالكامل في ثني الكثيرين منهم عن قرارهم، فهي بعد هذه الأزمة التعليمية أصبحت أمام خيارين، أما أن تقوم بتوظيف العاطلين البحرينيين الجامعيين التربويين، التي قدرت الوزارة عددهم في العام الداسي الماضي بـ 1573 عاطلا بحرينيا وجامعيا وتربويا، الذين انتظروا توظيفهم في سلك التعليم سنوات طويلة تمتد عند بعضهم إلى أكثر من 10 سنوات... فهل تجاهلها هذه الفئة العاطلة والمعطلة وعدم الاكتراث بوجودها، وعدم العمل على تمهينهم والاستفادة من قدراتهم يصب في صالح الوطن؟ لماذا تذهب إلى خارج البلد، لتتعاقد في كل عام دراسي مع مئات المعلمين من الأجانب والعرب، وتدخل نفسها بإرادتها في دوامة جديدة لا تنتهي، وهي تعلم علما يقينيا أن توظيفها البحرينيين الجامعيين التربويين يوفر عليها الكثير من الأموال والجهود والالتزامات، وأن اللجوء إلى الخارج للتعاقد مع الأجانب والعرب، يكلفها الكثير من الجهد والمال والالتزامات القانونية والحقوقية؟ فليس للوزارة أي سبيل إلا أن تختار التعاون مع ديوان الخدمة المدنية في توظيف العاطلين البحرينيين الجامعيين التربويين، لأنه هو الخيار الأفضل والأسهل والأوفر اقتصاديا وتربويا وتعليميا، وصلنا من بعض المصادر أنها قامت بالاتصال ببعض حراس أمن المدارس الجامعيين، بغرض إدخالهم في الامتحانات والمقابلات الشخصية، ومن يجتاز منهم بنجاح تقوم بنقله إلى السلك التعليمي، لا شك في أنها لو قامت بهذه الخطوة فعلا، ستكون خطوتها في الاتجاه الصحيح، رغم أنها جاءت متأخرة كثيرا، ومما لا شك فيه ولا ريب أن توظيف أبناء البلد وتأهيلهم وتدريبهم له انعكاسات إيجابية كبرى على واقع التعليم والتعلم في البحرين.

ولا أحد ينكر أن لدينا طاقات بشرية هائلة في البلد لو تعاملت معها الوزارة بالصورة الصحيحة واستثمرت وجودها استثمارا حقيقيا، لما احتاجت في يوم من الأيام أن تذهب إلى خارج البلد، لتتعاقد مع الأجانب للتدريس في مدارس ومعاهد البحرين، كل ما يحدث في التعليم من إرباك غير مسبوق في السنوات الخمس الأخيرة، يأتي بسبب النقص الكبير في الكوادر التعليمية والبيئة التعليمية والمناهج الدراسية وغيرها من الأساسيات المهمة في العملية التعليمية التعلمية، لو كانت الوزارة لديها خطة استراتيجية خمسية أو عشرية للتعليم، يشارك في وضعها شخصيات تربوية بحرينية متخصصة، لما حدث لها كل هذا الإرباك والتخبط في ممارساتها وقراراتها وإجراءاتها، حتى لا نحوم حول كلمة (لو) ونستغرق كثيرا في اللوم تارة وفي التمنيات تارة أخرى، نقول لابد أن تفكر الوزارة في مستقبل التعليم بجدية، بعيدا عن المؤثرات النفسية والأيدلوجية وعن أي اعتبارات غير قانونية، إذا ما أرادت أن تحقق نتائج باهرة للتعليم.

فالتعليم يجب أن يبعد كليا عن كل الأبعاد التي ليس لها علاقة مباشرة بالعملية التعليمية التعلمية، لأن ذلك يدخله في متاهات ليس لها آخر، تكون سببا في إضعافه وإخفاقه في مختلف المفاصل التعليمية، لا أحد يستطيع نفي التراجع في التعليم وخصوصا في السنوات الأخيرة، والذي له انعكاسات سلبية على حاضر ومستقبل الوطن في كل زواياه، ولا ننسى أننا نتكلم عن التعليم النظامي في البحرين الذي يمتد عمره إلى 1919 بالنسبة للبنين، وإلى العام 1927 بالنسبة للبنات، ولم نتكلم عن النظام التعليمي الذي بدأته فعليا الإرسالية الأميركية في العام 1899 بافتتاحها أول مدرسة للبنات، ثم تلتها بمدرسة أخرى للبنين في العام 1902، هل من المعقول أن نجد التعليم الذي تجاوز عمره منذ بدء النظام التعليمي 117 عاما، ومنذ بدء التعليم النظامي الذي وصل عمره إلى 97 عاما، ووزارة التربية التعليم لم تستطع حتى هذه اللحظة تحقيق الاكتفاء الذاتي في الكوادر التعليمية؟

في هذا الموضوع لن نتحدث عن التعليم خلال 14 قرنا، الذي أنتج مئات العلماء الأفذاذ، الذين خلفوا للأجيال على مر السنين تراثا دينيا وثقافيا وعلميا زاخرا بالعطاء المتميز، تكلمنا فقط عن التعليم الذي يقترب عمره إلى قرن من الزمان، وهو الذي يكفي أن يجعل البحرين في مواقع رائدة في التعليم على مختلف المستويات، الإقليمية والعربية والعالمية، وكان بمقدورها ونقصد وزارة التربية والتعليم الموقرة أن تحقق الاكتفاء الذاتي في التعليم بمختلف التخصصات والتربوية والتعليمية والمهنية، ومنذ زمن ليس بالقصير، كان باستطاعتها جعل البحرين غير محتاجة لجلب الأجانب لملء المواقع التعليمية والمهنية الشاغرة في مجالات كثيرة، لا أحد في البلد يشكك في قدرات أبناء البحرين وبناتهم العقلية والإستيعابية والإبداعية، فالتفوق الكبير الذي يحققونه (بنات وبنين) بمملكة البحرين في كل عام دراسي، دليل واضح على قدراتهم التعليمية الكبيرة، ومدى استعدادهم النفسي والمعنوي والعقلي الكبير، لمواصلة تعليمهم بمستويات عالية، إذا ما سنحت لهم الفرصة كاملة غير منقوصة، وإبعاد كل المؤثرات النفسية التي تساهم بصورة مباشرة في وضع العراقيل والمنغصات في مسيرة التعليم، سيحققون طفرات نوعية وواسعة في تطوير وتنمية بلادهم في مختلف التخصصات والمجالات. نأمل أن تلتفت الوزارة إلى المخزون البشري الذي يمتلكه الوطن بأعداد كبيرة، والعمل على جعل التعليم الرافد الأبرز لكل التخصصات التي تحتاجها بحريننا الغالية.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 5122 - الأربعاء 14 سبتمبر 2016م الموافق 12 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 1:25 م

      يتيع. صعدت الي القمة بمواردها البشرية بتشجيع المدرسين والعلماء والمبدعين ونقل العلوم وترجمتعا الي بلادهم ولغاتهم من مختلف العالم حين بداؤا بارسال طلبة الي الصين. شكرا للنائب السابق والاستاذ سلمان سالم

    • زائر 26 | 1:21 م

      اكثر مهنة نبيلة في اليابان طبعا هي التدريس. المعلم في اليابان بحكم خبرتي وزيارتي لهدا البلد العظيم يحظي باعلي الحوافز والراتب والمعاملة الخاصة لانه يخرج اجيال من الاطباء والمهندسين والعلماء........والخ. احد ركائز واعمدة النهوض في اي دولة او مؤسسة عامة او تجارية هو الكفاءة والكفاءة تاتي من المعلمين المبدعين. اصطفت اليابان في الصفوف الاولي في الصناعات واكبر مثال انظر عدد السيارات اليابانية في العالم. نهضت اليابان من حرب مدمرة ولا يوجد لديها موارد طبيعية كبقية الدول ومنها العربية ولكنها ...يتبع

    • زائر 24 | 12:18 م

      ياالله عالفزعه
      مثل ما سويتون فزعه عالاسكان
      سوو فزعه عالعاطلين

    • زائر 20 | 8:03 ص

      السقوط

      السقوط المدوي لوزارة التربية والتعليم في مستنقع الطائفية هو السبب الأكبر لوجود هذا الكم الهائل من العاطلين البحرينين وتقديم العرب الوافدين على المواطنين في التوظيف.

    • زائر 19 | 6:50 ص

      معلمة مقهورة
      المعلمين الوافدين صايرين عالة على المعلمين البحرينيين ، مايفهمون شي في طرق التدريس والمادة العلمية عندهم جدا ضعيفة ، علاوة على أن إدارات المدارس ماتحملهم أي مسؤولية ، يعني ماتطالبهم حتى بإعداد اختبارات وأنشطة لأنهم بكل بساطة مايعرفون والشغل كله على البحرينيين ، حتى أثناء زيارات الجودة إدارات المدارس يعطونهم إجازات أو يدبرون ليهم ورش عمل خارج المدرسة عشان ماينزل مستوى أداء المدرسة بسببهم

    • زائر 21 زائر 19 | 8:38 ص

      إي والله صادقة العام الماضي كانت ويايي مدرسة أردنية تدرس نفس المنهج اللي أدرسه ، كل الشغل عليي من أنشطة واختبارات ونشرات ومذكرات مراجعة هي بس تستلم كل شي ع الجاهز ماباقي اللا أدخل عنها الصف وانجان زين في تقدير من الإدارة كله قهر في قهر ،، لهالسبب قررت أتقاعد رغم حبي للتدريس

    • زائر 18 | 4:33 ص

      لا تعب روحك

      الخليجي مقدم عالبحريني .

    • زائر 17 | 3:54 ص

      نشكر سعادة وزير التربية والتعليم على جهوده المبذوله للارتقاء بالوزارة
      ولكن نرجوا من سعادتة النظر الى الخرجيين من كلية المعلمين وهل مستواهم
      يؤهلهم لتدريس اهم واختر مرحلتين في التعليم وهما الحلقة الأولى والثانية
      ولسعادتكم كل التقدير

    • زائر 22 زائر 17 | 10:13 ص

      عن أي جهود اكييييد تمزج
      اليوم أخذت كتب ولدي من المدرسة متشققه وحالتها حاله
      عن أي تطوير وارتقاء
      فلوس تصرفها الوزارة علي مشاريع بدون فايدة
      تعجز تعطي طالب كتب جديدة
      الي اين وصل التعليم ... تطور وارتقاء أو فشل وانحدار

    • زائر 14 | 2:34 ص

      سؤال

      هل التمييز ضد توظيف البحرينين في التربية ناتج من سيطرة جمعية دينية لها اجنداتها على التوظيف بالوزارة ام قرار رسمي عال ام الاثنين معا؟

    • زائر 12 | 1:20 ص

      مصائب وكوارث!!

    • زائر 11 | 1:19 ص

      ارجو من الكاتب ان يجدد في موضوعاته حيث أن كل كتاباته تدور حول فكرة واحدة بنفس الكلمات والعبارات وهي توظيف العاطلين وتوجيه السهام لوزارة التربية . اذا أراد كاتب المقال أن يقنع القراء بأنه متخصص في الشأن التربوي فيجب عليه أن يتناول مختلف القضايا التي تخص التربية والتعليم بشكل حيادي منصف وعليه ان يلقى الضوء على المشاريع والمبادرات التي تتبناها وزارة التربية والتعليم وتبذل فيها جهودا مشكورة لتقديم الخدمة التعليمية .

    • زائر 25 زائر 11 | 12:39 م

      نظرتك غير منصفة، لكن إللي على راسه بطحة يتحسسها!

    • زائر 10 | 1:19 ص

      أنا مدرسة تقاعدت من كثر الظلم اللي شفناه في هذه الوزارة . رغم حبي الشديد للتدريس إلا أنني فضلت أبتعد عن الضغوط النفسية . حيث يرقى من لايستحق الترقية في هذه الوزارة في أغلب الأحيان ويترك ولد البلد الأصيل فمتى تعرف هذه الوزارة أحقية ولد البلد في التوظيف والترقيات فلا أحد يخاف ويعرف مصلحة أبناء هذه الأرض
      غير ولد البلد فمتى يعي المسؤولون في هذه الوزارة تلك الحقيقة .

    • زائر 9 | 1:19 ص

      اكيد السبب كهوله القيادات بوزارة التربية والتمسك بهم رغم بلوغهم سن التقاعد رسمياً منذ سنوات
      وكأن وزارة التربية تقول انني لم أجهز صف ثاني يتحمل المسئولية

    • زائر 8 | 1:15 ص

      "التعليم يجب أن يبعد كليا عن كل الأبعاد التي ليس لها علاقة مباشرة بالعملية التعليمية" !!!

    • زائر 7 | 1:03 ص

      هذه عذاري

      ماشفت ولابشوف مثلها ابدا في التاريخ ""أبناء الوطن اغراااب بما للكلمة من معنى

    • زائر 6 | 12:07 ص

      محرقي : أستاذ سلمان سالم الديرة ماشيه سماري الله يستر على أبناء الوطن ( بلا بحرنة الوظائف بلا بطيخ ) لو يبون يحلون مشكلة البطالة كان من زمان في يوم واحد بس للأسف اتأذن في خرابة !!

    • زائر 5 | 11:40 م

      الوضع مأساوي...ريوس في كل شي

    • زائر 4 | 11:23 م

      ولا تنسه عام 1910 في المنامه المدرسه الايرانيه أعوائل منامه تعلمو فيها من اجل ان يكون لك مصداقيته الكتابه خليك متحيز وأنته تذكر التاريخ التعليمي في البحرين

    • زائر 3 | 11:02 م

      لم يتغير الوضع سنويا .. المئات من الاجانب يتوزعون في مدارس البحرين مصريين واردنيين بالدرجه الاولى بعضهم يستلم جداول والاخر عطاله مبطنة

    • زائر 2 | 10:31 م

      عذرا أستاذ

      حبذا اختصار عنوان المقال بدلا من هذا الطول

    • زائر 16 زائر 2 | 3:47 ص

      اقترح : "التربية ودوامة الإخفاقات" او "صباح الخير وزارة التربية"
      ويش رايك؟

اقرأ ايضاً