العدد 5169 - الإثنين 31 أكتوبر 2016م الموافق 30 محرم 1438هـ

العاهل يستقبل المشاركين في مؤتمر الشراكة الفعالة وتبادل المعلومات من أجل عمل إنساني أفضل

 

استقبل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصافرية اليوم الثلثاء (1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشئون الشباب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية، سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة حيث قدم لجلالته المشاركين في المؤتمر السنوي السابع بشأن الشراكة الفعالة وتبادل المعلومات من أجل عمل إنساني أفضل، والذي اختتم أعماله في البحرين في وقت سابق اليوم وأقيم تحت رعاية كريمة من جلالة الملك بالتعاون بين مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) والصناديق الإنسانية لمنظمة التعاون الإسلامي والمؤسسة الخيرية الملكية، وذلك بمشاركة أكثر من 250 شخصية تعمل في المجال الإنساني في مختلف المنظمات والمؤسسات الخيرية والإغاثية من مختلف دول العالم.

وألقى سمو الشيخ ناصر كلمة قال فيها:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سيدي صاحب الجلالة الملك المفدى إن جميع أعضاء المؤسسة الخيرية الملكية ومملكة البحرين تتشرف باستقبال هذه الوجوه الخيرة للقيام والتفكير والعمل سوياً في مختلف جوانب الخير وتفعيل دور الخير والعطاء لكل من هو محتاج من الدول القادرة على المساعدة.

ونشكر الله سبحانه وتعالى يا جلالة الملك أننا توصلنا في نهاية المؤتمر السنوي السابع حول الشراكة الفاعلة وتبادل المعلومات من اجل عمل انساني افضل الى حلول وافكار جديدة في تفعيل الادوار وسرعة ايصال المساعدات والطرق الجديدة المتبعة في هذا المجال، ولله الحمد فهؤلاء الرجال هم خير من يمثل بلدانهم واتمنى من السيد ستيفن أوبرلين ان يلقي بعضاً من الايجاز البسيط لكم يا صاحب الجلالة وهو وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسق الاغاثة في حالات الطوارئ.

ثم ألقى وكيل الأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، ستيفن أوبرلين كلمة قال فيها:

صاحب الجلالة الملك شكراً جزيلاً على استقبالنا بحفاوة مع هذا الوفد الكبير، ونحن سعيدون بأن نحظى بهذه الفرصة أولاً لكي نشكر جلالتكم على رعايتكم الكريمة للمؤتمر السابع للشراكة الفعالة من أجل عمل إنساني أفضل، والضيافة والتسهيلات الكبيرة التي وفرتها المؤسسة الخيرية الملكية لكل المشاركين، فشكراً بالنيابة عنهم جميعاً.

أنقل لك تحيات الأمين العام الشخصية من نيويورك وهو يرغب بشدة أن يلتقي جلالتكم في المرة القادمة.

بالنسبة لي، إنها المرة الأولى التي اعود فيها إلى البحرين منذ 1977 عندما كنت شاباً وكان لي الشرف والتقدير بلقاء سمو الأمير الراحل والدكم، وأنا أعتز بهذه الذكرى وأشيد بها، وكما وضحت للآخرين كانت لي الفرصة باكتساب أول خبرة عملية في حياتي في البحرين عندما عملت لفاروق المؤيد.

واود أن اشكر المندوب الدائم لمملكة البحرين في الامم المتحدة، الذي ساعدنا في تسهيل الأمور. كما أود أن أنقل لجلالتكم تحيات والدي الذي كان مسئولاً عن بناء المستشفى العسكري في العام 1975 إلى 1976.

ونشكر دولة الكويت، على استضافتها لأعمال هذا المؤتمر في المرات السابقة، واستطاعت مملكة البحرين ان تأخذ على عاتقها هذه المسئولية في إقامة هذا المؤتمر وتقديم كافة التسهيلات والضيافة.

أود أن اشيد بالشراكة والتعاون الرائع مع المؤسسة الخيرية الملكية، والذي جاء بفضل توجيهات جلالتكم بالشراكة مع المكتب الخاص "أوشا" مكتب تنسيق الشئون الإنسانية في الأمم المتحدة ومع "أو آي سي" منظمة التعاون الإسلامي الإنسانية، الممثلة بعدد من الأفراد في هذا الوفد، تمكنا معاً من ايجاد حدث ناجح، يحق للبحرين أن تفخر به.

وقال إن المؤتمر حظي بحضور كبير من الدول المعنية مما اسعدنا جميعاً، وتطرقنا إلى المواضيع التي ناقشناها كانت القمة العالمية للعمل الإنساني التي أجريت في مايو/ أيار في اسطنبول، حيث حضر المؤتمر 250 إلى 300 شخص، وهو حضور ممتاز، وكان هناك عدد من الشخصيات البارزة في المجال الإنساني، وبالتحديد تمكنا من التركيز، وبالأخص مملكة البحرين التي هي عنصر فعال في القمة العالمية للعمل الإنساني.

صاحب الجلالة إن الشباب والشابات هما موضوعان من أكبر أولويات جلالتكم وأولويات شعب وحكومة البحرين، فكانت فرصة مهمة بالنسبة لي للتواصل مع العديد من الحضور، وأن لا يكون المؤتمر مجرد حوار، بل أن نتأكد من أن يقوم الذين تعهدوا بالتزامات، بالقيام بما تعهدوا به، لإظهار مثال جيد للعالم في مجال الشئون الإنسانية، وللأشخاص الذين يحتاجوننا بشدة، ويمتلكون القليل، وقد تعرضوا فجأة للكوارث، انا سعيد، بان يكون هناك تواصل بين جميع المجتمعات، وسنحرص على ايصال المعلومات للناس عن الفرص التي توجد لدينا على الجانب الانساني، ومملكة البحرين ودول الخليج يعيشون في منطقة فيها تحديات ولكن يوجد فيها فرص جديدة وهي حائزة على انتباه العالم، ان هذا المؤتمر يعطينا الفرصة لنؤسس شراكة ستساعدنا جميعاً.

شكراً لكم جلالة الملك المفدى.

بعدها ألقى الامين العام للمؤسسة الخيرية الملكية، مصطفى السيد كلمة قال فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

سيدي صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله، ليس بغريب ان اشكركم وانا اقف بين يديكم فانتم اهل الشكر والثناء ولا اريد ان اضيف على ما قاله سمو الشيخ ناصر فهو القائد الدنمو والملم بجميع تفاصيل مشاريعنا سواء بالتوجيه او الحضور والمشاركة الميدانية فجزاه الله خيراً.

وبالنسبة إلى هذا المؤتمر لقد كان مؤتمراً ناجحاً ومميزاً وعالميّاً وتم التركيز فيه على مواضيع في غاية الاهمية لتطوير العمل الانساني والقيام بأعمالنا بأسلوب مهني.

وأضاف قائلاً: إنني اود اوضح للناس نقطة بمناسبة زيارة ابنتكم ملاك والتي احتضنتموها وارشدتموها الى طريق النجاح واتذكر قبل خمس سنوات مع بداية الحرب في سورية عندما بعثتموني إلى المملكة الاردنية الهاشمية والحدود السورية لتقييم الوضع وتقديم المساعدة الانسانية المطلوبة من قبل جلالتكم فرجعت باقتراح بان تقدم لهم مساعدات غذائية عاجلة بمبلغ مليون دولار وتفاجأت بإصرار جلالتكم على بناء مدارس علمية تربوية وفي اسرع وقت وفعلاً قمنا بتجهيز وبناء اربع مدارس تحتضن 9 آلاف طالب وطالبة في خلال 3 اسابيع وبالتعاون مع الهيئة الخيرية الاردنية وعندما اقترحنا تقديم الغذاء افدتمونا جلالتكم بان الاردن اهل الكرم وليس منهم أي تقصير.

شكراً جلالة الملك لأنك حققت احلام ملاك والآلاف مثلها في دول مختلفة وادعو الله ان يجازي جلالتكم بكل خير.

وأود أن اوضح لجلالتكم نقطة هامة وهي انني اتلقى يوميّاً الشكر والثناء والتقدير من الناس والمواطنين على ما تقومون به من اعمال خيرية ومشاريع انسانية تعدت حدود مملكتنا الغالية لتصل الى اقاصي الدنيا.

بعد ذلك ألقت الطالبة ملاك فاروق الشولي وهي لاجئة سورية تسكن في مخيم الزعتري بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة وتدرس في الصف أول ثانوي بمجمع مملكة البحرين العلمي في مخيم الزعتري، كلمة قالت فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا سيدي جلالة الملك المفدى

انا طالبة كأي طالبة في مخيم الزعتري وصلت إلى أرض اللجوء بلا كتب بلا دفاتر بلا قلم اتكئ عليه للوصول إلى حلمي ولكن قوة الإرادة هي التي كانت تدفعني للخروج من ذلك الصندوق الذي ربما تحولت حياتي اليه آنذاك.

بعيداً عن التفاصيل اشعر بالنفس البحريني في مخيم الزعتري وكانت اشبه بحلم او رحلة لاكتشاف الذات بالنسبة للكثير من الشباب والاطفال الذين فقدوا الامل بالوصول إلى شاطئ الأمان من خلال العلم والتعليم، فكانت هذه المدرسة بمثابة السفينة التي تجاوزنا بها مرحلة الخلل في التعليم.

فشكراً لكم يا جلالة الملك المفدى على كل ما قدمتموه للاجئين وحققتم حلمهم في تأمين مستقبل الطلاب وتأمين مستقبلهم.

ثم ألقى جلالة الملك المفدى كلمة رحب فيها بالمشاركين في المؤتمر، وأشاد بما قاموا به من جهود نتيجة ضمائرهم الحية ومشاعرهم تجاه اخوانهم وبناتهم وابنائهم في مختلف اصقاع المنطقة والعالم.

وقال جلالته ان هذا التجمع والاتفاق على برنامج تعاون يؤدي الى النجاح وايصال الامور إلى المكان الذي يجب ان تصل اليه، هو من اهم الاهداف، شاكراً جلالته تداول المشاركين في المؤتمر لأمور الخير والنظرة الانسانية.

كما أعرب جلالته عن شكره لوكيل الامين العام على حضوره ومساهمته وصبره وجلده على هذا العمل. وقال جلالته ان متابعة الانسان للأمور الاعتيادية فيها نوع من التعب والصبر فكيف العمل في المناطق الوعرة والبعيدة والمتعبة، مشيراً جلالته الى ان هذه الامور تعطي الانسان دافعاً في ان يعمل.

وشكر جلالته مصطفى السيد وقال انه يتطوع للذهاب الى مناطق كثيرة كما زار مناطق كثيرة وساهم بمساهمات وأفكار كثيرة وهو مبتسم فهذه البسمة هي قوة في الحقيقة لكل من يريد العمل في هذا المجال لان المواقف والحالات التي يشاهدها الانسان ليست بسيطة ويتطلب منه ان يتقبل هذه الامور بنفس طيبة وشعور طيب، مشيراً جلالته إلى أن المرء عندما يكون هدفه ونيته انسانية فلا شك سيكون سعيدا بهذا العمل، مؤكداً جلالته انه ليس لنا هدف آخر غير رضا الله وخدمة ابنائنا وبناتنا العزيزين علينا.

وأوضح جلالة الملك ان العالم اصبح اليوم قرية بسبب تقارب الاتصالات والمواصلات فالذي يحدث في اقاصي العالم كأنه يحدث عندك ونسمع عن حوادث ومشاكل تحدث مثلاً في آخر العالم نتألم من حدوثها، لأنه سمعنا عنها ورأيناها.

وأكد جلالته أن على الانسان ان يساهم في الاعمال الانسانية ويكون أجره عظيماً عند الله. وقال جلالته ان زيارة المشاركين في المؤتمر للبحرين فرصة للاطلاع على المنجزات في المملكة، مؤكدا جلالته ان منجزات اهل البحرين في كل مجال ليست بسيطة وهي منجزات تدل على أعلى مستوى ممكن ان يكون في اي دولة متحضرة وأساس ذلك هو التعليم.

واعرب جلالته عن فخره بأن 63 في المئة من النساء في البحرين خريجات جامعة والباقي لديهن شهادات من الحياة قد تكون أعلى من الجامعية، موضحاً جلالته ان النساء يشكلن نحو 53 بالمئة من موظفي الدولة وهذا شيء جيد، ولا اعتقد ان هناك دولة في العالم وصلت الى هذه النسبة.

وقال جلالته إن نسبة النساء العاملات في القطاع الخاص تشكل 40 في المئة، مشيراً جلالته إلى أن المرأة البحرينية تشارك في جميع الاعمال حتى المهنية منها.

وأكد جلالة الملك المفدى ان مجتمع البحرين مجتمع متطور جداً واكبر دليل على تطوره انه استطاع تجاوز التحديات التي استهدفته من قبل المغرضين، لأن المغرض لا يستهدف دولة فاشلة وانما يستهدف دولة ناجحة، وهذا اكبر دليل على ان مملكة البحرين دولة ناجحة ومتطورة.

وتطرق جلالته في كلمته الى ما حققته مملكة البحرين من انجازات على مختلف الاصعدة بفضل اهل البحرين وبقوانينها وادارتها لشئونها واتصالاتها والفضل كذلك للأصدقاء والدول الاخرى.

وقال جلالته ان البحرين اذا دعمت في دعم معين في اي اتجاه سواء كان اقتصاديا أو تجاريا من الاشقاء او غيرهم، وسلم هذا الدعم الى الايادي الامينة الموجودة تطور الدعم الى شيء مفيد على الارض وهذا الذي يحدث في البحرين.

وأكد جلالته ان المرأة البحرينية تعتبر أكبر كتلة في الانتخابات البرلمانية التي مرت على البحرين، مشيراً جلالته الى 57 في المئة من الكتلة الانتخابية من النساء والكتلة الانتخابية في البحرين هي اكبر كتلة انتخابية في المنطقة بما فيها ايران كنسبة، فماذا تفعل دولة لا تريد النجاح للبحرين الا انها تحاول ان توقف النمو والتطور الموجود في البحرين.

واكد جلالته ان نسبة البطالة في البحرين تتعدى 3 في المئة وهي نسبة ضئيلة، مشيراً جلالته الى ان العاطلين عن العمل يتسلمون رواتب ضمن برنامج التعطل عن العمل.

وشدد جلالته على ان النمو الاقتصادي اليوم يحتاج الى جهد الجميع، ولا يقع على عاتق الحكومة فحسب، بل هي شراكة مجتمعية اساسها العمل.

وتحدث جلالته عن التكافل والمحبة والاحترام، وقال ان العرب لديهم مبادئ وقيم أكثر من الذي يقوله العالم، حيث لدينا الشراكة في القيم والنمو والتطور، داعياً جلالته الجميع الى المشاركة في هذا العمل وليس مجموعة معينة.

وأكد جلالة الملك المفدى ان البحرين معروفة بالتعايش والتسامح، ومشهود لها من مئات السنين، وكانت تسمى ميناء العالم وكانت تربط ما بين حضارة الرافدين والسند ويطلق عليها اسم دلمون، وسفن العالم والحضارات كانت تمر على موانئ البحرين والذي يعجبه المقام في البحرين يقيم فيها.

وقال جلالته ان من اسباب نجاح وتطور البحرين هي الهجرة من الخارج الى البحرين وليست من البحرين الى الخارج، مشيراً جلالته الى ان البحريني يحب بلاده والاجنبي الذي يعيش في البحرين يحب البحريني ويحب البحرينيين.

واوضح ان نسبة الاجانب الى دول الخليج أكثر من الشعب، وهذا دليل على وصول دول الخليج الى المستوى الدولي.

وأكد جلالته ان العمل الطيب والحسن هو الذي يهزم الشر، والاعمال السيئة عملاً كانت أو قولاً، وان العمل الطيب هو الاساس واحسن عمل هو ان يقوم كل واحد منا بواجبه تجاه أخيه، مشدداً جلالته على أن الإنسان الذي في قلبه الخير والصبر، وإذا توفقنا في هذه سنوفق في الأمور الأخرى.

شكراً مرة أخرى لكم جميعاً ولوكيل الأمين العام للأمم المتحدة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً