العدد 5189 - الأحد 20 نوفمبر 2016م الموافق 20 صفر 1438هـ

تايوان... دولة عصرية على جزيرة تزخر بالطبيعة والمعالم السياحية

وفد تجاري من قطاع السفر يختتم زيارة مجالات التعاون مع الشركات التايوانية

من العروض في القرية التراثية
من العروض في القرية التراثية

اختتم وفد تجارية بحرينية ضم ممثلين ومسئولين في شركات ومكاتب سفر وسياحة، زيارة استمرت لنحو 8 أيام، وذلك بدعوة من هيئة السياحة التايوانية وبرعاية طيران «كاثي باسفيك»، إذ شملت الزيارة على مباحثات أعمال بين الشركات البحرينية ونظيراتها التايوانية بهدف تعزيز التبادل السياحي والتجاري بين البلدين.

ولا يستطيع الزائر إلى تايوان أن يخفي دهشته مما تخفيه من وراء صخبها وبناياتها الشاهقة من طبيعة خلابة، والسطور لا تكفي لاستعراض جميع معالمها، فالدولة التي كانت تعد ميناء تجاريا رئيسيا لدول المنطقة قبل مئات السنين، بدأت تتحول إلى مركز تجاري وصناعي عالمي ومقصد سياحي في آسيا؛ نظراً لما تتمتع به من تضاريس متنوعة فمن السواحل الجميلة وحتى الجبال الأودية التي تكسوها الأشجار والمساحات الخضراء وتنتشر بينها المناطق الزراعة والأنهار الينابيع الحارة.

وعبر مسئولو الشركات السياحية البحرينية عن دهشتهم للطبيعة الخلابة التي تتمتع بها تايوان، والتي عرفت على أنها بلد صناعية تشتهر بالمنتجات عالية الجودة وخصوصاً في مجال الصناعات عالية التقنية مثل شرائح الكمبيوتر وحلول الطاقات البديلة والصناعات المعرفية المختلفة، لكن ما يعرفه الكثير انتشار الكثير من مزارع الخضار والفواكه والرز إلى جانب الأسماك في أنحاء متفرقة من الجزيرة.

«برج تايبيه 101»

تحف معمارية وهندسية

وكانت بداية رحلة الوفد البحريني للاطلاع على المعالم السياحية والاقتصادية والثقافية في تايوان من اليوم الأول، وبعد الوصول مباشرة إلى مطار العاصمة تايبيه، إذ تم التوجه إلى فندق «ذا جراند هوتيل» والذي هو تحفة معمارية على الطراز الصيني حيث كانت تعقد الاجتماعات الرئاسية قبل عشرات السنوات، وبالقرب من الفندق التاريخي يقع برج «تايبيه 101» الشاهق الذي يبلغ ارتفاعه 509.2 م، والذي اعتبر أطول ناطحة سحاب في العالم بين عامي 2004 إلى 2010 قبل أن يتجاوزه برج خليفة في دبي.

وفي برج «تايبيه 101» يستطيع الزائر الاطلاع على الفن الهندسي من خلال كرة الفولاذ العملاقة بزنة 660 طنا، والتي ثبتت أعلى المبنى والتي تجعل البرج الضخم قادرا على تحمل الأعاصير والزلازل.

وفي نفس البرج يقع أحد أشهر المطاعم التايوانية وهو « Din Tai Fung» حيث يتم إعداد وصفات الطبخة الشعبية dumpling التي يشتهر بها هذا المطعم.

مدينة «كاوهسيونغ»

وخلال الرحلة كانت الانطلاقة إلى مدينة كاوهسيونغ التي تبعد عن العاصمة تايبيه نحو 345 كيلومتراً، لكن الرحلة بين المدينتين كانت سريعة ومريحة، وذلك عبر القطار السريع الذي قطع المسافة في مدة لا تتجاوز الساعة والنصف.

وتقع المدينة في الجنوب الغربي من جزيرة تايوان على مضيق تايوان، وهي ثاني أكبر مدينة، إذ تضم ميناء هاما تمر عبره أهم السلع.

ومن أبرز المعالم السياحية في هذه المدينة هي بحيرة اللوتس الهادئة والخلابة، حيث تنمو زهور اللوتس كما تشكل المنطقة فرصة لممارسة الرياضات المائية إلى جانب المطاعم التي توفر خيارات متعددة.

تحويل المستودعات والمصانع إلى أيقونات ثقافية وإبداعية

ومن المشاهد التي تراها في مدينة كاوهسيونغ، كيف تم تحويل الكثير من المصانع والمستودعات القديمة التي تزخر بها المدينة إلى أيقونات وورش فنية وثقافية وإبداعية يظهر فيها التايوانيون شغفهم بالموسيقى والإبداع والابتكار.

وخلال الزيارة، اطلع الوفد على قرية قرع الطبول والتي تعتبر قرية ثقافية متكاملة إلى هذه الثقافة التي تعتبر أيقونة لجزيرة تايوان، إذ تحتوي القرية التي كانت في السابق مصنع للسكر على عدد من الورش التدريبية وقاعات العرض، إذ أتيح للزائرين من البحرين تجربة مهاراتهم في قرع الطبول.

وليس بعيداً عن القرية، تظهر قرى أخرى مشابهة، تحتوي إبداع الشباب والثقافة على مختلف أشكالها، فهناك الكثير من المستودعات التي تحولت إلى مختبرات للتجارب الفكرية والإبداعية في مختلف المجالات الموسيقية والفنية والهندسة والتكنولوجيا.

وتجد مثلا في قرية Pier-2 Art center، كيف يمكن أن ترى المنازل مقلوبة، وتتاح لك أن تدخل منزلا مقلوبا رأساً على عقب، فأنت تمشي على السقف والسرير والسيارة من فوقك في منظر جميل يعكس إبداع الشعب التايواني.

«سكاي ووك» والمشي بين قمم الأشجار

وكان موعد الوفد البحريني في مدينة Taichung حيث الطبيعة الخلابة والمراكز التعليمية في وسط الطبيعية، فهناك يقع Xitou Nature Education Area والذي يوفر منطقة تعليمية تتيح لمختلف الفئات التعرف على الطبيعة التايوانية والأشجار والنباتات.

وفي هذه المنطقة الخلابة، تعانق الأرجل قمم الأشجار، من خلال جسر ينقل الزائر بين أعالي الأشجار وعلى ارتفاع يبلغ نحو 23 متراً، في منظر ساحر، حيث تتاح للزائر الاطلاع على البيئة اللازمة لنمو الأشجار والنباتات الدقيقة التي تحتاج إلى مناخ مناسب لنموها في بيئة مناسبة، لتشكل تجربة فريدة بين المتعة النظرية والتعليم.

وبالقرب من المنتره التعليمي، تقع حديقة الألعاب الشاسعة Lihpaoland والذي شكل أول مشروع BOT في تايوان مع بداية خطة التنمية الوطنية التايوانية وهي 200 هكتار توفر منطقة ترفيهية متعددة إلى جانب منتجع، حيث أتيح للوفد تجربة فريد لسيارات السباق «الكاترنغ» والتي بدأ تشغيلها بصورة تجريبية.

منطقة «بحيرة الشمس والقمر» تجانس فريد في الطبيعة

ومن المناطق السياحية الفريدة في تايوان بحيرة Sun Moon Lake حيث ينتقل الزائر عبر القوارب في المياه العميقة داخل أحد كبرى البحيرات في تايوان إلى الضفة المقابلة، وهناك يوجد التيلفريك الذي ينقلك بين الوديان إلى قرية تراثية وترفيهية كبيرة، حيث يتاح الاطلاع على حياة الشعب التايواني القديمة والفنون الفلوكلورية والعادات والتقاليد القديمة.

وتحتوي قرية Formosan Aboriginal Culture Village على عدد من الفعاليات التي تشمل العروض الموسيقية والفلوكلورية إلى جانب تجربة الألعاب الشعبية التي تشمل التدرب على طرق الصيد القديمة بالسهام وتجربة طرق الطبخ القديمة والتعرف على الأشجار والنمط القديم لبناء المنازل في تايوان وطرق الحياة قبل مئات السنين، كما يشمل القرية على ألعاب وقطارات سريعة للأطفال والكبار.

بحر من الأزهار

وفي مدينة Taichung للسائح إلى تايوان الاطلاع على مجموعة كبيرة من الزهور الخلابة حيث مهرجان الزهور، وكانت المنطقة استخدمت لتحسين الناباتات في حقبة الاحتلال الياباني للجزيرة، قبل أن يواصل السكان في تحسين المنطقة زراعياً، لتتحول إلى مهرجان كبير للزهور تتناغم فيه الأزهار من مختلف الأنواع والألوان.

الجالية الإسلامية والمساجد والأطعمة الحلال

وعلى الرغم من أن عدد المسلمين لا يتجاوز الستين مليون نسمة من حجم السكان البالغ 25 مليوناً، إلا أن مدير مركز الجمعية الإسلامية الصينية في تايبيه حاج اسحق يتحدث لـ «الوسط»، كيف أن الحكومة الصينية قدمت الدعم من أجل تأسيس علامة «الحلال» والمطاعم «الصديقة للمسملين» في تايوان.

ويشرح حاج اسحق كيف أن المركز منح خلال العامين الآخرين 27 شهادة حلال لمطاعم في تايوان في حين منح شهادة «سلام» لنحو 80 مطعما وفندقا، وفي النوع الأخير يكون الطعام حلالاً لكن الملاك أو من يعملون قد يكونون من غير المسملين.

وأوضح اسحق أن هناك مطاعم إيرانية وتركية ومغربية زاولت أعمالها في تايوان مع ازدياد اهتمام الحكومة التايوانية في تنويع حركة السياحة، إذ تعتبر الصين واليابان من أبرز الدول التي تصدر السياحة إلى تايوان.

وبين أن مدير مركز الجمعية الإسلامية الصينية أن السلطات الصينية تقدم للمطاعم التي تحصل على شهادات المركز، دعماً مالياً لشراء أوان تحمل شعار «حلال» لاستخدامها في تقديم الأطعمة للمسلمين والراغبين في الطعام المضمون شرعياً.

وأشار حاج اسحق إلى وجود 7 مساجد حالياً في تايوان في الوقت الذي يجري العمل على تشييد مساجد جديدة.

ارتفاع حركة المسافرين العرب إلى تايوان

من جانبها، تحدثت المسئولة التنفيذية في الشئون الدولية في هيئة السياحة التابعة لوزارة المواصلات والاتصالات التايوانية اليسا كو عن وجود طيران مباشر حالياً من قبل طيران الإمارات، كما تقدم خطوط كاثي باسفيك رحلات من منطقة الخليج إلى تايوان عبر هونغ كونغ.

وأوضحت كو أن خطوط طيران إقليمية وعربية تدرس تسيير رحلات إلى تايبيه، في ظل رغبة البلاد استقطاب السياحة العربية والخليجية إلى الجزيرة، ومن بين هذه الخطوط التي قد تصل رحلاتها على تايوان الخطوط الجوية القطرية.

وأشارت المسئولة أن عدد السياح الذين زاروا تايوان منذ مطلع العام الجاري وحتى شهر سبتمبر/ أيلول بلغ نحو 15 ألف مسافر بنسبة نمو بلغت 6.43 في المئة عن نفس الفترة من العام الماضي.

وفي اليوم الأخيرة من زيارة الوفد، لقاءات ثنائية بين شركات السفر البحرينية والتايوانية والتي تهدف إلى تعزيز التبادل السياحي والتجاري، حيث بلغ التبادل التجاري بين البلدين نحو 430 مليون دينار.

وفي هذا الصدد، قالت مديرة العمليات في شركة «صن شاين» جريس لابتب «هذه الرحلة غيرت تصوري تماماً عن تايوان»؛ فهي كانت تعتقد أن تايوان ليست أكثر من دولة تجارية وصناعية أوحضرية مثل هونغ كونغ، إلا أنها رأت نفسها مخطئة في هذا الانطباع. وأشارت إلى أن شعار تايوان وهو «قلب آسيا» قد يكون معبراً تماماً عن روح هذه الجزيرة.

وأكدت جريس أن الشعب التايواني يتمتع بروح من اللطافة والضيافة، كما لفت نظرها تمتع البلاد بمستوى قوي من البنية التحتية والمواصلات المتطورة، وعبرت عن اعتقادها بأن تايوان قد تكون وجهة سياحية جديدة للسوق البحرينية، إذ تأمل أن يتم العمل قريباً مع وكلاء السفر في تايوان في هذا السياق.

أما مسئول تطوير الأعمال في سفريات كانو حسن السابودي فأشار إلى أن تايوان «بها تضاريس جبلية عدة على أشكال درامية وتتمتع بالينابيع والمنتجعات الساخنة والطبيعة الخلابة، وعاصمة تايوان هي تايبيه في الشمال وتوجد بها أسواق كبيرة ومنها أسواق ليلية وتشتهر أسواقها بالمصوغات الفنية الإمبراطورية الصينية»، وأشار إلى أن الشعب التايواني طيب الأخلاق وحسن التعاون.

لقطة تذكارية لممثلي الشركات البحرينية والتايوانية في ختام جولة المباحثات التجارية
لقطة تذكارية لممثلي الشركات البحرينية والتايوانية في ختام جولة المباحثات التجارية
التيلفريك في بحيرة الشمس والقمر
التيلفريك في بحيرة الشمس والقمر

العدد 5189 - الأحد 20 نوفمبر 2016م الموافق 20 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً