العدد 5188 - السبت 19 نوفمبر 2016م الموافق 19 صفر 1438هـ

قصف شرق حلب يحرمها من آخر مستشفى

فتى سوري يسير بدراجته قرب منزل اشتعلت فيه النيران بحلب-AFP
فتى سوري يسير بدراجته قرب منزل اشتعلت فيه النيران بحلب-AFP

استمر القصف الكثيف لقوات النظام السوري على شرق حلب أمس (السبت) لليوم الخامس على التوالي، حيث قُتل 27 مدنيّاً على الأقل فيما ندّدت واشنطن بعمل «شائن»، محذرة دمشق وحليفتها موسكو من عواقب هذه التحركات. وعبّرت الأمم المتحدة عن صدمتها للتصعيد الأخير في أعمال العنف بسورية.

ومنذ بدء هجوم قوات النظام السوري الثلثاء الماضـي، دُمِّر أحد آخر مستشفيات المنطقة، واضطرت المدارس لإغلاق أبوابها، فيما بلغت حصيلة القتلى قرابة مئة مدني بحسب المرصد السوري لحقـوق الإنسان.


مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية يزور دمشق

قصف حلب يدمر مستشفى ويتسبب بإغلاق المدارس وسط تنديد أميركي

حلب - أ ف ب، د ب أ

استمر القصف الكثيف لقوات النظام السوري على شرق حلب أمس السبت (19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) لليوم الخامس على التوالي، حيث قتل 27 مدنياً على الأقل، فيما نددت واشنطن بعمل «شائن» محذرة دمشق وحليفتها موسكو من عواقب هذه التحركات.

وعبرت الأمم المتحدة عن صدمتها للتصعيد الأخير في أعمال العنف بسورية وحضت على تأمين الوصول إلى شرق حلب لتقديم المساعدات، حيث هناك أكثر من 250 ألف شخص تحت الحصار منذ قرابة أربعة أشهر.

ومنذ بدء هجوم قوات النظام السوري الثلثاء الماضي، دمر أحد آخر مستشفيات المنطقة واضطرت المدارس لإغلاق أبوابها فيما بلغت حصيلة القتلى قرابة مئة مدني، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ونقل مراسل فرانس برس في الأحياء الشرقية للمدينة التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة أن هذه الأحياء لاتزال عرضة لسقوط قذائف وصواريخ وبراميل متفجرة.

وأضاف أن التيار الكهربائي انقطع فيما توقفت مولدات الكهرباء بسبب عدم توفر المازوت في هذه المنطقة التي يحاصرها النظام السوري منذ أربعة أشهر.

ونشر عناصر الدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة (الخوذ البيضاء) على صفحتهم على موقع «فيسبوك» أمس، أشرطة مصورة وصوراً تظهر مدى عنف القصف، وفي أحدها يظهر متطوعون قرب جثة مضرجة بالدماء في أحد الشوارع فيما يقول أحدهم: «لم يعد لدينا أكياس» لتغطية الجثث. ويهتف آخر «أسرعوا، أسرعوا» فيما نظر المسعفون إلى السماء للتأكد من عدم تحليق مقاتلات.

وكتب المسعفون على «فيسبوك»: «إنه يوم كارثي في حلب المحاصرة مع قصف غير مسبوق بكل أنواع الأسلحة»، مؤكدين أنهم أحصوا انفجار «ألفي قذيفة مدفعية و250 ضربة جوية».

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن 27 مدنياً على الأقل قتلوا أمس في قصف جوي ومدفعي لقوات النظام السوري استهدف الاحياء الشرقية في حلب.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: إن «اي حي في شرق حلب لم يكن اليوم في منأى من قصف النظام».

ومنذ الثلثاء، قتل 92 مدنياً على الأقل وفق حصيلة للمرصد في قصف لقوات النظام على الاحياء التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في مدينة حلب.

من ليما، نددت مستشارة الامن القومي الاميركي سوزان رايس بالقصف «الشائن» الذي استهدف مستشفيات في الاحياء الشرقية من مدينة حلب، محذرة موسكو ودمشق من عواقب مثل هذه الافعال.

وقالت رايس في بيان إن الولايات المتحدة «تدين بشدة الهجمات الرهيبة ضد منشآت طبية وعمال مساعدات إنسانية. لا عذر لهذه الافعال الشائنة» مضيفة أن «النظام السوري وحلفاءه، بالأخص روسيا، مسئولون عن العواقب الفورية وعلى الامد الطويل لهذه الافعال».

وتقول موسكو انها غير ضالعة بهذا الهجوم على حلب وتركز ضرباتها على المعارضة والمتشددين في إدلب المجاورة.

وتعد مدينة حلب الجبهة الأبرز في النزاع السوري والأكثر تضرراً منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين أحياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المعارضة وأحياء غربية تسيطر عليها قوات النظام المصممة على استعادة القسم الشرقي.

وافادت وسائل الاعلام السورية الرسمية بأن مدنيين قتلا بصواريخ أطلقتها فصائل معارضة على القسم الغربي من المدينة. وأعرب مسئولان كبيران في الامم المتحدة عن «الصدمة» من التصعيد الأخير في العنف.

وقال منسق الشئون الانسانية في سورية علي الزعتري والمنسق الإقليمي للشئون الانسانية للازمة السورية كيفن كينيدي إن «الامم المتحدة تعرب عن شديد حزنها وصدمتها من التصعيد الأخير في الاعمال القتالية التي تجري في مناطق عديدة من سورية».

وجاء في البيان أن المنظمة الدولية لديها خطة لإيصال مساعدات إلى شرق حلب، موضحاً أن «الامم المتحدة اطلعت جميع أطراف النزاع في حلب والدول المعنية على خطتها الانسانية بشكل مفصل لتوفير المساعدة اللازمة والمستعجلة لسكان شرقي حلب واجراء عمليات الاخلاء الطبي للمرضى والجرحى».

واضاف البيان «لابد من موافقة جميع الاطراف على الخطة والسماح لنا بتأمين الوصول الفوري والآمن ودون عوائق من اجل تقديم الاغاثة إلى من هم في أشد الحاجة في شرق حلب وعلى قدم المساواة في جميع الاجزاء الأخرى من سورية حيث يتواجد المحتاجون».

ويقوم مبعوث الامم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا اليوم بزيارة إلى دمشق، حيث يلتقي وزير الخارجية السوري وليد المعلم كما افاد الموقع الالكتروني لصحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطة.

واعلنت مدارس شرق حلب في بيان تعليق الدروس «للحفاظ على سلامة التلاميذ والمدرسين بعد الضربات الجوية الهمجية».

وعلى جبهة أخرى، سيطرت «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) على بلدة تل السمن في ريف الرقة الشمالي بعد معارك وصفت بالعنيفة مع مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» أمس.

وقال مصدر اعلامي مرافق لـ «قوات سورية الديمقراطية»: إن «مقاتلي قوات سورية الديمقراطية سيطروا بعد ظهر السبت بشكل كامل على بلدة تل السمن بعد معارك وقصف عنيف من سلاح المدفعية وسلاح الجو التابع للتحالف الدولي، وأن عشرات القتلى والجرحى سقطوا بين عناصر تنظيم داعش الذين انسحب بعضهم جراء القصف العنيف».

العدد 5188 - السبت 19 نوفمبر 2016م الموافق 19 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:34 ص

      صباح الخير

      لا تراجع حتى تنظيف حلب من المسلحين والارهابين قلق أمريكي بشأن حلب مشكوك ويحمل في طايته خبث لماذا لا يتباكي الأمريكان على دول في الخليج الفقيره نحن نلوم كل الأطراف لكن من يتعنت ويصر على مواصلة العداء

اقرأ ايضاً