العدد 5123 - الخميس 15 سبتمبر 2016م الموافق 13 ذي الحجة 1437هـ

المساعدات الى حلب تنتظر عند الحدود التركية السورية والجيش ينسحب من الكاستيلو

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تنتظر شاحنات الامم المتحدة المحملة بالمساعدات من تركيا في منطقة عازلة على الحدود مع سوريا تمهيدا لنقلها الى شرق حلب مع بدء انسحاب الجيش السوري من طريق الكاستيلو المؤدي الى المدينة والذي ستسلكه تلك القوافل.

يأتي ذلك غداة تمديد اتفاق الهدنة الساري منذ مساء الاثنين بموجب اتفاق روسي - اميركي لفترة 48 ساعة اضافية.

وللمرة الاولى منذ بدء سريان الهدنة، أعلن يان ايغلاند، الذي يرأس مجموعة العمل حول المساعدات الانسانية في سوريا، ان "الشاحنات العشرين عبرت الحدود التركية، وهي في منطقة عازلة بين تركيا والحدود السورية".

وينص اتفاق الهدنة على إيصال المساعدات الانسانية الى مئات الاف المدنيين في حوالي عشرين مدينة وبلدة محاصرة غالبيتها من قوات النظام.

وأعرب ايغلاند للصحافيين عن امله في ان توزع المساعدات الجمعة في الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب وحيث يعيش 250 ألف شخص محاصرين من قبل قوات النظام منذ أكثر من شهرين بشكل متقطع.

واتهمت الولايات المتحدة الخميس النظام السوري بعرقلة وصول المساعدات الانسانية في حلب.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست إنه "في الوقت الراهن، الشاحنات التي يمكنها إيضال مساعدات حيوية تنتظر على الجانب الخطأ من الحدود (السورية التركية). وهذه هي مسؤولية مباشرة لنظام (الرئيس السوري بشار الأسد) ومؤيديه في موسكو".

وحث موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس الحكومة السورية على السماح بإدخال المساعدات "فورا" الى المناطق المحاصرة.

وشرح ان القافلة لا يمكنها ان تنطلق طالما لم يتم التحقق من سلامة طريق الكاستيلو التي ستسلكها الشاحنات، مؤكدا ان الامم المتحدة تنتظر تأمين هذه الطريق بموجب الاتفاق الاميركي الروسي.

الانسحاب من الكاستيلو

 وينص الاتفاق على تحويل طريق الكاستيلو الى منطقة خالية من السلاح. وتشكل الطريق خط الامداد الرئيسي الى الاحياء الشرقية، وتسيطر عليها قوات النظام منذ اسابيع، ما أتاح لها فرض الحصار على المناطق المعارضة.

وبعد وقت قصير على تصريحات مسؤولي الامم المتحدة، أعلن مسؤول مركز تنسيق العمليات في سوريا الجنرال فلاديمير سافتشنكو "طبقا لالتزاماتها، بدأت القوات السورية بسحب عتادها العسكري وجنودها تدريجيا".

واضاف ان فصائل المعارضة لم تبدأ في المقابل بسحب مقاتليها.

واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان الفصائل المعارضة المتمركزة في نقاط عند بداية الطريق ونهايتها لم تنسحب من مواقعها حتى الآن.

واقامت القوات الروسية بدورها على طريق الكاستيلو مركزا لمراقبة تطبيق الاتفاق.

واوضح دايفيد سوانسون، المتحدث باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في مدينة غازي عنتاب التركية، لفرانس برس ان "الخطة حاليا هي ارسال 20 شاحنة فور حصولنا على الضوء الاخضر، لتلحق بها 20 شاحنة اخرى في اليوم التالي، وهذا يتعلق بالوضع الامني على الارض".

واضاف "من الممكن القول انه بالنظر الى الوضع الحالي على الارض من المستبعد جدا ان تتحرك الشاحنات اليوم".

 أولى الغارات والضحايا

وبعد انتهاء سريان المرحلة الاولى من الهدنة مساء الاربعاء، أعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف تمديدها لمدة 48 ساعة إضافية تنتهي عند الساعة السابعة مساء (16,00 ت غ) الجمعة.

وفي وقت لاحق، استهدفت غارتان جويتان مدينة تلبيسة الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حمص (وسط) الشمالي، و"تعد هاتان الغارتان الأوليان منذ سريان الهدنة على منطقة لا يتواجد فيها تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة فتح الشام"، بحسب المرصج السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد المرصد أيضا عن مقتل شخص برصاص قناص في الجهة الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في حلب، بعيد "مقتل طفل متأثرا بجروح اصيب بها قبل ساعات برصاص قناص في حي المشارقة في الجهة الغربية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة"، بحسب المرصد. وكان أول ضحية يسقط في المناطق التي تسري فيها الهدنة منذ دخولها حيز التنفيذ الاثنين.

وفي المقابل، قتل 23 شخصا، بينهم تسعة اطفال، الخميس في قصف جوي استهدف مدينة الميادين الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في محافظة دير الزور في شرق سوريا، بحسب المرصد نفسه.

ومنذ بدء سريان الهدنة، توقفت المعارك بشكل كامل تقريبا بين قوات النظام ومسلحي المعارضة على مختلف الجبهات، باستثناء بعض النيران المتقطعة بحسب ناشطين والمرصد السوري والامم المتحدة.

ويستثني الاتفاق الجماعات الجهادية من تنظيم "الدولة الاسلامية" وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) اللذين يسيطران على مناطق واسعة في البلاد، على غرار الاتفاق السابق الذي تم التوصل اليه في شباط/فبراير الماضي واستمر لاسابيع.

وإذا صمد اتفاق وقف الاعمال القتالية لمدة أسبوع، يفترض أن يؤدي الى تعاون غير مسبوق بين موسكو وواشنطن لمواجهة التنظيمين الجهاديين.

لكن واشنطن هددت بعدم التعاون عسكريا مع روسيا في حال انتهاك الهدنة.

وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك "قلنا بوجوب خفض مستوى العنف لفترة طويلة (...) لكن لم نر ذلك حتى الآن. نتحدث عن مواضيع لا تزال تمثل مشكلة، خصوصا المساعدات الإنسانية".

وحذر من انه "لن يكون هناك أي تنسيق عسكري (مع روسيا) إذا لم تستوف هذه الشروط".

غير أن موسكو اتهمت في وقت سابق واشنطن بعدم الايفاء بالتزاماتها في الاتفاق.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشنيكوف في بيان ان واشنطن "لا تفي بالتزاماتها وفي المقام الاول فصل مسلحي المعارضة المعتدلة عن الارهابيين".

ولاحقا، قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن روسيا تريد من مجلس الأمن استصدار قرار يدعم الاتفاق الأميركي الروسي، موضحا أن القرار قيد المناقشة وقد يتم اعتماده في اجتماع المجلس المقرر يوم الاربعاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة.

وبموجب الاتفاق، يمتنع النظام السوري عن القيام بأي اعمال قتالية في المناطق التي تتواجد فيها "المعارضة المعتدلة" والتي سيتم تحديدها بدقة وفصلها عن المناطق التي تتواجد فيها جبهة فتح الشام، بحسب ما قال وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري لدى الاعلان عن الاتفاق.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً