العدد 26 - الثلثاء 01 أكتوبر 2002م الموافق 24 رجب 1423هـ

«البناء الأخضر» يذهب إلى أبعد من كفاءة استهلاك الطاقة

قد لا ينافس أفق بورتلاند سماء مدينة نيويورك غير أن التشابه بين المدينتين يتزايد في الأسلوب المعتمد في التصاميم الأساسية للبناء.

لقد أصبحت بورتلاند ونيويورك مع مدينة أوستين في تكساس رائدتين في موجة «البناء الأخضر» في الولايات المتحدة، وهي حركة تمتد إلى أكثر من مجرد تحسين مستوى الكفاءة في استخدام الطاقة وتحويل كل شيء، من ناطحات السحاب إلى مباني المحاكم في الضواحي إلى أماكن أفضل للعيش والإقامة. وينبغي أن تتناغم التغيرات الجارية تناغما تاما مع البيئة. ويقول رئيس سلطة أبحاث الطاقة والتطوير لنيويورك، كريغ نيلاند: إن المبنى الأول الذي سيشاد مكان المركز العالمي للتجارة سيتضمن آخر مستجدات «التصميم الأخضر»، وإن المعماريين والمهندسين أوضحوا منذ البداية أنهم يريدون إقامة بناية خضراء.

وتم تنظيم الحركة رسميا في العام 1993 بتأسيس «المجلس الأميركي للبناء الأخضر» لتطوير أساليب جديدة للتصميم والإنشاء. وتضمن ذلك تحسين كفاءة الإضاءة واستهلاك الماء والعزل والنوافذ وأجهزة التهوية والمولدات الكهربائية المخصصة لتكييف الهواء والمصاعد وتصميم الحدائق ومواد البناء الجديدة بل وحتى الحد من كمية الرصف في مواقف السيارات. وقدرت الدراسة التي أجرتها جامعة بورتلاند في السنة الماضية أن ولايتي أوريغون وواشنطن وحدهما تستطيعان توفير مئة مليون دولار سنويا بإعادة تجهيز المباني القديمة وضم تصاميم «خضراء» إلى الإنشاءات الجديدة. إن التكاليف الإضافية التي ستنجم عن ذلك صغيرة نسبيا إلا أن المردود المحتمل كبير جدا، حسب الأستاذ في جمعية أوريغون، بوب دوبليت، الذي ترأس الدراسة عندما كان يعمل في جامعة بورتلاند.

ويقول مفوض مدينة بورتلاند دان سالتزمان وهو مهندس بيئي: ميزة مدينتنا أننا نملك أكبر عدد من الأبنية المنجزة والمنوي بناؤها والتي تتطابق مع مقاييس البناء الأخضر أكثر مما هو موجود في أي مدينة أخرى.

والأبنية المعاد تجهيزها تتزعم أيضا قائمة الأبنية الخضراء. فقد كان مبنى «رجين فولم للرأسمال الطبيعي»، وهو مخزن قديم يجري ترميمه شمال غربي بورتلاند، أول مشروع ترميم في الولايات المتحدة يحصل على اللوحة التذكارية الذهبية من المجلس الأميركي للبناء الأخضر. وقد وضع المجلس برنامجا يدعى ج والمجلس يصنف الأبنية على غرار تصنيف الابطال الأولمبيين. ويبدأ التصنيف باللوحة الفضية ثم الذهبية وتمنح لوحة من البلاتين لما تعتبره الأفضل. وكانت بورتلاند أول مدينة تتبنى مقاييس ج. غير أن اوستين كانت قد بدأت تصنيف الأبنية في الثمانينات عندما شاركت في وضع تصنيف «نجمة الطاقة» التي تمنح لأفضل وسيلة للمحافظة على الطاقة.

ولاحقا تخلت مدينة أوستين عن نجمة الطاقة وذلك - حسب مدير مشاريع برنامج البناء الأخضر لأوستين، مارك ريتشموند - وتبنت نموذج ج في تصنيف التصاميم الواسعة التي تشمل كل شيء داخل الأبنية وخارجها، ومن الأرضيات المدورة إلى الرصيف. وحتى القوة الإنتاجية للعاملين في المباني تؤخذ في الاعتبار في تصنيف الأبنية الخضراء وذلك لأن الاضاءة والهندسة المعمارية والمواد المستعملة في البناء تسهم في جعل مكان العمل صحيا، حسب ريتشموند.

خدمة «أ.ب

العدد 26 - الثلثاء 01 أكتوبر 2002م الموافق 24 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً