العدد 5196 - الأحد 27 نوفمبر 2016م الموافق 27 صفر 1438هـ

الطفل والطب «البديل»

د. محمد سعيد العطار -دكتوراه في الطب البديل 

27 نوفمبر 2016

تحظى مناهج الطب «البديل» المختلفة بإهتمام شعبي خاص وتتنوع الإعتقادات والممارسات المنتسبة له –زوراً وبهتاناً في بعض الأحيان- لتقدم وصفات سريرية لكل الحالات المرضية طمعاً بالشفاء أو للأصحاء أملاً بحفظ الصحة والسلامة؛ وحيث أن الأطفال من الفئات الضعيفة مناعةً فإنهم معرضون أكثر من غيرهم للأمراض كافة، وهو ما يترافق مع قلق الأمهات على سلامة أبنائهن والذي يؤدي بطبيعية الحال لتعرض الأطفال لوصفات «الطب البديل» أكثر من غيرهم ودون إرادةٍ منهم؛ من المهم أن تنتبه الأمهات لما يأتي:

التأكد من صحة المعلومات والارشادات:

المعلومات الطبية لا تُؤخذ من شبكات التواصل الاجتماعي ولا من مواقع الانترنت الحرة والتي يكتب فيها من يشاء، ما يشاء والتي قد تكون مجرد ادعاء باطل –وهو كثير- بالنسبة لما يُنسب للطب البديل، تأكدي من أنها معلومات «مبنية على البراهين» ثبتت فائدتها والأهم خلوها من الضرر.

التأكد من موافقة المعلومات الطبية لحالة الطفل:

كثيراً ما يتعرض الأطفال لأضرار دائمة نتيجة تأخر العلاج اللازم بناءً على «أمل» الوالدين بزوال المرض بمعالجات منزلية –قد تكون صحيحة لبعض الحالات-؛ فمثلاً يعاني أكثر من نصف حديثي الولادة من اليرقان (ارتفاع البيليروبين) خلال الأسبوع الأول، وتُقدم له عدة توصيات مقتبسة من الطب «البديل» وعلى الرغم من احتمال صحتها، إلا أن تأخر علاج اليرقان المرضي يسبب رسوب البيليروبين في الدماغ وينتج عن اصابة الطفل بعاهات دائمة مثل الصرع. تأكدي من موافقة المعلومات الطبية للتشخيص الطبي لحالة طفلك؛ وتجنبي التوصيات العلاجية في الأمراض الطارئة أو حين بروز علامات مرضية جديدة.

إعلام الطبيب بالممارسات الطبية الجانبية:

تقدم الكثير من الأمهات علاجات جانبية إضافة للأدوية الموصوفة من قبل الطبيب؛ وتذكر الدراسات أن أكثر من نصف الأمهات لا يخبرن الطبيب بهذه العلاجات الجانبية والتي قد تشكل خطراً أما بالتداخل مع الدواء الذي يصفه الطبيب أو إخفاء بعض العلامات السريرية اللازمة للتشخيص الصحيح عنه –مثل الأعشاب التي تخفض الحمى-؛ تأكدي من إخبار الطبيب بكل الممارسات الطبية التي يحصل عليها طفلك.

تجنب التوصيات العلاجية غير الضرورية قدر الإمكان:

جسم الطفل لطيف ضعيف، لا يحتمل الكثير من العلاجات ومنها الأعشاب الطبية الآمنة لدى البالغين؛ ولهذا يوصي الأطباء منذ القدم بتجنب العلاج غير الضروري قدر الإمكان لتتاح فرصة المقاومة الطبيعية لجسم الطفل والذي يجعل منه أقوى في مواجهة الأمراض لاحقاً.

العدد 5196 - الأحد 27 نوفمبر 2016م الموافق 27 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً