العدد 5147 - الأحد 09 أكتوبر 2016م الموافق 08 محرم 1438هـ

الاختصاصية النفسية فاطمة النزر: نحتاج لتكاتف الجهات الحكومية والأهلية لنشر الوعي من مخاطر التدهور النفسي

في اليوم العالمي للصحة النفسية

النزر: التوجه الحالي هو إشراك الجميع في ما يخص العلاج النفسي وعدم تخصيصه لمناسبة معينة
النزر: التوجه الحالي هو إشراك الجميع في ما يخص العلاج النفسي وعدم تخصيصه لمناسبة معينة

تحيي منظمة الصحة العالمية يوم 10 أكتوبر/ تشرين الأول اليوم العالمي للصحة النفسية 2016 تحت شعار «الإسعافات الأولية النفسية»، حيث يهدف لدعم الجهود لمساعدة أي شخص يعاني من حالة متدهورة أو طارئة لصحته العقلية وتقديم الإسعافات الأولية لحين توافر العلاج المطلوب أو لحل فترة الأزمة.

وكان الاتحاد العالمي للصحة النفسية أول من بادر بتحديد يوم 10 أكتوبر العام 1992 للتوعية بالصحة النفسية، وقد حصلت هذه المبادرة على دعم منظمة الصحة العالمية، ويكرس هذا اليوم في بلدان العالم لنشر الوعي الصحي بين الناس وتعريفهم بمخاطر التوتر النفسي وعلاقته بالأمراض الأخرى، بعد أن تأكد العلماء من أن الصحة النفسية هي جزء لا يتجزأ من الحالة الصحية للإنسان، وكل هذه الفعاليات تهدف إلى التقليل من انتشار الاضطرابات النفسية بسبب الأوضاع الاجتماعية ومشاكل العمل وغير ذلك.

وتعتبر الإسعافات الأولية للصحة النفسية امتداداً لمفهوم الإسعافات الأولية المألوفة مع أزمات الصحة البدنية وذلك لتغطية حالات الصحة النفسية، فبينما تعد الإسعافات الأولية لأزمات الصحة البدنية مألوفة في البلدان المتقدمة ، فإن تدريبات الإسعافات الأولية التقليدية بشكل عام لم تتطرق إلى مشاكل الصحة النفسية.

أخصائية علاج نفسي إكلينيكي فاطمة النزر قالت، عن اليوم العالمي للصحة النفسية: «بحسب منظمة الصحة العالمية فان الإسعاف النفسي الأولي يعني «المساعدة المقدمة للشخص المصاب بمشكلة في الصحة النفسية أو الذي يعاني من أزمة في الصحة النفسية. ويتم توفير الإسعافات الأولية حتى يتم تلقي العلاج المهني المناسب أو حتى تُحل الأزمة، أي حتى يحضر أخصائي نفسي متخصص ومدرب بشكل كامل للتعامل مع جميع الحالات بصورة مهنية».

أما بشأن تكاتف الجهات الحكومية والأهلية لنشر الوعي من مخاطر التدهور النفسي وتأثيره، قالت «شخصياً اعتقد أننا بحاجة لتكاتف الكثير من الجهات الحكومية والأهلية لنشر الوعي عن مخاطر التدهور النفسي والا يقتصر الأمر على يوم واحد في العام، ولعلي هنا أستشهد بحملة «تقبل» التي تتبناها دولة الكويت وهي نتاج تعاون بين وزارة الصحة الكويتية ومنظمة الخط الإنساني والتي تقام فعالياتها على مدار العام وبشكل مبسط يصل لكثير من الجمهور من خلال مثلاً عرض فيلم سينمائي قد يكون الكثير شاهده وتحليله نفسياً، أو بعدد من الفعاليات مع الشباب».

وأضافت «لعلي شخصياً تواصلت معهم وكانوا مرحبين بأي أستفسار أو مساندة مهنية وعلمية، وقد تواصلت مع عدد من الجهات بداخل البحرين وآمل الموافقة على هذا البرنامج».

فائدة الإسعافات الأولية

وعن الاستفادة من الإسعافات الأولية، قالت النزر: «على القارئ أن يدرك أن تدريب الإسعافات النفسية الأولية من الممكن أن تتم لأي فرد متطوع كان في خدمة مجتمعة أو حتى العاملين في مجال الحوادث أو الذين يتعاملون مع الحوادث المفاجئة لتقديم الدعم النفسي، كمثال على ذلك رجال المرور الذين يصلون إلى مكان الحادث وقد يجدون بعض الأشخاص مصابين من الصدمة أو حتى الممرضون العاملون في بعض التخصصات الحساسة والذين يتعرضون لمواجهة إخبار المريض عن حالة وفاة أو فشل عملية جراحية مثلاً، وغيرهم من غير المتخصصين في المجال النفسي».

وفيما يخص المسئوليات المناطة بالجهات المعنية كوزارتي «الصحة» و»التربية»، ذكرت أخصائية علاج نفسي إكلينيكي فاطمة النزر «بالنسبة لمسئوليات بعض الجهات كوزارة «الصحة» أو «التربية» فهذا يتبع ما ذكرته في السابق والذي دائماً ما أكرره هو عدم الاقتصار على توعية أو وقاية المناسبات كما أسميها، والنزول للجمهور وبطريقة سلسة وشبابية ومتطورة، فعملية إشراك الجميع في أي أمر وعدم تخصيصه هو التوجه الحالي، فشخصياً فكرت في إشراك هيئة الثقافة مثلاً و»مهرجان تاء الشباب» في عملية التوعية عن المرض النفسي، وقد قمت بهذا مرتين في السابق وبصورة شخصية بعيداً عن تعقيدات البيروقراطية وبمساعدة شبابية».

وتابعت «كما قمت بهذا من خلال مدينة الشباب، حيث قام فريق من الشباب بعمل حلقة كاملة عن مرض الفصام وتبسيطه، وقد حصلوا على جائزة لهذا الموضوع، وقد وضحوا طبيعة المرض بصورة مبسطة وحديثة بأفكار شبابية وفردية».

التوتر النفسي

وفيما يخص الأمراض المصاحبة، وخاصة التوتر النفسي، قالت: «التوتر النفسي هو أحد الأمراض النفسية الذي قد تكون له علاقة بأمراض نفسية وجسدية أخرى وقد لا تكون له علاقة، بالطبع يختلف من شخص لآخر وكذلك من درجة شدة إلى أخرى».

فيما ذكرت النزر، «دائماً ما نقول إن كل شخص معرض لاضطراب أو مرض نفسي ولا أحد بعيد عنه باختلاف المستوى التعليمي أو الاجتماعي أو الثقافي وما قد يسبب المرض والاضطراب لشخص ما قد لا يسببه لشخص آخر، فهذا يعتمد على المناعة النفسية للشخص نفسه وقدراته الشخصية والنفسية».

وعن وجود دليل يكون إرشاداً للإسعافات النفسية الأولية، قالت «يوجد دليل للإسعافات النفسية الأولية باللغتين العربية والانجليزية صدر من قبل منظمة الصحة العالمية في العام 2012، ويمكن لأي شخص متخصص الاستعانة به وهو منشور وقد درب عليه في كثير من الدول مثل لبنان والسعودية واستراليا، وقد قمت بتقديم محاضرة بالتعاون مع جمعية المستقبل الشبابية في العام الماضي عن الإسعافات النفسية الأولية، وأكرر هنا أيضاً بشكل تطوعي وبمجهود فردي تشكر عليه الجمعية وغيرها من الجمعيات الشبابية التي تعمل بصورة تطوعية».

الحوادث... والأمراض النفسية

تذكر الأخصائية النزر «أي حادث يتعرض له الإنسان من الممكن أن يكون حدثاً صادماً ويسبب العديد من الاضطرابات النفسية مثل الطلاق، الوفاة، الإصابة بمرض خطير، الخسائر المادية، الأزمات والكوارث الطبيعية والسياسية. ولكن كما قلنا في السابق فإن درجة التأثر تختلف من شخص لآخر».

وبشأن تأثير الأدوية على المرضى النفسيين، تقول «دائماً ما يسأل هذا السؤال عن مدى تأثير الدواء للأمراض النفسية، ولنكن صادقين هنا وواقعيين من خبرة عملية في المجال الطبي، فكثيراً ما نلاحظ أن الأخصائيين النفسيين في البحرين ينكرون فائدة الدواء، وللأسف فإن أغلبهم تكون خبراتهم أكاديمية وليست من الواقع العملي. شخصياً ما يجب أن يعرفة القارئ إن الاضطراب النفسي هو كأي مرض آخر يصاب به الإنسان فبدرجته من الممكن ان تحدد طريقة علاجه ولنبسط الموضوع أكثر، بهذه الطريقة قد تصاب بارتفاع درجة الحرارة بشكل بسيط فتستطيع أن تتعالج في المنزل أو بأخذ علاج بسيط، وقد تهمل نفسك فتزداد مضاعفات المرض وتحتاج للإدخال للمستشفى، دعنا نعكس هذا الأمر على الاكتئاب مثلاً بسبب وفاة شخص عزيز، قد يأخذ الحزن مجراه عند الشخص المعنى أو بدعم أسري يتجاوز المحنة، وقد يتأثر بدرجة أكبر فيحتاج للعلاج النفسي وقد يستمر بصورة أكبر». وتابعت «بوجود خلل هرموني مثلاً يحتاج المريض للدواء، لا يستطيع أحد أن ينكر تأثير العلاج الدوائي عندما يكون المريض بحاجة إليه وقد يكون لفترة معينة ومن ثم يتم التدخل النفسي لهذا فإن العمل في الأمراض والاضطرابات النفسية يحتاج لفريق عمل وليس متخصص واحد فقط».

العدد 5147 - الأحد 09 أكتوبر 2016م الموافق 08 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 6:07 ص

      شكرًا اختي العزيزة فاطمة النزر موضوع جدا حساس ويحتاج الى تسليط الضوء عليه بشكل اكبر خاصة في هذه الظروف التي يمر فيها مجتمعنا في الوطن العربي واؤيد اشراك الشباب بهذه الأنشطة لتحسين الوعي لدى شرائح المجتمع خاصة الشباب
      اخوك احمد السيهاتي المملكة العربية السعودية

اقرأ ايضاً