العدد 5158 - الخميس 20 أكتوبر 2016م الموافق 19 محرم 1438هـ

حرب عملات تتهدد الاستثمارات الخليجية... والصناديق السيادية ستخسر أموالاً طائلة في أوروبا

مدير المجلس العالمي لصناديق التقاعد يرسم توقعاته المستقبلية:

المدير العام لمجلس التقاعد العالمي
المدير العام لمجلس التقاعد العالمي

حذر خبير دولي بأن حرب عملات قادمة تتهدد الاستثمارات الخليجية واستقرار المناخ الاقتصادي في دول المنطقة، في الوقت الذي تربط فيه الدول الخليجية عملاتها الوطنية بالدولار الأميركي.

وقال المدير العام لمجلس التقاعد العالمي ام نيكلوس فيرزل، إن بوادر حرب عملات بدأت منذ نحو شهرين بين العملة الأوروبية (اليورو) والدولار الأميركي والجنيه الإسترليني، والذي هبط بشدة بعد التصويت على انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.

وأشار فيرزل في لقاء مع «الوسط» على هامش مشاركته في مؤتمر في المنامة تناول موضوع الصناديق التقاعدية، إلى أن صناديق استثمارات خليجية تكبدت خسائر كبيرة جراء هبوط الجنيه الإسترليني بنحو 20 في المئة.

في حين توقع فيرزل، الذي يدير يمثل مؤسسة غير ربحية والتي تجري بحوث متخصصة، أن تتعرض صناديق خليجية لخسائر جراء تراجع قيمة السندات التي تستثمر فيها في كل من فرنسا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا، وأشار إلى أن هذا الهبوط قد تتضح ملامحه في غضون الستة أشهر المقبلة، إذ توقع أن نسبة الهبوط ستكون ما بين 10 إلى 15 في المئة مع وجود مشكلات هيكلة في اقتصاديات هذه الدول غير ظاهرة للعيان حالياً.

ودعا الخبير صناديق التقاعد الخليجية والصناديق السيادية التي تمتلك استثمارات كبيرة، إلى توجيه استثماراتها بعيدا عن السندات والاستثمارات التقليدية والتوجه إلى الاستثمار في الأسهم الخاصة ورأس المال المغامر.

ونوه الخبير إلى تجربة الصناديق التقاعدية في كل كندا وأستراليا وبعض الولايات في الولايات المتحدة الأميركية مثل نيويورك واهاويا والينوي والتي استثمرت أموالها في البنية التحتية وخصوصا في قطاعات المواصلات والطرق والاستثمارات غير التقليدية.

وحذر المدير العام لمجلس التقاعد العالمي من سياسية التيسير الكمي والضغط على أسعار الفائدة للهبوط إلى مستويات تقترب من الصفر أو ما دون ذلك، مشيراً إلى أن هذه السياسية ستكون عليها عواقب كارثية وخصوصا في بعض البلدان التي وصلت فيها مستويات الفائدة إلى الحضيض مثل سويسرا والسويد والدنمارك. معتبراً أن آثار هذه السياسة ستكون «مدمرة» على حد قوله، وأن صناديق التقاعد ستتخسر الكثير بفعل هذه السياسة إلى جانب البنوك وشركات التأمين.

وعن وضع الخليج، أشار الخبير إلى أن دول الخليج ستظل مرتبطة بأربع محددات رئيسية في اقتصادياتها وهي الارتباط بالاقتصاد الأميركي الذي تربط عملاتها به، والعلاقة التجارية مع بريطانيا باعتبارها مستمعرات قديمة لها، إلى جانب أسواق السلع الأولية إذ تعتمد دول الخليج على النفط كمورد رئيسي، وأخيراً الانفتاح على حركة التجارة.

وأشار إلى أن من مصلحة دول الخليج وصناديق الاستثمار وجود وضع مستقر للعملة، لكنه أوضح أن حرب العملات التي بدأت في أوروبا هي مرحلة أولى لمرحلة متزانة أشد ستنشب بين العملة الصينية والأميركية.

وأشاد فيرزل بإنشاء صندوق للاستثمار في التقنية العالية بين السعودية وبنك سويفت الياباني بقيمة 100 مليار دولار، والذي اعتبره مبلغا «خياليا» مع فرصة الصندوق الحصول على تمويلات تصل إلى 9 أضعاف من البنوك العالمية، لكنه أشار إلى أهمية ان تصب هذه الاستثمارات داخل دول المنطقة، رغم أنه توقع أن تتوجه أغلب هذه الاستثمارات لوادي السيلكون في الولايات المتحدة.

العدد 5158 - الخميس 20 أكتوبر 2016م الموافق 19 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً