العدد 5185 - الأربعاء 16 نوفمبر 2016م الموافق 16 صفر 1438هـ

جائزة الدولة للإبداع ولجودة العمل الحكومي

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

مقترح برغبة من قبل السادة النوّاب في آخر جلسة لهم، هو جائزة الدولة للإبداع ولجودة العمل الحكومي، وبالطّبع هذه الجائزة سيتم رصد مبلغ وقدره من المال لها، وأيضاً ستقوم لجنة بمتابعة هذه الجائزة من قبل الحكومة.

هل نخبركم يا سعادة النوّاب الأفاضل ما يدور في نفسية المواطن الموظّف البحريني؟ أم تعلمون ما يدور في النفسية وفي الذهن؟ إنّ ما يدور في نفسية المواطن بأنّ الجائزة لن تكون له، بل ستكون لمن نتمّ وضع اسمه مُسبقاً، ولن تكون لمن يعمل بجد وإبداع، يأتي من باكورة الصباح إلى بعد انتهاء الدوام، بل ستذهب هذه الجائزة لمن يسوّق لنفسه (عدل) وهو لا يعمل!

كم مديراً يا ترى قرأ المواطن الموظّف اسمه وهو يستنكر كيف وصل هذا الشخص لأن يكون مديراً؟ كم وكيلاً ووكيلاً مساعداً تساءل الموظّف عن سبب وصوله إلى هذا المنصب؟ كم موظّفاً عادياً طار إلى رتب ودرجات كبيرة في لمح البصر، والصادق المخلص (محلّك سر)؟ ولماذا؟ هل الدنيا تمشي بالمقلوب؟ هل الموظّف المخلص لا يعرف كيف يسوّق لنفسه؟ هل يظن الموظّف بأنّه يعطي الكثير، في حين أنّه لا يقدّم إلاّ القليل؟

هناك موظّف مبدع ومخلص في كل مكان، والظروف والحظ وعدم التسويق الصحيح لعمله يجعلونه بعيداً كل البعد عن التدرّج الوظيفي، وقد يكون غير محسوب بتاتاً من ضمن قائمة الذين ستتم ترقيتهم، وفي بعض الأحيان هذا الموظّف يقول كلمة لا وخطأ لمسئوله من باب الحرص على العمل وعلى المصلحة العامة، ولكن بعض العقليات لا تقبل بهذه الكلمات، وينتظرون دائماً مقولة (القول قولك يا يبه والأمر أمرك يا يبه)! هؤلاء لا يريدون الخير للوطن، ومن يريد الخير يجب عليه أن يسمع النصيحة، ولو كانت من موظّف بسيط، فقد تكون هي الخلاص من المشكلات.

كيف يقتنع الموظّف البحريني بأنّ الجائزة ستكون من نصيبه؟ خاصة وأنّ هناك من يأخذ منصبه بسهولة جداً جداً، على رغم صغر السن وعدم وجود الخبرة أو الكفاءة! كيف نستطيع أن نقنع الموظّف البحريني بأنّ تقديره وترقيته هي بسبب عمله وإبداعه في عمله، وأنّ لا أحد سيأتي من الخارج ليأخذ مكانه؟

عندما نستطيع الوصول إلى هذه الدرجة في التدرّج الوظيفي، والعمل الصحيح على تحسين الأداء، ونشر العدالة الاجتماعية داخل أروقة الوزارات، تأكّدوا بأنّ الموظّف لن يفكّر في الجائزة، بل سيفكّر في تحسين العمل، ولن يهدر دقيقة واحدة من ساعات العمل، لأنّه يشعر بالعدالة، وعدم وجود أحد أفضل من أحد، هنا فقط نعلم بأنّ مؤشّرات الأداء الوظيفي سترتفع من دون أدنى شك.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5185 - الأربعاء 16 نوفمبر 2016م الموافق 16 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 12:43 ص

      لو قلت ان هذه الجوائز للعامل الاجنبي ربما اصدّقك؟
      نعم لقد خدمنا هذه البلد افضل خدمة وقدّمنا على مدى ثلاثة عقود ابداع وتطوير وعمل دؤوب دون ان نحظى بكلمة شكر من مسؤول بل على العكس على مدى هذه الثلاثة عقود كان هناك من يسرق جهودنا كما يتمّ الآن اختلاس اموال الدولة
      الى درجة اننا في أواخر حياتنا العملية اصبنا بالإحباط التام ان نحصل الى شيء من حقوق التكريم .
      وعرفنا ان هذه البلد تقتل الكفاءات المحلّية وتدمّرها نفسيا من كثر الاحباط خاصة اذا كنت بحراني او بحرانية

    • زائر 1 | 12:08 ص

      يا مريم هالمشاريع الأبداعية وتحفيز الموظفين خليه ( الى الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم ) هناك ترين الأبداع .

اقرأ ايضاً