العدد 5200 - الخميس 01 ديسمبر 2016م الموافق 01 ربيع الاول 1438هـ

رياضيُّون منكوبون

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من بين الحوادث والفواجع والحروب التي يعيشها العالم كل يوم، شهد هذا الأسبوع، حادث سقوط الطائرة البرازيلية التي كانت تقلُّ فريقاً رياضيّاً، قرب مدينة مديين في كولومبيا، ما أسفر عن مقتل معظم ركابها البالغ عددهم 81 شخصاً.

الفريق كان في طريقه لأداء مباراة الذهاب للدور النهائي لبطولة كأس أميركا الجنوبية، لكنه انضم إلى قائمة طويلة من الفرق الرياضية التي واجهت حوادث مفجعة مماثلة. وتوقفتُ متأملاً تواريخ سقوط الطائرات «الرياضية»، حيث تتوزّع زمنيّاً وجغرافيّاً، بمعدل حادثةٍ كل عشر سنوات، بصورة تقريبية.

كانت أولى هذه الرحلات المنكوبة سقوط طائرة كانت تقلُّ فريقاً إيطاليّاً، العام 1949، في منطقة جبلية، قرب مدينة تورينو، ما أسفر عن مقتل 31 شخصاً.

وفي 1958، سقطت طائرةٌ تقلُّ فريقاً بريطانيّاً، إلى جانب صحافيين ومشجعين، بسبب عاصفة كانت تهبُّ أثناء هبوطها في مطار ميونيخ بألمانيا، وأودى الحادث بحياة 23 من مجموع 44 راكباً.

في 1969، سقطت طائرة تقلُّ فريقاً بوليفيّاً، فوق مدينة فيلوكو بجبال الانديز، وأودى بحياة 74 فرداً، بينهم لاعبون وإداريون. وبعد ثلاثة أعوام شهدت جبال الانديز حادثة أخرى، بسقوط طائرة أوروغوانية تقل 45 مسافراً في طريقهم إلى تشيلي، بينهم لاعبو فريق رجبي، ونجا ثلثهم تقريباً (16 شخصاً) بأعجوبة، حيث قضوا ثلاثة أيام فوق الجبال في أجواء باردة، حتى تم إنقاذهم. وهي قصةٌ مثيرةٌ تصلح لأن تكون مادةً لفيلم إثارة، من شأنه أن يجتذب ملايين المشاهدين.

في 1987، سقطت طائرة بيروفية كانت تقلُّ فريقاً رياضيّاً، في طريق عودته من إحدى المباريات، ولم يقع الحادث هذه المرة فوق قمم الجبال الشاهقة، وإنما سقطت الطائرة في مياه المحيط الهادئ العميقة، حيث أودى الحادث بحياة 43 راكباً، ولم ينجُ منهم غير قائد الطائرة، وهي قصة لا تقل إثارةً وغرابةً عن الحادثة السابقة.

خمسة حوادث خلال نصف قرن، بمعدل حادثة كل عقد، اثنتان منها في أوروبا، وثلاث في القارة الأميركية الجنوبية، أما الحادثة السادسة فكان مسرحها المحيط الأطلسي، في العام 1993، حيث سقطت طائرة بالفريق الزامبي، وكان في طريقه لمواجهة الفريق السنغالي في العاصمة دكار. والفريق المنكوب الذي كان يطمح إلى التأهل لمونديال أميركا 1994، ساقته الأقدار إلى حتفه غرقاً في مياه الأطلسي.

الحادث المفجع الأخير في سلسلة الكوارث الرياضية، الذي وقع هذا الأسبوع الإثنين (28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016)، أودى بحياة 71، بينهم 20 صحافيّاً رياضيّاً، أحدهم معلقٌ رياضي مشهور، كان لاعباً دوليّاً سابقاً. ربما شارك في مئات المباريات المحلية والدولية، وكتب وعلّق على الكثير منها، ولم يكن يعلم أن تكون نهاية حياته في كارثة جوية مع فريق رياضي برازيلي، وأن تُورِد وكالات الأنباء اسمه ضمن قائمة الضحايا الرياضيين.

في هذه الحادثة، كان من بين الناجين 6 صحافيين، أحدهم معلق رياضي بإحدى الإذاعات، لا ندري التفاصيل عن كيفية نجاته. لكن مذيعاً محظوظاً آخر كتبت له النجاة؛ لأنه كان من ضمن أربعة ركاب تأخّروا عن اللحاق بالرحلة في الوقت المحدّد، فكُتبت لهم ولادة جديدة.

وصدق الله، مسبّب الأسباب، وموزّع الأرزاق: «وما تدري نفسٌ مَّاذا تكسب غداً، وما تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت» (لقمان:34).

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 5200 - الخميس 01 ديسمبر 2016م الموافق 01 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 5:52 ص

      هناك تنبؤات منذ 2015 و استمرت ل 2016 بسقوط طائرة تحمل فريق كرة القدم تسقط و تحترق و مع هذا الحدث الكبير الرهيب و المحزن و المؤلم س يتزامن مع أحداث مروعة في الوطن العربي و تطور في ساحات القتال و رحيل زعماء عرب ...

    • زائر 2 | 4:33 ص

      كارثة محزنة... لكن الجميل ان الفريق الاخر حضر جمهوره الملعب رغم الغاء المباراة طبعا وقام بانشاد اناشيد الفريق البرازيلي.

اقرأ ايضاً