العدد 5128 - الثلثاء 20 سبتمبر 2016م الموافق 18 ذي الحجة 1437هـ

هل حياتنا بلا نساء أجمل؟

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

تساق عبارة «النساء أو الزواج شر لابد منه»، على ألسن الكثيرين منا نحن الرجال، بعد أن يرتبطوا بشريكات حياتهم، بعضهم من باب التهكم والسخرية على النساء، والبعض الآخر من باب إبراز همه وغمه الأسري، والحال أننا نريد أن نطرق هذا الأمر، لنغيّر ما أمكن الصورة النمطية التي يراد لها أن ترتبط بتعميم خاطئ بنصفنا الآخر وشريكات حياتنا.

يتصور الكثير من الرجال، وربما ما من رجل – إلا ما ندر- إلا وفكر بذلك ولو لم يبح بذلك لأحد، خاصة بعد مرور عدة سنوات على زواجه، أن الحياة بلا زواج (أي بلا شريكة حياة)، ربما كانت أفضل وأكثر راحة. إذن لماذا هذا التصور لدينا نحن الذكور؟ الأمر يحتاج منا أن نتعرف قليلاً عمّا يسمى نفسياً بدورة المحبة الذكورية، وهي تتلخص بعبارة واضحة لدينا نحن الرجال، أوردها الطبيب النفسي الأميركي جون غراي، في كتابه الشهير «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة»، يوضح فيها مفهوم هذه الدورة النفسية بقوله «عندما يشبع الرجل جوعه للمحبة مؤقتاً، فإنه يشعر بجوعه للاستقلال، وهكذا دواليك»، إذن هي تقلبات الرجل التي لا تنتهي، والغريب أنه يعاب على المرأة أنها كثيرة التقلب!

وعودة إلى نص السؤال المطروح، هل حياتنا كأزواج بلا شريكات حياتنا ستكون أجمل؟ ما هي إجاباتنا المتوقعة كرجال؟ ستقولون من كان سعيداً سيجيب بلا، وسيجيب بنعم من حياته تعيسة، ولكن ليست هذه الإجابة المأمولة هنا، الصحيح هو التساؤل بلغة أخرى، فهل حياتنا كرجال ستكون أجمل بلا حب وبلا ود وبلا جمال وبلا وفاء وبلا قلب حنون؟

من يقول إن حياتنا دون شريكاتنا أجمل وأفضل، فإنه يقول بعبارة مساوية لها تماماً، إن الحياة بلا حب ولا جمال أجمل، ولا أظن أن هناك عاقلاً يعتقد بذلك. إحدى الدراسات النفسية تحدثت عن أن الزوج يصاب بالكآبة عندما تغيب عنه زوجته لفترة طويلة، وأن قرابة 25 في المئة من هؤلاء الرجال يهملون طعامهم وأعمالهم ومظهرهم الخارجي ويلزمون البيت في حالة غياب الزوجة، كما تبين أن نسبة الوفيات بين الرجال الذين فقدوا زوجاتهم تصل إلى 63 في المئة، مقارنةً بالأزواج الذين ينعمون بحياة زوجية سعيدة.

إذن ماذا علينا أن نختار نحن الرجال؟ السعادة أم الكآبة؟ إذا كنا قررنا أن نعيش سعداء هانئين مطمئنين، سنحتاج فقط أن نحب شريكات حياتنا من أعماقنا بصدق، لأن الحب لا يقابله إلا المزيد من الحب، والوفاء لا يقابله إلا الوفاء.

نحتاج أن نتفهم حاجات شريكات حياتنا النفسية والعاطفية، ونعرف اللغة التي تفكر بها المرأة فنحدثها بلغتها الخاصة بها لا بلغتنا نحن الرجال، ونقدر لها تعبها وجهدها في سبيل راحتنا ودعمنا.

ولعلي استشهد بما قرأته لاستشاري الحياة الزوجية والعائلية جاري تشابمان، في كتابه «لغات الحب الخمس» (The Five Love Languages)، حيث يقول «ينبغي أن تكون لدينا الرغبة في تعلُّم لغة الحب الأساسية لشريكنا في الحياة، إذا كنَّا نودُّ أن نكون إيجابيين في توصيل الحب». نحتاج أن نغرم بزوجاتنا بذات القدر اليوم وبعد 10 أعوام وحتى بعد 50 عاماً، بذات القدر إن لم يكن أكثر، وعلينا أن نؤمن في داخلنا أن العطاء ذو مسارين، فكما أن شريكات حياتنا مطالبات به، فإننا مطالبون به بذات القدر.

وقطعاً فإن أجمل حياة يمكن أن نعيشها، هي تلك التي نقضيها بالحب والمودة والعطاء الصادق مع شريكة حياتنا ونصفنا الآخر.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 5128 - الثلثاء 20 سبتمبر 2016م الموافق 18 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 7:53 ص

      اكره شي في الحياة الخيانة الزوجية ، لانها تكسر قلب الزوجة وصعب جدا تجبيره وخصوصا اذا كانت الزوجة وفية وتقوم بجميع واجباتها الزوجية من جميع الجوانب دون تقصير

    • زائر 12 | 5:41 ص

      الله خلقنا لنكمل بعضضنا بعضا
      يعني الرجل لا يستطيع الاستغناء عن المرأه ليقضي شهواته و الذريه والى ماذالك
      والمرأه ايضا بحاجه للرجل في امور كثيره ولكن
      كل منهم يستطيع العيش بمفرده ولكن ربما بعد عشره طويله بينهم ما يسمى بالطلاق ويكون كلل واحد جرب الزواج وتملل منه وحاب خلاص يعيش بروحه
      لان الانسان يحب يجرب وبعدين يحكم

    • زائر 9 | 1:42 ص

      بالرغم من أن زوجي يطلق علي لقب FBI الا إني سافرت عنه تسعة أيام فقط رجعت حالة زوجي يرثى لها شفايفة صفراء مدهورة نفسيته بحيث يمشي مثل السلحفاة لما رجعت ضحكت عليه وقلت له مرة ثانية لاتفرط في النعمة بعد رجوعي اعتدلت حالته النفسية ورجع لطبيعته إذن لا يستغنى الرجل عن زوجته ولو تكابر

    • زائر 10 زائر 9 | 3:23 ص

      شفايفه صفرا وحالته صعبة بعد رجوعك دليل على انه انصدم من رجوع وصاده احباط ويأس طال عمرج :)

    • زائر 14 زائر 10 | 6:37 ص

      الله يغربل ابليسك على هالتعليق مت من الضحك

    • زائر 15 زائر 9 | 6:42 ص

      عطينا اكشن اكثر بعد ممكن ان شعرة صار ابيض

    • زائر 19 زائر 9 | 2:26 م

      انتبهي لان الازواج اثناء سفر الزوجات تكون عندهم الحرية ل فعل ما يحلو لهم ..

    • زائر 8 | 1:37 ص

      الرجال قوامون وليسوا بأفضل من النساء لذلك وجود الجنسين ضروري ولا غنى لأحدهما عن الآخر.
      حصول مشاكل في البيت الزوجي هو بسبب الضعف الإداري بشأن ادارة البيت الزوجي والحياة الزوجية
      الفوقية في التعامل، وعدم الالمام ببعض الحقوق ، وضعف الثقافة الزوجية هي من العوامل التي تساعد على هدم الاسر

    • زائر 7 | 1:16 ص

      الله يهداك بس. بدون المرأة شنو يسوا الريال ؟ ولا شي . صحيح إن معظمهم يرفعون الضغط للريال وسبب في اصابته ببعض الامراض المزمنة وسبب أحيانا في عيشته النكدية والتعرض للجلطة والهموم والاحزان والقهر ، ولكن تبقى المرأة لابد منها في حياة الرجل .

    • زائر 5 | 12:51 ص

      أصدقك القول اني اسعى لتطبيق مفهوم الإجازة الزوجيه( سفر العائلة بدوني ) وقبل الإجازة أخطط لمشاريع ( احياناً شيطانية ) ولكن ما يخلى لي البيت حتى الزمه و استصعب مغادرته . واهمل اكلى وشربي ... لذا اقول شكرا لوزارة الداخليه الأسرية التي تنظم حياتنا كما الساعه ..

    • زائر 3 | 12:42 ص

      الحياة بالوفاء و الصدق.

      إذا بدأ الشريكين أو أحدهما بعدم الصدق ولا وفاء ولا حنان لعدم فهم أو لقلة وعي واكتشف الأخر وتحمل وصبر ومع مرور الوقت لم تتغير الشريكة وكأنه ضلع اعوج من المؤكد سأقول ليتني لم اتزوج هذا بلاء وإن صبرنا لنا الجنة انشاءالله.

    • زائر 1 | 11:14 م

      هل حضرتك متخصص في شؤون الزواج

    • زائر 4 زائر 1 | 12:50 ص

      أقول خد المفيد ولا روح أشرب الحليبه ونااام يا اول زائر

    • زائر 6 زائر 1 | 12:51 ص

      أقول ما نستغني
      تتعدل وتكشخ حق منو مثلاً !
      هذول حديقة وروووود الله يحفظهم ويزيدهم

    • زائر 20 زائر 6 | 4:14 م

      اسال الله حسن الخاتمه ....انا لا زلت على قيد الحياه ..

اقرأ ايضاً