العدد 5164 - الأربعاء 26 أكتوبر 2016م الموافق 25 محرم 1438هـ

البحرين أمام الاتحاد البرلماني الدولي بجنيف ترفض قانون "جاستا"

طالبت كلمة مملكة البحرين التي ألقتها أمام برلمانيين من مختلف دول العالم في اجتماع الاتحاد البرلماني الدولي النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى جميلة علي سلمان، الكونغرس الأميركي والحكومة الأميركية إلى إعادة النظر في التشريع المسمى قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب (جاستا)، مؤكدة أنه يخالف مبادئ القانون الدولي وخاصة مبدأ المساواة في السيادة بين الدول، ومبدأ الحصانة السيادية، معربة عن أملها أن يصدر من الاتحاد البرلماني الدولي في اجتماعه الذي يعقد حالياً في العاصمة السويسرية (جنيف) بيان يرفض مثل هذه القوانين الهادمة لمبادئ القانون الدولي، والخارجة عن الأعراف والنظام الذي يخل بالسيادة والحصانة للدول.

واعتبرت كلمة مملكة البحرين أن ممارسة البرلمانات لوظيفتها التشريعية والرقابية بالصورة المطلوبة، والتي أرستها جل الدساتير في العالم، إحدى أهم الوسائل التي تسهم في التصدي لكل ما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار الداخلي للدول والمحافظة على حقوق الإنسان لدرء الأسباب المؤدية لخلق نزاعات داخل المجتمع الواحد، عبر سن التشريعات الرادعة لإثارة البلبلة والفتنة وممارسة الأعمال غير القانونية وارتكاب التجاوزات والجرائم الإرهابية، التي تؤدي إلى خلق حالة من الفوضى وبالتالي انهيار كيان النظام السياسي العالمي.

وأشارت كلمة مملكة البحرين أمام الاتحاد البرلماني الدولي إلى أنه من الواجب العمل الجاد على تحقيق التوازن والتكامل بين الحفاظ على الأمن وتعزيز ممارسة مبادئ حقوق الإنسان، مؤكدة أهمية حقوق الإنسان التي تنبع بالأساس من قيمة الحياة التي وهبها الله للإنسان، وتكريمه له على بقية الكائنات، ولما تضمنته الأديان السماوية وفي مقدمتها الدين الإسلامي من نصوص واضحة وصريحة تبين حقوق الإنسان، وتدعو لاحترامها وحفظها والدفاع عنها، ثم جاءت المعاهدات والمواثيق الدولية في عصرنا الحديث للتأكيد على تلك الحقوق، مع وضعها في أطر قانونية دولية تلتزم بها الدول المنظمة لها، لافتة إلى أنه على رغم الطابع الإنساني والعالمي لتلك الحقوق، إلا أنها لم تسلم من الاستغلال لتحقيق مصالح وأجندات خاصة محلية وأجنبية، والمتاجرة بها لتدمير المجتمعات والأوطان، ولعل الفوضى والخراب والتدمير والقتل الذي تعرضت له العديد من بلداننا العربية وغيرها من بلدان العالم لشاهد على ذلك.

كما أكدت كلمة مملكة البحرين أهمية مواصلة البرلمانيين لتعديل وتطوير التشريعات المحلية، بما يتسق مع المواثيق والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وبما يتماشى مع الخصوصية التي تتميز بها كل دولة من الدول، مؤكدة أهمية تقديم الدعم التشريعي اللازم للدول الأقل مقدرة على مواكبة هذه التغيرات المتلاحقة على الساحة الأمنية والسياسية الدولية، مشيرة إلى ضرورة توحيد الجهود للتصدي لكل ما من شأنه زعزعة أمن واستقرار الدول والأقاليم، داعية إلى تغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة التي تعمل وفقها بعض القوى لتحقيق أجندات مشبوهة لن تؤدي إلا لمزيد من الخراب والدمار وتخليف المزيد من الضحايا والمشردين، مؤكدة أهمية تحرك المجتمع الدولي لوضع حد للحروب والنزاعات، والعمل على القضاء على الجماعات الإرهابية المتطرفة التي شكلت مناطق النزاعات بيئة خصبة لظهورها واتخاذها مقراً لأنشطتها الإجرامية البشعة، لافتة إلى أن استمرار الحروب سينتج عنها سقوط أعداد كبيرة من الضحايا من القتلى والجرحى، إضافة إلى تزايد عدد اللاجئين والنازحين جراء هذه النزاعات والحروب إلى 60 مليون شخص خلال 2015، وملايين الجرحى والمعاقين، وتدمير البنى التحتية لمناطق النزاعات تلك.

وأشارت كلمة مملكة البحرين إلى أن المآسي الإنسانية التي تعاني منها شعوب العالم أصبحت لا تعد ولا تحصى، لافتة إلى مآسي الشعب العربي في العراق وسورية واليمن، معتبرة أن هذه المآسي مجرد أمثلة لما آلت إليه حالة انعدام الإنسانية في زمننا هذا، مشيرة في الوقت ذاته إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني قبل ذلك ولايزال يعاني الأمرين من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي باتت لا تكترث بالقرارات الدولية وأبسط مبادئ العيش الكريم للشعوب الخاضعة تحت الاحتلال، مؤكدة أن الاتحاد البرلماني الدولي مطالب أكثر من أي وقت آخر للتعبير عن وقوفه التام ومساندته لقضية شعبنا العربي في فلسطين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:11 م

      ما أنتم فاعلون إن طبق القانون عليكم و على اصحابكم. أنتم أيضا تسنون قوانين و عقوبات على هذا الشعب المسكين فلمن يقول أنا أرفض قانونكم؟ . ليس له ملاذ إلا الله.
      و كما تدين تدان

اقرأ ايضاً