العدد 5167 - السبت 29 أكتوبر 2016م الموافق 28 محرم 1438هـ

ملحم بركات يشيع عصر اليوم على وقع "معزوفة" ألّفها لجنازته

عصر اليوم تحتضن بلدة كفرشيما (جنوب شرقي بيروت) ابنها الفنان الكبير ملحم بركات الذي سيلتحف ترابها وسط مظاهر الحزن على الموسيقار الذي غدر به المرض فغادر... على عجل.

بعد 72 عاماً يعود ملحم أنطوان بركات إلى كنف بلدته التي اشتهرت بأنها بلدة الفنانين من فيلمون وهبي وماجدة وحليم الرومي، وعصام رجي الذي كان من أقرب أصدقاء ملحم ورفيق طفولته ورحلته الفنيّة.

في غرفة صغيرة جداً سيرقد "أبو مجد" الذي صال وجال على كل دول العالم، ووقف على أهم مسارحها وأمام ملايين المعجبين، وهذه المرة سيرقد على مسرح الموت وحيداً بعيداً عن أضواء الشهرة.

التحضيرات لاستقبال جثمان الفنان الراحل بدأت منذ يوم الجمعة الماضي بعيد إعلان الوفاة رسميا، مع العلم أن بركات توفي سريرياً عند الساعة الواحدة من فجر الجمعة، لكن الأطباء لم يعلنوا الأمر رسمياً قبل الساعة الثالثة عصرا.

بعد ساعات قليلة امتلأت ساحات البلدة وأحياؤها كاملة بصور للراحل مع لافتات "الوداع" التي تضمّنت كلمات من أشهر أغنياته، وكان لافتاً تزيين البلدة بالشرائط البيض التي توزّع عادة بين الأعمدة عند وفاة شاب صغير في العمر، لكن في حالة بركات الوضع استثنائي، فهو شاب بفنّه وروحه كما قال رئيس بلدية "كفرشيما" جورج سليمان لـ"الراي"، مضيفاً "80 في المئة من سكان البلدة يحبون ويفتخرون ببركات، هم الذين دفعوا من جيوبهم ثمن تركيب الصور واللافتات له في شوارع البلدة الكبيرة".

عند الوصول إلى مفرق البلدة يستوقفك صوت ملحم بركات الذي يملأ أرجاء "كفرشيما" عبر مكبرات الصوت التي تصدح منها أغنياته في كل زاوية أو حي.

ساحة البلدة التي اعتادت على الهدوء نسبياً، كانت مكتظة جداً على مداخلها ومفارقها وطرقها، ممتلئة بالشخصيات الفنيّة والسياسية والثقافية التي تقاطرت لتقديم واجب التعزية للعائلة التي قررت أن يكون العزاء في كفرشيما فقط نزولاً عند طلب بركات.

وفي هذا السياق كشف صديق طفولته وشبابه وصديق الكبر أيضاً، غابي كرم، لـصحيفة "الراي" أن ملحم أوصى بالصلاة عليه في كنيسة مار بطرس وبولس وهي الأقدم في البلدة، لكن العائلة وبعد اجتماع لها قررت الصلاة عليه في كنيسة "مار نقولا" في الأشرفية (بيروت) باعتبار أن هناك شخصيات رفيعة من كافة المستويات ستشارك ظهر اليوم في الجنازة، وبالتالي الطريق إلى كنيسة البلدة ضيقة جداً ووعرة، وهذا الأمر سيسبب إحراجاً للمُعزّين، لذا اختارت أرملته السيدة رندا عازار بالاتفاق مع أولادها كنيسة "مار نقولا" كونها أوسع وأقرب لكافة الواصلين.

بعد 50 عاماً من العطاء الفنّي و72 عاماً من الحياة، سيعود ملحم بركات اليوم إلى قريته ملتحفاً بالعلم اللبناني بحسب وصيته وعلى وقع معزوفة خاصة قام بتلحينها خصيصاً لنفسه طالباً وضعها يوم وداعه. وبعد الانتهاء من مراسم الصلاة عن روحه في كنيسة "مار نقولا" في الأشرفية سيسير النعش نحو كفرشيما وستكون هناك محطات يمرّ بها النعش، بينها مزرعته، وذلك عملاً بوصيّة "أبو مجد".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً