العدد 5160 - السبت 22 أكتوبر 2016م الموافق 21 محرم 1438هـ

بعد الكينوا حبوب أميركا اللاتينية الخارقة تغزو أوروبا

تغزو أغذية أميركية لاتينية "خارقة" أوروبا جاذبة الذواقة والنباتيين وخبراء التغذية. وتؤكد كلوديا غيلوف بشكل قاطع ان عنيبات ماكي لها مفعول رائع على الصحة "لم أصب باي زكام منذ بدأت أتناول نصف ملعقة شاي منها مع اللبن في كل صباح".

وتقطف هذه الحبوب في منطقة باتاغونيا في جنوب تشيلي وهي تميل إلى السواد وتتمتع بمزايا مضادة للأكسدة كما أنها غير منتشرة كثيرا بعد.

في المعرض العالمي للصناعات الغذائية الذي عقد خلال الأسبوع الحالي قرب باريس كان بائعو هذه الحبيبات كثرا في الأكشاك المختلفة.

كلوديا غيلوف مديرة شركة "نايتف فور لايف" التشيلية المتخصصة بـ"الفاكهة الخارقة" العضوية المجففة عن طريق التجميد، تنثر بودرة الماكي الليلكية الغامقة على اللبن.

وتتوافر مادة الديلفينيدين المضادة للأكسدة التي تعطي هذا اللون الأزرق أيضا في الترنجان وعنب الإحراج.

تقول غيلوف لوكالة فرانس برس "يتواجد زبائني خصوصا في اليابان والولايات المتحدة. لدي زبون واحد فقط في فرنسا".

وتؤكد أن الطلب على عنيبات الماكي البرية عال جدا بحيث أن بعض السكان في باتاغونيا يجنون حتى 20 ألف دولار في شهر واحد خلال موسم القطاف. وتوضح "يمكن لموسم يناير/ كانون الثاني أن يؤمن القوت لعائلة كاملة طوال سنة إذ أن الأجر الوسطي في هذا البلد هو 500 دولار".

حبوب تشيا... بالحاويات


أما نجمة المعرض الأخرى فهي حبوب تشيا التي تزرع أو تنبت في البرية واصلها من المكسيك. وهي غنية بالبروتينات وواميغا 3 ومضادات الأكسدة.

ويقول سيبستيان ماسياس الذي يدير شركة "اغروفيتا" ومقرها في توكومان في الأرجنتين أن الإقبال ملموس خصوصا في "الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا وأوروبا الشرقية".

ويضيف "الألمان يستوردون هذه الحبوب بحاويات تتسع ل25 طنا". وتزرع "اغروفيتا" 1700 هكتار بنبتات تشيا في الأرجنتين منذ العام 2012. وهي بمثابة ذهب اخضر إذ يراوح سعر الطن بين 2500 دولار لحبوب غير عضوية تسليم مرفأ بوينوس ايريس وأربعة آلاف دولار أي أربعة دولارات للكيلوغرام الواحد للحبوب العضوية.

ويؤكد مارلوس بلانكو مدير المبيعات في شركة "الباكاسا" في باراغواي التي تنتج 700 طن من حبوب تشيا سنويا "يباع الكيلوغرام الواحد هنا في أوروبا بسعر 18 يورو".

ويقول متأسفا "هذه السنة وبسبب الأمطار المرتبطة بظاهرة إل نينيو المناخية "تراجعت المحاصيل إلى النصف".

وقد تؤثر المضاربات والتغير السريع في الميول وتكييف هذه النبتات تلزرع في مناطق أخرى، على التوازن الاقتصادي في الدول التي تنتج فيها هذه الحبوب.

الكينوا مكان الكوكا؟

أما الكينوا فقد أصبحت نجمة المطابخ العالمية منذ أعلنت الأمم المتحدة العام 2013 "سنة الكينوا العالمية" بسبب المزايا الغذائية الاستثنائية لهذه الحبوب.

وهي تزرع منذ القدم في هضبات جبال الانديس العالية وتعتبر بوليفيا والبيرو أكبر مصدرين لها في العالم.

وقد صدرت البيرو هذه السنة 80 ألف طن من أصل مئة ألف أنتجتها على ما يوضح وليام ارتياغا دونايره مدير قطاع الزراعة في وكالة ترويج الصادرات البيروفية "بروم بيرو". أما السوق الرئيسية لها فهي الولايات المتحدة تليها كندا فألمانيا واستراليا.

لكن في الولايات المتحدة ثمة محاولات كثيرة لتطوير بذور تتكيف مع الظروف المحلية من تربة وحرارة ورطوبة. إلا أنها فشلت كلها حتى الآن.

في 2013-2014 ارتفعت الأسعار لتصل إلى 7 يورو للكيلوغرام الواحد وقد استقرت الان "في حدود 1,60 و2,50 دولار للكيلوغرام إلا ان هذه الزراعات لا تزال مربحة" على ما يؤكد دونياره.

ورغم كل مزاياها لم تنجح الكينوا بعد في الحلول مكان الكوكا في الحقول الكولومبية لتحقيق عائدات قانونية للمزارعين الضحايا الرئيسيين للنزاع القائم بين القوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك) والسلطات.

هذا هو رهان فرانسيسكو سواريس مدير الشركة الكولومبية "برايم فودز" الذي يقول "أطلقنا مشروعا لتطوير الكينوا في كولومبيا حيث لم تكن موجودة في الأساس. نعمل مع مهندسين زراعيين وعالم نفسي مع 850 عائلة في منطقة كاوكا".

ويؤكد "الهدف هو في إقناعها بالتخلي عن زراعة الكوكا. الكينوا قد توفر مردودا أدنى بقليل إلا أننا نؤكد لهم أنهم بذلك يوفرون الطعام لأولادهم ويمكنهم أن يفتخروا بأنفسهم".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً