العدد 5153 - السبت 15 أكتوبر 2016م الموافق 14 محرم 1438هـ

أرملة وثلاثة من أبنائها تحت رحمة جدران عمرها أكثر من 70 عاماً

«الحوش» الذي تحول لغرفة معيشة بعد هدم جزء من المنزل
«الحوش» الذي تحول لغرفة معيشة بعد هدم جزء من المنزل

لم يكن مشهد البيت المتهالك بجدران مهترئة لا تحمي قاطنيه برد شتاء ولا حر صيف هو الأكثر ألماً، بل دموع امرأة حفر الزمن ملامحه على وجهها تبكي أسفاً على ما آل إليه منزلها الذي شاخت جميع تفاصيله، التي مضى عليها أكثر من سبعين عاماً، واضطرارها وأبنائها الثلاثة إلى الخضوع لشكوى جيرانهم بهدم جزء من البيت قبل أعوام.

عن ذلك، تتحدّث أرملة صاحب بيت لن تخطئه عينك بمجرد دخولك منطقة كرزكان من ناحية الجنوب، منزل حجري، هُدم نحو نصفه قبل أعوام بعد لجوء الجيران إلى القضاء للمطالبة بهدمه مدعين أنه مصدر للحشرات والزواحف التي باتت تؤذيهم. ونظراً لظروف العائلة المادية، فإن هدم جزء من المنزل تم بالاتفاق مع إحدى شركات المقاولات التي وافقت على هدمه مقابل الاستفادة من الرمل البحري الذي سيخلفه الهدم.

بمجرد دخول صالة البيت ستدرك أنها لم تكن إلا «الحوش» الذي تحوّل بعد الهدم إلى صالة الجلوس، خصوصاً أن ظروف العائلة المادية حالت من دون تغطية الطوب الاسمنتي في الأرض، عدا أجزاء منه بسجاد مهترئ وكراسٍ لا تكاد تميّز لونها بسبب قدمها.

تتحدث صاحبة البيت، زينب حبيب: «بعد الهدم، كان لا بد من بناء جدار بدلاً عن الجدار الذي تم هدمه في الناحية الجنوبية، ومع ابنين أحدهما لا يعمل والآخر يعمل في عمل غير ثابت، وثالث محكوم عليه، لم نجد وسيلة لبناء هذا الجدار إلا من تبرعات الأهل والمعارف». وتؤكد أن أبناءها أكملوا إجراءات التقدم بطلب إعادة بناء البيت وفق مشروع البيوت الآيلة للسقوط، منذ أكثر من عشر سنوات، إلا أن تعطل المشروع لاحقاً خيّب آمالهم في إعادة بناء البيت.

وقالت: «أبنائي الثلاثة في سن زواج، ولكنهم لا يتمكنون من ذلك بسبب ظروفنا المادية، فمصدر دخلنا يعتمد على عمل ابني الغير ثابت، وما أحصل عليه من دعم من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لكوني أرملة، بالإضافة إلى علاوة الغلاء». وختمت حديثها مبديةً أملها في إيجاد حل لمعاناتها وأبنائها في البيت، وخصوصاً مع اقتراب موسم الأمطار، حيث تتسلسل مياه الأمطار من شقوق جدران البيت لتغرقه.

الأسلاك الكهربائية مكشوفة في المنزل المهترئ الجدران
الأسلاك الكهربائية مكشوفة في المنزل المهترئ الجدران

العدد 5153 - السبت 15 أكتوبر 2016م الموافق 14 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 10:30 ص

      الكثير من البحرينين يعيشون في هذي الحالة

    • زائر 6 | 7:31 ص

      شكرا للصحيفة لتسليطها الضوء على ما يعانيه المواطن البحريني من فقر ونشرة بثلاث طرق مختلفة في (السوشل ميديا) وهذا يعطي انطباع ممتاز، اتمنى من الصحيفة ان لا تعطي المجال للمتربصين ان يقولوا ان رسالة الصحيفة فقط لمكوّن واحد، الفقر موجود حتى بالرفاع بها نفس النماذج وهم الحد وقلالي والمحرق.
      شكرا للصحفية أماني المسقطي والمصور محمد المخرق و مونتاج علي جواد

    • زائر 5 | 4:29 ص

      ديرة خيرها لغيرها الله يفرج ليهم يارب

    • زائر 4 | 4:14 ص

      أين هيئة التراث التي تبحث عن البيوت القديمة لتجديدها يالله خلها ترينا كيف تحافض على المنازل القديمة

    • زائر 3 | 12:19 ص

      اقترح ان يستخدم (فضيل) ميزانية بناء ال32 معهد في مصر في بناء البيوت الايلة للسقوط في البلاد

    • زائر 2 | 12:18 ص

      يادافع البلا مافي احد يبني اليهم بيتهم وين اصحاب الأيادي البيضاء إنا لله

اقرأ ايضاً