العدد 5167 - السبت 29 أكتوبر 2016م الموافق 28 محرم 1438هـ

د. زهرة النشابة-طبيبة جراحة الفم و الأسنان

سرطان الفم

الفم جزء لا يقل أهمية عن باقي أعضاء وأجزاء الجسم، ولأن شهر أكتوبر شهر التوعية بسرطان الثدي، وجب التنبيه والتشديد أيضاً بخطورة سرطان الفم نظراً لإحتلاله المرتبة السادسة من حيث الأماكن التي تصاب بالأمراض السرطانية في الجسم.

ولأن السرطان ماهو إلا نمو عشوائي للخلايا، لا يكاد يمر بدون تدمير الأنسجة المحيطة به مخلفاً دماراً شاملاً مهدداً للحياة إن لم يتم الكشف عنه وتشخيصه في مراحله الأولى.

أعراض قد يظنها البعض عابرة بسيطة، مع ذلك لايمكن تجاوزها والغفلة عنها.

فالقرح والبقع البيضاء سواء أو الحمراء والتي تظهر بأماكن متفرقة من الفم وحتى الوجه والرقبة والتي تنمو ببطء وتزاداد حجماً مع مرور الوقت، ويصاحبها نزيف بالفم غير معلوم الأسباب ولايستجيب لأي نوع من العلاج.

كذلك فإن فقد الأحساس بأي منطقة كانت من الفم مع بداية تغييرات بالصوت وألم بالأذن بالإضافة إلى نزوح غير طبيعي بصف الأسنان، وأعراض قد تطال الجسم تبدأ بالفقد المحسوس والمفاجئ بالوزن.

كلها أعراض قد تنذر بوجود خلل ما يستدعي الزيارة الفورية لطبيب الأسنان للقيام بالفحوصات اللازمة وأخذ عينات للتأكد من نوعيه الخلايا فيها.

مما لاشك فيه بأن هناك العديد من العوامل التي ساهمت في نمو تلك الخلايا السرطانية وأهمها التدخين الذي لا يكاد يخترق جسم الانسان حتى يسبب العديد من المشاكل وهذا ما يفسر تضاعف احتمالية الإصابة بالسرطان بين المدخنين بـ 4 اضعاف مقارنة مع الأشخاص غير المدخنين.

يلي التدخين، تناول الكحول والذي يعد من المسببات المهمة للسرطانات، بالإضافة إلى العوامل الأخرى المساعدة كفيروس الورم الحليمي البشري، والتعرض المباشر لأشعة الشمس الذي يساهم في الإصابة بسرطان الشفة كما سرطان الجلد.

ولسنوات عدة احتلت الأمراض السرطانية المرتبة الأولى من بين مسببات الموت، لذلك فإن ملاحظة أي تغير طارئ، نتوء وتقرحات في الفم وتستمر لأكثر من اسبوعين، أو أي من الأعراض المذكورة، يستدعى الكشف الفوري تجنباً لإنتشاره إلى باقي أعضاء الجسم.

طرق العلاج تختلف بإختلاف المرحلة التي وصل لها المرض حين اكتشافه، فقد يكتفى بالاستئصال الجراحي في المراحل الأولى، أما في مراحله المتقدمة فيتم استئصال وقطع أماكن انتشاره بالإضافة إلى العلاج بالأشعة أو الكيماوي كلٌ على حِده أو الدمج بينهم.

ممارسات بسيطة من فحوصات دورية عند طبيب الأسنان، وتغييرات بسيطه على نمط الحياة الإعتيادي تتمثل في غذاء متوازن والإبتعاد عن العوامل المسببة للأمراض السرطانية، قد تكون بسيطه لكنها تمنع وتجنب أذىً كبيراً.

العدد 5167 - السبت 29 أكتوبر 2016م الموافق 28 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً