التحق كريم شاتي، مثله مثل الخاطفين الآخرين في هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، بمدرسة طيران بالولايات المتحدة. ومثل الكثيرين منهم لم يثبت أنه طالب ماهر ومن ثم تم ابعاده عن الدراسة - وكذلك البلاد - بعد ثمانية اشهر فقط.
ولكن بدا المسئولون في الولايات المتحدة متشوقين الى دحض فكرة أن شاتي كان إرهابيا خطيرا، محتجين بأن تاريخه يختلف من نواحٍ كثيرة ومهمة عن الرجال التسعة عشر الذين استخدموا الطائرات الاربع العام الماضي، بل و يختلف عن زكريا موسوي، المتهم الفرنسي الذي يعد «الخاطف رقم عشرين».
وعلى رغم ذلك، تلقت المدرسة التي التحق بها شاتي - معهد شمال اميركا للطيران في كونوي، جنوب كارولينا - زيارة من مكتب التحقيقات الفيدرالي، الجهة الرائدة في مكافحة الارهاب المحلي. وحسب المسئولين في المدرسة، خضع شاتي إلى اجراءات قبول دقيقة شملت امتحانا تحريريا لاختبار اللغة الانجليزية والرياضيات ومهارات اخرى، بالاضافة إلى عقد مقابلة وجها لوجه. والتحق شاتي بالمعهد في سبتمبر/ايلول 1996، ليبدأ التدرب على طائرات سيسنا 152، ثم سيسنا 172 اس - وهي طائرات خفيفة آحادية المحرك مع وجود شبه بسيط لها مع الطائرة الصغيرة لنقل المسافرين تستخدم بواسطة «اريانير» التي خطط شاتي السفر عليها يوم الجمعة.
في ابريل/نيسان 1997 لم يحرز شاتي تقدما كافيا، ومن ثم طلب منه المغادرة. وأعلمت المدرسة دائرة الهجرة التي ألغت تأشيرته فغادر البلاد. وأخبر نائب رئيس المدير التنفيذي، بوب سنداي، المراسلين انه لا يعلم سببا لفصل شاتي غير الاداء الضعيف.
يقول بعض خبراء الطيران انه اعتمادا على خبرته من مدرسة الطيران فقط، لايستطيع ان يختطف نفاثة اريانير. وأخبر الرئيس المتقاعد لمدرسة الطيران المذكورة دوج بيكنر، صحفا محلية في ساوث كارولينا «كل ما أعطيناه له عبارة عن تدريب اساسي، ومن ثم فصلناه. كان يود التدرب على طائرة كبيرة».
وقال بيكنر: لا يعني هذا انه لم يتلق مزيدا من التدريب في مكان آخر وهو امر لم يدرسه مسئولو تنفيذ القانون في كل من السويد والولايات المتحدة وتطول محاولة الكشف عما فعل بعد أن غادر المدرسة، وهل حصل على تدريب متقدم على طائرة كبيرة؟ وعندما راجع مكتب التحقيقات الفيدرالي مدرسة الطيران هذه في اعقاب هجمات 11 سبتمبر، كان هناك اجماع على انه معهد جيد الادارة ويتمتع برقابة صارمة على نشاطات طلابه، كما يطلب من الطلاب من خارج الولايات المتحدة الحصول على تأشيرة جي -1 بدلا عن تأشيرة الطالب البسيطة. اي طالب يتغيب عن الدروس - على الاقل النظرية - يكتب عنه تقريرا إلى السلطات. واذا فصل طالب، مثل شاتي، من الدراسة، يتم اعلام الهجرة ومن ثم تلغى تأشيرته فورا. وبمجرد أن يكمل الطلاب مقرر الستة اشهر المبدئي، يمكنهم البقاء في الولايات المتحدة، ولكن يظلون على اتصال بمدرسة الطيران مرة على الاقل شهريا.
ويستوعب المعهد غالبية طلابه من الدول الاسكندنافية. خلال 30 عاما من العمل، شكل طلابه من الشرق الاوسط 5 في المئة فقط، وأغلب هؤلاء من الكويتيين الذين يتدربون حسب برنامج تدعمه حكومتهم للعمل في خطوط الطيران الوطنية
العدد 5 - الثلثاء 10 سبتمبر 2002م الموافق 03 رجب 1423هـ