العدد 5158 - الخميس 20 أكتوبر 2016م الموافق 19 محرم 1438هـ

جورج أبونا... طبيب هَنْدَسَ زراعة الأعضاء ونَقلِها وأجرى 58 عملية في البحرين

قاد كلية الطب بجامعة الخليج... وأنجز 800 دراسة علمية واخترع جهاز «الكبد»

جورج أبونا
جورج أبونا

شاءت الأقدار والظروف أن يسلك طريقاً لا يملأ شغفه وتطلعه إلى دراسة الطب، فكان على مقاعد دراسة الهندسة في إحدى جامعات بريطانيا، بعد أن بُعث «قسراً» من قبل حكومة بلده، فواصل الطريق حتى نال شهادة البكالوريوس في الهندسة، إلا أنه رسم لنفسه طريقاً آخر، يقوده إلى تحقيق حلمه في دراسة الطب. بقي في بريطانيا، وسعى للحصول على منحة دراسية أخرى في المجال الذي يريده، بيد أن السبيل كان مغلقاً أمامه، فعمل في مطعم ليلي؛ ليوفّر مصروفات الدراسة، حتى حقق مبتغاه، وتميّزه بعد عامين من بدء الدراسة، قاده للحصول على منحة، فأكمل دراسته، وأصبح طبيباً، بعد تخرجه في جامعة «درم».

ذلك هو الطبيب العراقي جورج أبونا، الذي توفي في 28 سبتمبر/ أيلول الماضي (2016)، تاركاً علماً غزيراً في مجال زراعة ونقل الأعضاء، بعد أن أنجز 800 دراسة في هذا المجال، وأجرى عدداً كبيراً من العمليات في مختلف الدول، منها الكويت والبحرين، إلى جانب أنه اخترع جهازاً للكبد الصناعي المؤقت، موظفاً دراسة هندية في الطب، وبذلك هَنْدَس زراعة الأعضاء ونقلها إلى المرضى.

استشاري أمراض الكلى والضغط والأمراض الباطنية وزراعة الأعضاء، الطبيب أحمد العريض، يسرد تفاصيل قدوم الطبيب أبونا إلى البحرين في العام 1994، وإجرائه نحو 58 عملية زراعة ونقل أعضاء خلال الأعوام الأربعة التي تواجد فيها في البحرين.

يقول العريض: «وصل جورج أبونا إلى البحرين بعد الغزو العراقي للكويت، وانهيار مركز زراعة الأعضاء في الكويت سنة 1994، وقد استدعي من قبل كلية الطب بجامعة الخليج العربي؛ وذلك لتسلم عمادة كلية الطب في الجامعة، وفي العام نفسه تم الاتفاق معه في البحرين لبدء مشروع زراعة الأعضاء، نظراً لتخصصه في هذا المجال».

ويوضح أنه «منذ 1995 تم على يده إجراء 58 عملية نقل كلى من أقارب أحياء لمرضى بحرينيين مصابين بهبوط مزمن في الكلى». مشيراً إلى أنه «في العام 1998 أسهمنا معاً في صياغة قانون زراعة الأعضاء في البحرين، وضُمّن إمكانية زراعة الأعضاء من المتوفين دماغياً، وعرض على مجلس الشورى ووافق عليه في العام 1998، وهي الفقرة التي تم إدخالها لاحقاً في قوانين دول الخليج».

ويضيف «بدأ إجراء بعض عمليات نقل الأعضاء من المتوفين دماغياً، ولعدم وجود جراحين لنقل القلب والكبد؛ تم التعامل مع مركز زراعة الأعضاء في السعودية لنقل هذه الأعضاء للمرضى المصابين بهبوط مزمن في القلب».

ويعيد العريض ذاكرته إلى الوراء، حيث يقول: «عمليات نقل وزراعة الأعضاء بدأت في الكويت العام 1985، وتحديداً في مركز العيسى لزراعة الأعضاء، وهو مركز أجرى آنذاك أكثر من 800 عملية نقل كلى من أقارب أحياء لذويهم المصابين بهبوط مزمن في الكويت».

ويشير إلى أن «البحرين تعاونت مع جورج أبونا في إرسال مرضى بحرينيين إلى المركز، وكانت تجرى هذه العمليات مجانياً على نفقة الكويت».

ويؤكد بأن «له إسهامات في دول العربية، منها إنشاء المركز العربي لزراعة الأعضاء في السودان، وكان يجري عمليات في ليبيا، وهو حاصل على درجات علمية في الطب من بريطانيا، وأنشأ عدة مراكز زراعة ونقل أعضاء».

ويذكر أن له عدة مؤلفات تدرس في الجامعات في زراعة الأعضاء، وله عدة تجارب لمرضى الكلى والمصابين، واستخدام الكبد الحيوانية وأجرى تجارب عندما كان عميداً لكلية الطب في جامعة الخليج العربي، واستخدمت بنجاح في البحرين، عبر جهاز اخترعه.

وعن الفريق الطبي الذي عمل معه، يفيد العريض بأنه كان من بين فريق طبي عاصر الطبيب أبونا، إلى جانب الأطباء: سمير العريض، عيسى أمين، محمد الدرازي، محمد طنطاوي، كاظم زبر.

أما استشاري جراحة الأوعية الدموية وزراعة الكلى، الطبيب صادق عبدالله، فيقول أنه لم يلتق بالطبيب أبونا فترة تواجده في البحرين، إلا أنه سمع مرضاه يتحدثون عنه، ويقولون إنه كان يعاملهم كأبنائه، ويطمئن عليهم بعد إجراء عمليات لهم، عبر اتصالات متكررة.

ويذكر أن جناح (44) بمجمع السلمانية الطبي، كان يضم طاقماً طبياً وتمريضياً وإدارياً منظماً، وهو أمر يعود إلى أبونا وأحمد العريض، وجهودهما المستمرة قادت إلى إنشاء مشروع زراعة الأعضاء في مجمع السلمانية الطبي.

ويصف عبدالله الطبيب أبونا بأنه «طبيب جراح وعالم وأكاديمي، وباحث لامع الذكاء، وله نجاحات كثيرة في مجال الطب، وهي بارزة في الكويت والبحرين، وكان بالنسبة لنا مثالاً يحتذى به».

وتوفي أبونا يوم الأربعاء (28 سبتمبر 2016) في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا الأميركية، عن عمر ناهز 83 عاماً. وعمل في الكويت لمدة 12 عاماً، وصادف وجوده في الولايات المتحدة أثناء الغزو العراقي للكويت في أغسطس 1990، فمكث في الولايات المتحدة للعمل في جراحة نقل الأعضاء.

وقدم إلى البحرين في العام (1994)، وغادرها في العام (1999) بعد انتهاء عقد عمله في وزارة الصحة وجامعة الخليج العربي ليعود إلى الولايات المتحدة.

العدد 5158 - الخميس 20 أكتوبر 2016م الموافق 19 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 11:55 ص

      مشكور خوك

      مشكور على المعلومة الكبيرة بان الدكتور كان يحب الهامور من صيد سيد علوي؟!! كلفت على روحك وتعبت روحك وانت تبحث عن المعلومة.!!

    • زائر 7 | 4:14 ص

      مركز السلمانية الطبي كان يحتضن جملة من الأطباء المرموقين مثل الدكتور جورج أبونا و كذلك الدكتور علوي العلوي،ذلك الجراح المتمكن من القيام بمهامه الجراحية،رحم الله الدكتور جورج و اطال الله في اعمار الباقين.
      السيد خليل

    • زائر 6 | 3:36 ص

      جراح ماهر ،له بصمات وإسهامات كثيرة في مجال تخصصه،اسهم بشكل خارق في خدمة الإنسان و رفع ما يعاني منه من آلآم ،نسأل الله ان يسكنه الجنة ،
      السيد خليل

    • زائر 5 | 3:35 ص

      ماشاءالله

      الله يرحمه برحمته الواسعه ويغفر له

    • زائر 4 | 2:26 ص

      ما شاء الله إنجازات رائعة وقصة جميلة تشجع على الإبداع في العمل وتحقيق النجاح .. خدمه الانسانية وقدم مثال كبير للإنسان العربي المجتهد ... الإصرار على دراسة الطب وتحدي الصعاب وتحقيق الآمال .. اتمنى ان يستفيد الشياب من هذه القصص .. شكرًا للوسط على هذه الموضوعات القيمة

    • زائر 3 | 2:15 ص

      الله يرحمه.
      البحرين كانت متقدمة في المجال الطبي و لكن الحال الآن مآساوي بعد 2011.

    • زائر 2 | 12:58 ص

      يفنى ابن آدم و يبقى عمله ! الله يرحمه

    • زائر 1 | 12:18 ص

      رحمه الله ، قدم الكثير للبحرين وشجع على تدريبهم و ايضا لابتعاثهم في تخصصات مختلفة في الجراحة العامة وغيرها ، وكان يحب اكل سمك الهامور الذي يصتاده الدكتور علوي ، وأتذكر عندما عملت في الوزارة كان يبدأ عمله في السادسة صباحا.

اقرأ ايضاً