العدد 5146 - السبت 08 أكتوبر 2016م الموافق 07 محرم 1438هـ

زيارة المآتم الحسينية

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

على رغم ما نسمعه من موجة تحريم لزيارة المآتم الحسينية من قبل البعض، نعتقد أنّ هذه الزيارات سيكون لها وقعها في الوحدة الوطنية، فزيارة المأتم لها معانٍ كبيرة في النفس، وأهم هذه المعاني ردم الطائفية البشعة.

ولأنّي نشأت في معقل أهل السنّة والجماعة، وترعرعت في مدينة الحد الشمّاء بعيداً عن المآتم وعن معرفة الآخر، فإنّي أعرف أكثر من غيري ماذا تعني هذه الزيارات، ليس للمآتم وحسب، بل لعموم أهل البحرين، فإن كنّا مواطنين سواسية، ولدينا نفس العادات والتقاليد، ونؤمن بالله واليوم الآخر وبمحمّد ابن عبدالله، لماذا هذه النزعات الطائفية والعنصرية والفئوية تخرج في كلّ حين؟

تخرج هذه النزعات عندما يزداد الصوت المطأفن على صوت المصلح، وصوت المؤجّج على صوت أهل الخير، وينعق المتمصلح ويُخرس الصادق، ويُشعلون الفتن ويخرّبون الدار الواحدة.

لطالما سمعت من إحدى الشخصيات القيادية الكبيرة في الوطن بأنّنا أسرة واحدة، وهو لا يقبل أن يتم تقسيم الوطن على أساس شيعي وسنّي، ويؤكّد دائماً بأنّنا أبناء البحرين، وننتمي للبحرين، وقال مقولته المشهورة عندما تمّ سؤاله عن الشيعة في التسعينات: «أخجل أن أتكلّم عن السنّة والشيعة، وأعز أصحابي وهو جالس بجانبي شيعي المذهب وبحريني الهوى».

إن كنّا نريد ردم الطائفية فاللحظة اليوم مؤاتية، ليست في محرّم الحرام فقط، بل هي الأيام القادمة التي يُسمع فيها صوت أهل الخير ومن يريد الإصلاح والمصالحة، فيكفينا هموم الدنيا والاقتصاد وغيرها، حتى نستمر في أزمة سياسية يمكن أن يتم حلّها في يوم وليلة.

المآتم والمساجد ودور العلم يجب أن تكون في محور واحد يدعو إلى معالجة الملفّات الشائكة، وزيادة الوحدة الوطنية، فانقسامنا وإن كان اجتماعياً نوعاً ما لا يُنبئ بخير، بل هو بداية الشر وبداية الفتن والعياذ بالله منها.

أخبرتنا إحدى الزميلات بأنّ والدها طبّق الوحدة الوطنية ونبذ العنصرية عندما لم يتدخّل في زواج الأبناء، سواءً اختيارهم للمذهب الشيعي أو من نفس المذهب السنّي أو أي أحد كان، وهذا أمر صعب على النفس بالتأكيد، ولا نكذب عندما نقول نحن في داخل ذواتنا لا نريد الارتباط إلا بمن هم على مذهبنا، وجرأة والدها وارتفاعه عن النزعة القبلية أو الدينية ليس بالأمر السهل، ويختلف البعض على قضايا الزواج من المذاهب الأخرى، وهي لوحدها تحتاج إلى عدّة مقالات.

نؤكّد على أهمّية زيارة المآتم الحسينية من قبل قادة المجتمع المحلّيين، كما نؤكّد على زيارة مساجد ومجالس أهل السنّة، ففي النهاية عندما يتم تدمير الوطن جميعنا سنتجرّع المر، ولكن عند البناء جميعنا سيقدّم طوبة، وبهذا الطوب سيتقدّم الوطن ولن يرجع إلى الوراء.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5146 - السبت 08 أكتوبر 2016م الموافق 07 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 53 | 5:46 ص

      جزاكم الله خير لرأب الصدأ

    • زائر 50 | 11:52 ص

      الرساله ....وربعه يمكن يعقل مع من يتعبه

    • زائر 49 | 10:09 ص

      القلم يتشرف بالكتابة عن الامام الحسين عليه السلام ومن أحسن الاعمال , اللهم صل على محمد وآل محمد .

    • زائر 46 | 8:30 ص

      شكرا اختى مريم اختى مريم انتم السنه اخوانه وبعض السنه والشيعة اصحاب القلوب الضعيفة استغلت لوضاع لمصالحها وهى مفتكرة انه هاده بمر على خير كل شى امسجل عند الله واحنه البحارنه اصحاب حق وكل السنه يعرفون ذالك الله يهدى الجميع ورد الحق الى ناسه الطيبين

    • زائر 44 | 7:52 ص

      كلما اقرأ للكاتبة الفاضلة مريم كلما ازداد اعجاباً بجرأتها ووطنيتها واتيقن بأننا نعيش بين أناس في قمة الوعي والروعة والوفاء . لك مني اجمل تحية على هذه المقالة الرائعة وكل مقالاتك السابقة ايتها الإنسانة النبيلة.
      ????????????????????????????????????????

    • زائر 41 | 6:25 ص

      فعلا -
      يضل المواطن البحريني رمز للإخوة
      احنا عدنا ماتم و كل سنة تجينا تبرعات من اهلنا السنة هذا الكلام من قبل 20 سنة و مازالو للحين على العهد .. و بعض الاحيان يجون و يتسمعون و ينذرون في المأتم
      و ما ننسى الجيران (سنه ) يتنافسون في الحصول على لقمة من الامام الحسين (ع) فهذا يدل ع الترابط و التشارك
      الله يدوم هالنعمه علينا و الله يعودكم جميع

    • زائر 40 | 6:25 ص

      كل ليلة أزور مجموعة من المآتم، هي مناسبات الناس، تجمعنا بفرحها أو حزنها، فيها أناس أعزاء ، جيراننا، زملاء دراستنا في المدارس أو الجامعات، زملاء عمل، اصدقاء، انساب، أهل، احباب.

    • زائر 38 | 5:15 ص

      لنتخذ من عمان مثال حي للسلم الاجتماعي ونبذ التطرف والمذهبية

    • زائر 35 | 4:38 ص

      البحرين بلد متعدد الطواءف والاعراق وهذا ما يفخر به الجميع ولكن الاسقاطات التي يمارسها البعض من الطرفين هو ما ساعد على بروز الطاءفية اضافة الى ان هناك فءة جديدة دخلت على الخط وهي التي تنفخ في بوق الطاءفية لتضمن لها ولمصالحها مكانا لم تكن تحلم به

    • زائر 42 زائر 35 | 7:39 ص

      نتحد في جمعيات سياسية ولا أحد يستطيع أن يفرقنا هل نفر صغير يستطيع أن يفرق شعب يجتمع علماء الدين السنة والشيعة في جمعيات سياسية فلا مكان بعد ذلك للطائفية

    • زائر 34 | 4:01 ص

      اي والله على قولتهم فاتك نص عمرك . سارع بحضورك المآتم قبل فوات الاوان . الله يعودنا ونحيي أمر أهل البيت نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم كما قال صادق أهل البيت الامام جعفر الصادق ( رحم الله من أحيى أمرنا ) .

    • زائر 33 | 3:50 ص

      انما بعثت لاتتم مكارم الاخلاق...لا يهم من انت مسلما ام بوذيا ولافخر لك لانك مسلما او غير مسلم, شيعيا ام سنيا فكلنا اتبعنا دين ومذهب اباءنا وامهاتنا..انا شخصيا من افضل احد الدول البوذية على اكثر دول المسلمين لما لمسته فيهم من تسامح واخلاق وامانة

    • زائر 31 | 3:39 ص

      بسبب السياسة تفرقنا مذهبيا اذا لم نرجع نفس أيام زمان نشترك في كل شئ وتجمعنا جمعيات تضم المذهبين الكريمين فهل يعقل مناطق وقرى متلاصقة ومتجاورة بسبب المذهب قسمنا إلى دوائر مختلفة

    • زائر 30 | 3:14 ص

      ( أخت مريم ، نحن في قريتنا الصغيرة( الديه توجد أكثر من عشر زيجات مختلطه من الشيعة والسنة وعايشين والحمدلله متجانسين حتى إن أحد الإخوة السنة رجل حبوب وطيب كان متزوج جارتنا ولما توفاها الله ارتبط بإختها وتزوجها

    • زائر 25 | 1:56 ص

      شكرا

      اجادت الكاتبة في الطرح
      ويا حبذا لو بادرت الاستاذة مريم وقامت بزيارة احد ماتم النساء المنشرة في البحرين .
      فهل ستفعلها ؟

    • زائر 23 | 1:47 ص

      فى رأيي الغير متواجد بهالمآتم خسران .

    • زائر 22 | 1:45 ص

      أدعوا نفسي وأياكم لا تفوتكم فرصة الحضور والتوفيق فى عشرة محرم فأنها أيام غير كليا غذاء روحي فى مدرسة الحسين , يارب لا تحرمني حضوري وحضور جميع المحبين فى مجالس عزاء الحسين . يا حسين .

    • زائر 20 | 1:32 ص

      أنا عشت في فريق كل أهله من السنة وأحنا البيت الوحيد الشيعة...كنا مثل الأسرة الواحدة...كنت أروح أصلي في مساجدهم صلاتي على التربة بدون تغيير...وكانو يروحون معاي الماتم ويسجلون شيلات العزا...ألحين مرة رحت أحد مساجد السنة لما شافو صلاتي طلبو مني أطلع من المسجد وما أرجع مرة ثانية وإلا....تغير الزمن وصار ذكريات...راحت أيام لول....

    • زائر 52 زائر 20 | 5:45 م

      كلام مؤلم على قلب المحب لوطنه :(

    • زائر 17 | 1:18 ص

      يا مريم هناك من لا يريد ما تطرحين ويكد على الطأفنة وينادي ليل نهار لأغلاق المأتم ( مو زارته ) ؟ ينادي بأسكات حتى صوت السماعة وهو ومن يدور في فلكه يريدون اسكات صوت المأتم نهائيا ويقول ذلك في جلساته الخاصة ونعرف ذلك بحكم التداخل ، يا مريم هناك من يحقد على الطرف الآخر لحد ( القرف ) وما علم ان بقدر كره وحقده الطرف الآخر ايضا يكرره ويعتبره نكرة ، بعكس طرح وشخصية مريم ، الخلاصة ان صوت المطأفنين هذه الأيام عالي ومتاح لهم نشر فكرهم المخرب .

    • زائر 13 | 12:29 ص

      شكراً على المقال الرائع والذي يقرب الشعب لبعض وأعتقد الجميع مع كل خطوة تصب في زيادة اللحمة الوطنية وأهم شئ اجتماع شيوخ الدين من الطائفتين العزيزتين الذين يعملان في السياسة ويقودان الشارعين وهم رموز ومؤسسي الجمعيات السنية والشيعية اذا اجتمعنا مع بعض وعملا في السياسة مع بعض في جمعيات تجمع الطائفتين وتكون المواطنة هي الأساس وهي الجامعة عند إذا الثقة ترجع للجميع ويمكن الاتفاق على أي مطالب تصب في صالح الوطن والمواطنين ونأخذ العبرة من بلدان المنطقة ماذا حل بها من انقسامها الطائفي

    • زائر 27 زائر 13 | 2:36 ص

      مريم

      كلامك عسل عسل استاذه مريم شكرا .

    • زائر 12 | 12:23 ص

      كما ذكرت في تعليقي على موضوع الأخت ريم وهنا مقال للأخت مريم وهي نفس الحروف مجرد تقديم وتأخير : أقول كانت البحرين أرض السلام والتعايش مئات السنين بل ربما آلاف السنين هذا حالها ولكن ذلك لم يعجب البعض لذلك جاء ليفرّق هذه اللحمة ويفرّق بين الأخ وأخيه والأبن وأبيه والجار وجاره والزوج وزوجته . أقلام تموّل وصحف وغير ذلك اموال تصرف على نشر الفتنة

    • زائر 10 | 11:36 م

      اني شيعيه
      وماخذه سني الحمد لله رب العالمين
      ولو يرجع فيني الزمن ورا برد أخذه
      الله يخليك لي يا بومحمد

    • زائر 24 زائر 10 | 1:50 ص

      منذ القدم والتعايش بين الطائفتين متواصل إلا أن بعض أصحاب المطامع والنفوس المريضه هي من تود أن لا يتعايش كل مع الآخر .الحسين يوحدنا ونسأل الله أن يديم المحبه بين اهلنا من الفريقين واشكرك اختي مريم لسعيك الدائم للوحده.

    • زائر 9 | 11:36 م

      أهم شي نترفع عن السبيبه واللعن
      هدي أهم نقطه ادا فعلا نبغي الكل يحضر المواتم

    • زائر 8 | 11:27 م

      الكاسر
      كنت اتمني اقرأ انك ذهبتي لأحد المآتم واستمعتي لخطبة الشيخ وفصلت بعض كلامة حتي تشجعي بعض اخواننا السنة نتمني ان تخوضي هدة التجربة بالفعل بادري انتي وسوف يتشجع غيرك بالمبادرة

    • زائر 6 | 11:11 م

      حياكم في مآتم الحسين عليه السلام #الحسين_يجمعنا

      منذ وعيت على الدنيا وانا اعرف واسمع ان الحسين للجميع وقضية كربلاء جانب انساني وجانب انتصار الخير على الشر وكنت اتمنى اشوف اهلنا سنة البحرين كما سنة الكويت منفتحين ومحبين للتواصل مع الشيعة ومافي افضل من مآتم الحسين

    • زائر 5 | 11:10 م

      كنت أتناقش مع صديقي السني من البديع ايام الجامعة في مسألة تاريخية وكنت كلما سألته عن حادثة يقول لي شدراني قلت له طيب شلون نتناقش وانت كل ماسالتك قلت لي شدراني فاجابني جواب لازلت أتذكره حرفياً وهو بيت القصيد! قال لي احنا ماعندنا ( مواتيم ) مثلكم من صغركم وانتو فيها وتتعلمون كل شي واحنا ماعندنا غير هالكورة من جذي عندكم ثقافة في هالامور! صدق صديقي بوعلي فهذه المآتم مدارس بل جامعات تغذينا بالعلم والمعرفة ونحن نفخر بها وهي عامل وحدة التفرقة أن شاء الله.

    • زائر 4 | 10:32 م

      لدي صديق من احد البلدان العربية من ان يأتي شهر محرم الا وطلب مني اخذه الى الماتم كل ليلة ، كما يقول مآتمك مدرسة وانا احد طلابها !

    • زائر 3 | 10:21 م

      شكرا اختي الكريمة بنت الشروقي و مقالاتش دائما رائعة و جميلة.
      افكارش اللي تكتبينها دائما متميزة و الله يوفقش.

    • زائر 36 زائر 3 | 5:03 ص

      احنا كشعب سنة وشيعة تربينه اخوان متحابين وفي محرم نروح المواتم ونعزي يربطنه الاسلام وتربطنه الوحدة ويربطنه حب محمد وال محمد فنتشارك في احزاننا وافراحنا

اقرأ ايضاً