العدد 5158 - الخميس 20 أكتوبر 2016م الموافق 19 محرم 1438هـ

الأنظار شاخصة إلى روسيا بشأن إقامة محميتين بحريتين في انتاركتيكا

عاد إنشاء محميتين واسعتين للحياة البحرية في القارة القطبية الجنوبية إلى دائرة البحث خلال محادثات في اجتماع دولي سنوي في مدينة هوبارت الاسترالية، وكل الانظار شاخصة في اتجاه روسيا التي تمثل العقبة الرئيسة امام هذا المشروع.
ومسألة فتح محميتين بحريتين كبيرتين مطروحة منذ العام 2011 في لجنة الحفاظ على الثروة النباتية والحيوانية البحرية (سي سي ايه ام ال آر) التي أسست سنة 1982 بموجب اتفاق دولي.
ويغطي المشروع الأول، وهو من إعداد أستراليا وفرنسا والاتحاد الاوروبي، مناطق بحرية شاسعة في شرق أنتاركتيكا.
أما الثاني الذي تطرحه الولايات المتحدة ونيوزيلندا، فهو يتمحور على بحر روس وهو خليج واسع مطل على المحيط الهادئ خاضع للسيادة النيوزيلندية.
ويلقب هذا البحر أحيانا بـ "المحيط الأخير" لأنه يعد آخر نظام بيئي بحري في العالم بقي على حاله سالما من التلوث والصيد الجائر والأنواع الغازية.
ويسود إجماع بين منظمات الدفاع عن البيئة حول ضرورة إنشاء المحميتين في اللجنة التي تضم 24 بلداً إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
لكن روسيا تكبح هذا المشروع، والصين أيضا لكن بوطأة أخف لأنها وافقت على فكرة تحويل بحر روس إلى محمية في اجتماع سنوي للجنة سنة 2015.
وقال مايك ووكر المسؤول عن "التحالف من أجل محيط أنتاركتيكا" الذي دعا قادة العالم إلى الاسترشاد بمشروع الولايات المتحدة "حان الوقت لحماية مياه أنتاركتيكا التي هي بمثابة محرك التيار المحيطي".

رئاسة روسية

وأعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما نهاية أغسطس/آب 2016 زيادة مساحة المحمية البحرية المعروفة باسم باباهانوموكواكيا في هاواي بواقع اربعة اضعاف لتصبح الاكبر من نوعها في العالم.
وأوضح ووكر أن "التزامات قطعت خلال الاسابيع الماضية لحوالى اربعة ملايين كيلومتر مربع من المحميات البحرية".
وأَضاف "هذا الامر يظهر للاطراف المشاركة في اجتماع هوبارت أن اندفاعة حصلت من اجل حماية افضل للمحيطات كما ان انتاركتيكا يجب ان تكون المنطقة المقبلة على القائمة".
وتواصل روسيا اعاقة اقامة محميات بحرية في انتاركتيكا عبر التحجج باسباب جيوسياسية والشكوى من مساحتها الشاسعة.
غير ان اندريا كافاناغ المكلفة ملف انتاركتيكا في منظمة "بيو تشاريتابل تراستس" الاميركية النافذة ابدت اعتقادا بأن روسيا التي ترئس النقاشات هذه السنة، ستلتحق بركب الجهات العاملة على اقامة هذه المحميات البحرية.
وقالت "قد تفضي القمة هذه السنة الى اقامة اوسع محمية بحرية في العالم، ودور روسيا اساسي لتحقيق ذلك".
وأضافت "تقارب روسيا المفاوضات هذه السنة بطريقة ايجابية بصفتها رئيسة للجنة الحفاظ على الثروة النباتية والحيوانية البحرية".
كذلك بررت تفاؤلها بأن 2017 اعلنت "سنة البيئة في روسيا" التي قامت اخيرا بتوسيع المحمية البحرية في ارخبيل فرانز جوزيف في المحيط المتجمد الشمالي.
كذلك ثمة موضوع اخر على طاولة البحث في القمة التي تستمر حتى 28 تشرين الاول/اكتوبر في جزيرة تاسمانيا، يتمثل في الادارة المستدامة لأسماك الكريل الصغيرة التي تعيش في المياه الباردة وتمثل احدى الركائز الاساسية للنظام البيئي في انتاركتيكا.
وقال رئيس البعثة الاسترالية المشاركة في المحادثات غيليان سلوكوم إن "الكميات التي يتم اصطيادها حاليا لا تزال ادنى من تلك المسموح بها من لجنة الحفاظ على الثروة النباتية والحيوانية البحرية، غير أن طلب الصيادين يسجل ازديادا بسبب الميزات الغذائية لأسماك كريل وفائدتها على صعيد المنتجات الصيدلانية".
وتؤكد لجنة الحفاظ على الثروة النباتية والحيوانية البحرية عبر موقعها الالكتروني أنها تعتمد "مقاربة لادارة النظام البيئي لا تستثني الاستفادة من (الثروة السمكية) شرط حصول ذلك بطريقة مستدامة مع حسب حساب لآثار الصيد على العناصر الاخرى في النظام البيئي".
وتتخذ اللجنة قراراتها بالاجماع ما يعني أن اي قرار يجب الا يصطدم بمعارضة اي طرف كي يتم اقراره.
ويمثل المحيط المتجمد الجنوبي 15 في المئة من مساحة المحيطات، وهو يضم انظمة بيئية استثنائية غنية بأكثر من عشرة الاف نوع فريد ومحمية بدرجة كبيرة من النشاطات البشرية لكنها مهددة جراء توسع انشطة الصيد والملاحة البحرية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً