العدد 5168 - الأحد 30 أكتوبر 2016م الموافق 29 محرم 1438هـ

الحركة المرورية ترفع أسعار العقارات «التجارية» وتخفض «السكنية»

ذكر متعاملون في سوق العقارات البحرينية، أنه كلما زادت الحركة المرورية كلما زادت جاذبية العقارات التجارية والاستثمارية وارتفعت أسعارها، بينما تقل جاذبية العقارات السكنية وتنخفض أسعارها.

وقال المسئول في عقارات الاتحاد أحمد منصور: «من ضمن ما يقاس به أسعار العقارات، هو عدد السيارات والأشخاص الذين يمرون على العقار في الدقيقة الواحدة».

وأوضح «كلما زاد عدد السيارات التي تمر بالعقارات التجارية والاستثمارية كلما زاد سعرها»، مؤكداً أن الحركة المرورية تعطي مؤشرا على حيوية المنطقة ومدى ملاءمتها لإقامة أنشطة تجارية واستثمارية. كما أن كثرة الحركة المرورية تدل على وجود قوة شرائية؛ ولهذا تفضل المحلات التجارية أن تستأجر عقارات تقع على الشارع العام أو أماكن تشهد حركة مرورية مرتفعة.

إلا أنه ذكر أن كثرة الحركة المرورية لا تزيد من جاذبية العقارات السكنية، وتؤثر سلباً، فكثير من الأسر الميسورة يبيعون منازلهم في المناطق المزدحمة، ويشترون منازل في مناطق فيها حركة مرورية أقل.

من جهته، أكد رئيس عقارات غرناطة حسن مشيمع، أن المثمن يحسب عدد السيارات التي تمر على الشارع التي يقع عليها العقار التجاري والسكني، فعندما تمر 100 ألف سيارة على العقار في اليوم فهذا يعني أن 100 ألف شخص سيشاهد الإعلان التجاري لمن سيستأجر هذا العقار في اليوم، وفي أيام المناسبات يرتفع العدد، وبالتالي هذا ينعكس على قيمة العقار.

وضرب مثلاً قائلاً: «العقارات التي بقرب عين عذاري، تقع على شارع رئيسي (الهايوي) وهو قادم من السعودية، وهذه العقارات يفضلها الأطباء لفتح عياداتهم بأسعار مرتفعة، وعندما سألناهم لماذا هذا المكان بالذات رغم وجود أماكن أسعارها منخفضة، فكان ردهم، أن هذا المكان أفضل؛ لأنه في الإجازة الأسبوعية يتوافد عشرات الآلاف من السعودية لداخل البحرين ويمرون على هذا الشارع، وبالتالي يشاهدون إعلان العيادة».

وقال: «لهذا أسعار العقارات الواقعة على الهايوي بالقرب من عين عذاري، وكذلك الواقعة على شارع الخدمات بتوبلي، مرتفعة مقاربة إلى الأسعار في منطقة السيف... فهي مناطق مرغوبة ويفضلها المستثمرون والعقاريون، فعندما يشتري المستثمر عقارا في تلك المنطقة، فإنه يضمن تأجيرها قبل الانتهاء من عملية البناء، ومن يستأجر لا يخلي المكان، وإذا خرج، فإن هناك مستأجرين جددا ينتظرون».

وعن تأثير الحركة المرورية على العقارات السكنية، قال مشيمع: «العقارات الواقعة في شوارع فيها حركة مرورية مرتفعة تكون غير مرغوبة، فمثلاُ المنازل السكنية بالقرب من المستشفيات أو المدارس تكون غير مرغوبة؛ لأن الحركة تصبح مصدر إزعاج لمن يسكن».

من جهته، قال العقاري عبدالجليل العصفور: «الحركة المرورية عامل مؤثر على تقييم العقارات»، مؤكداً أن لحركة المرورية لها قيمة مؤثرة على الأسعار فهي مؤشر على حيوية المنطقة.

وأضاف «أن الحركة المرورية إذا كانت انسيابية كلما زادت كانت أفضل للعقارات التجارية والسكنية، ولكن إذا زادت الحركة المرورية إلى درجة الإزدحامات والاختناقات المرورية، فإنها تتحول من عامل إيجابي إلى عامل سلبي».

وأكد أن الحركة المرورية عندما تتحول إلى اختناقات، فإن هذا يعطي مؤشرا بتغيير المستهلكين واجهاتهم للتسوق، فعندما يريد المستهلك شراء سلعة من دكان يقع في مكان مختنق بالازدحام المروري، فإنه يغير وجهته إلى محل آخر فيه انسيابية في حركة السيارات، وبالتالي تأثر مستأجرين العقارات وهذا التأثر قد يجعلهم يفكرون بإخلاء العقار والبحث عن مكان آخر. في إشارة إلى المثل الشعبي: «الشيء إذا زاد عن حده، انقلب ضده».

العدد 5168 - الأحد 30 أكتوبر 2016م الموافق 29 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً