العدد 5190 - الإثنين 21 نوفمبر 2016م الموافق 21 صفر 1438هـ

ترامب... وحسابات الربح والخسارة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب سيكون مُختلفاً بصورة كبيرة عن الرئيس الحالي باراك أوباما وكذلك عن الرؤساء السابقين، ومن المُحتمل جدّاً أنْ يعتمد حسابات الربح والخسارة في تعامله مع مختلف الملفات. وقد وصفه بعض المراقبين بأنّه سيكون transactional، بمعنى أنَّه سيحسب كُلَّ معاملة وإجراءاتها بحسب ما تأتي به من أرباح مباشرة؛ لتعزيز المصالح الأميركيَّة. وهذا يُفسِّر حديثه عن دول الخليج، مثلاً، عندما ذكر أنَّه يجب على هذه الدولة أو تلك أنْ تدفع نصف دخلها لخمسين سنة مقابل ما حصلت عليه من حماية.

ربما أنَّ مثل هذه اللغة كانت تُطرح فقط في الحملة الانتخابيَّة، وأنَّها استُخدمت أيضاً ضِدَّ دول حليفة في الناتو، ودول حليفة أخرى، مثل اليابان وكوريا الجنوبيَّة، لكنَّها جميعها تؤكد طريقة تفكير الشخص الذي سيمسك بالقرار في البيت الأبيض ابتداء من (20 يناير/ كانون الثاني 2017). فهو لن يلقي محاضرات مثل أوباما، ولن يتحدَّث عن القيم والحوار وحقوق الإنسان والديمقراطية والتفاهم والدبلوماسيَّة الذكيَّة، وإنَّما سيتعامل على أُسس مختلفة، تنطلق من مقدار ما سيحصل عليه من أجل تثبيت القوَّة الأميركيَّة، ومصالح أميركا الحيويَّة في المجالات التي سيختارها.

كُلُّ ما يقال حاليّاً مجرد تكهنات؛ لأنَّ واقع الأمر قد يختلف عندما يكون الشخص ممسكاً بصورة فعليَّة بالسلطة. فبالنسبة إلى العراق، مثلاً، كان يكرر - أثناء حملته الانتخابية - أنَّه ضِدَّ دخول أميركا ذلك البلد، وبالتالي فلربما ستكون خطواته باتجاه خفض مشاركة القوات الأميركيَّة هناك. لكنَّه مباشرة بعد إعلان فوزه، فإنَّ عدداً من الأسماء التي اختارها أو التي يُتوقَّع أنْ يختارها تُعتبر من الصقور التي كانت لها مواقف دعمت ما حصل من تدخُّل في العراق. إضافة إلى ذلك، فإنَّ ترامب تحدَّث هاتفيّاً مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وهنأ العراقيين بالانتصارات التي حققوها ضِدَّ تنظيم داعش، مؤكداً دعمه للعراق، وقال: «إنَّكم شركاء أساسيُّون لنا، وستجدون دعماً قويّاً وراسخاً». كما أنّه دعا العبادي إلى زيارة الولايات المتحدة في أقرب وقت بعد مراسم تنصيبه في يناير المقبل.

ترامب يؤيِّد ضمنيّاً ما تقوم به روسيا لدعم النظام السوري، وذلك ضمن توجهه لمواجهة التنظيمات الإرهابيَّة، مثل داعش والنصرة. كما يعتبر الرئيس عبدالفتاح السيسي مفتاحاً لاستقرار مصر، إضافة إلى أنَّ مستشار الأمن القومي المقبل، الجنرال المتقاعد مايكل فلين، معجب بالرئيس المصري وبالدور الذي يقوم به، ولذلك فإنَّ من المتوقع أنْ تتعزَّز العلاقات المصريَّة الأميركيَّة بصورة أقوى بكثير مما حدث في السنوات الأخيرة.

جميع الملفات الأخرى ستخضع لتقييم حول مدى قربها أو بعدها من المصالح الأميركيَّة الحيويَّة، وبالتالي فإنَّنا قد نشهد نمطاً جديداً للرئاسة الأميركيَّة قائماً على حسابات الربح والخسارة المباشرة تجاه مؤشرات وقياسات معلنة، تماماً كما يفعل صاحب الأعمال الذي يمتلك المال الكثير، ويعقد الصفقات من أجل حماية وزيادة ثروته بصورة أساسيَّة، وقبل أي شيء آخر.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 5190 - الإثنين 21 نوفمبر 2016م الموافق 21 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 11:51 م

      يريد ان يحمّل العراق 1.5 ترليون دولار يسميها خسائرهم في العراق ، وهي نتيجة سياسة بلده التي جاءت بصدّم ودعمته ثم دمّرت العراق من أجل الخلاص منه عندما استقوى عوده واراد الاستقلال عن الارادة الامريكية

    • زائر 2 | 11:49 م

      اذا كانت هذه هي القاعدة الأساسية التي سينطلق بها الرئيس ترامب فلا بد انه سوف يركز جل اهتمامه في استنزاف ثروات دول الخليج العربية حتى ان لم يكن ذلك كما صرح به مسبقا في حملته الانتخابية عندما حدد الدفع الملزم من دخلها وكذلك المدة، فقد تكون اقل او اكثر ولكنها حقيقة ستطبق.

    • زائر 1 | 11:48 م

      سمعت كما سمع غيري بعض خطاب هذا المغرور وأقول له ردا على بعض تصريحاته: إن من جلب الظلم والفساد في الدول التي تحدثت عنها كونها فاسدة انما هي امريكا وبريطانيا واضرابهما من الدول التي تدعم انظمة غير شرعية وفاسدة ثم تريد تحميل تبعات الفساد وغيرها من المبرّرات التي ذكرتها على الشعوب لتقول ان على العراق ان يدفع لكم 1.5 ترليون تريد تحميلها العراق فوق التدمير الذي الحتموه به

اقرأ ايضاً