العدد 5151 - الخميس 13 أكتوبر 2016م الموافق 12 محرم 1438هـ

روسيا: جيش بريطانيا محل ترحيب في سورية إذا ما استهدف الإرهاب لا الأسد

سوريون يتجمعون أمام مستشفى في حلب بعد مقتل أربعة أطفال بنيران الإرهابيين - afp
سوريون يتجمعون أمام مستشفى في حلب بعد مقتل أربعة أطفال بنيران الإرهابيين - afp

موسكو، حلب - رويترز، أ ف ب 

13 أكتوبر 2016

قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف أمس الخميس (13 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) إن روسيا سترحب بالتدخل العسكري البريطاني في الصراع السوري إذا ما استهدف الإرهابيين وليس نظام الرئيس بشار الأسد.

وكان وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون قال أمس (الخميس) إن بلاده تبحث التدخل العسكري في سورية، لكن أي تحرك يجب أن يكون في إطار تحالف يضم الولايات المتحدة متوقعاً ألا يحدث ذلك قريباً.

وقال جونسون للجنة برلمانية «من الصواب الآن أن نبحث مرة أخرى في الخيارات الأكثر تحريكاً للأمور... الخيارات العسكرية». وأضاف «لكن يجب أن نكون واقعيين في مسألة كيف سيكون ذلك وما يمكن تحقيقه».

وتابع جونسون «لا يمكن أن نفعل شيئاً بدون تحالف... دون أن نفعله مع الأميركيين. أظن أنه لا يزال أمامنا الكثير حتى نصل لذلك لكن هذا لا يعني أن المناقشات لا تجري لأنها تجري بالتأكيد».

إلا أن متحدثة باسم رئيسة الوزراء، تيريزا ماي ذكرت أنه لم تصدر أي قرارات بشأن تغيير بريطانيا لنهجها في سورية وأن الحكومة تبحث مجموعة من الخيارات بينما تسعى للمساعدة في إنهاء الصراع.

وقالت «نحن بحاجة لأن نفكر ملياً في عواقب أي عمل. نتحدث إلى شركاء بشأن ما إذا كان هناك أي شيء آخر يمكن أن نفعله لإنهاء هذا الصراع المروع».

كما قال جونسون الذي وصف تصرفات روسيا في سورية بالوحشية إن من المهم عدم إثارة آمال زائفة بشأن فكرة منطقة حظر للطيران فوق أجزاء من سورية لمنع الغارات الروسية والسورية على حلب.

وقال «نعرف صعوبات وتداعيات منطقة لحظر الطيران أو منطقة لحظر القصف. لكن إذا كان هناك المزيد الذي يمكننا فعله على نحو عقلاني وعملي مع حلفائنا فساعتها ينبغي لنا بالتأكيد أن نفكر في هذه الإجراءات».

وذكر جونسون الذي قال إن من الخيارات الأخرى تشديد العقوبات على الأطراف الرئيسية في إدارة الأسد أنه سيستضيف اجتماعاً بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزراء خارجية أوروبيين في لندن يوم الأحد لبحث الوضع.

ميدانياً، واصلت الطائرات الحربية السورية والروسية أمس (الخميس) غاراتها على أحياء حلب الشرقية في وقت أعلنت موسكو استعدادها لضمان «انسحاب آمن» لمقاتلي المعارضة من تلك المنطقة قبل يومين على محادثات جديدة بشأن سورية.

وأفاد مراسل «فرانس برس» في الأحياء الشرقية من حلب أن القصف الجوي اشتد طوال الليل وتجدد بعد ظهر الخميس.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اكثر من 20 غارة جوية روسية وسورية استهدفت فجراً الأحياء الشرقية.

وترافق القصف الجوي أمس (الخميس) مع تقدم لقوات الجيش السوري في شمال المدينة حيث سيطرت على تلال مطلة على أحياء عدة في الجهة الشرقية، وفق المرصد.

وأفاد التلفزيون السوري الرسمي عن مقتل أربعة اطفال صباح أمس بقذائف أطلقتها الفصائل على مدرسة في الأحياء الغربية. وتحدث المرصد السوري عن سقوط عشرات القذائف على الأحياء الغربية.

وروى أحد السكان في تلك الأحياء كيف يضطر أثناء قيادته السيارة إلى ركنها مرات عدة لينزل منها ويختبئ في أحد الأبنية خشية من القذائف التي تطلقها الفصائل.

انسحاب آمن

وفي موسكو أعلن الليفتنانت جنرال سيرغي رودسكوي «نحن مستعدون لضمان الانسحاب الآمن للمقاتلين مع أسلحتهم والعبور الحر للمدنيين من وإلى حلب الشرقية وكذلك إيصال المساعدات الإنسانية إليها».

ويأتي ذلك قبل يومين على استئناف الجهود الدبلوماسية بشأن سورية، إذ سيعقد لقاء دولي السبت في لوزان في سويسرا بين وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري.

وقال لافروف الأربعاء أنه يأمل في أن تساعد تلك المحادثات على «إطلاق حوار جاد» يستند إلى اتفاق الهدنة المنهار، موضحاً أن تركيا والسعودية وربما قطر ستشارك في المحادثات.

وسيشارك فيها أيضاً موفد الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا.

وغداة محادثات السبت، سيعقد كيري اجتماعاً دولياً ثانياً في لندن حيث يرجح أن يلتقي نظراءه الأوروبيين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

ووسط الانقسام بشأن سورية الذي دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إلغاء زيارة مقررة الأسبوع المقبل إلى فرنسا، أجرى وزيرا خارجية البلدين أمس (الخميس) محادثات هاتفية.

وأكد وزير الخارجية الفرنسي، جان-مارك إيرولت «الضرورة الملحة للخروج من المأزق الحالي» و»التوصل لوقف عمليات القصف على حلب». ورغم الاختلاف بشأن سورية، تشهد العلاقات بين روسيا وتركيا تقارباً رحب به الرئيس السوري بشار الأسد. وقال الأسد في مقابلة لصحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية نقلتها وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) «أنظر إلى هذه العلاقة بإيجابية».

وأضاف «من خلال التقارب بين روسيا وتركيا فإن أمنيتنا الوحيدة نحن فى سورية أن تتمكن روسيا من إحداث بعض التغييرات في السياسة التركية».

العدد 5151 - الخميس 13 أكتوبر 2016م الموافق 12 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً