العدد 5201 - الجمعة 02 ديسمبر 2016م الموافق 02 ربيع الاول 1438هـ

فرار الآلاف من جنوب السودان مع اقترابه من «الإبادة الجماعية»

أعضاء من مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يجرون مقابلات مع مدنيين نازحين في مخيم بجوبا - AFP
أعضاء من مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يجرون مقابلات مع مدنيين نازحين في مخيم بجوبا - AFP

كاروكوات (الكونغو الديمقراطية) - رويترز 

02 ديسمبر 2016

قالت تشاريتي ماندولو إن عمليات الإعدام بدأت بعد قليل من وصول جنود الحكومة -نحو 100 غالبيتهم من عرق الدنكا الذي ينتمي إليه رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت- إلى بلدتها توري بايام.

وأضافت وبدا عليها الإجهاد مما قالت إنه سير لمدة أسبوع وسط الأدغال وعبر الحدود الجنوبية إلى الأمان النسبي في جمهورية الكونغو الديمقراطية «بدأوا طلب أشياء. وإذا لم تعطهم إياها يقتلونك».

ولم يتسن التحقق على نحو مستقل من رواية ماندولو وروايات بعض الأشخاص من بين 64 ألف شخص آخرين فروا من جنوب السودان إلى شمال شرق الكونغو المعزول.

وتقول حكومة جنوب السودان التي تخوض حرباً أهلية ضد متمردين يقودهم النائب السابق للرئيس السابق ريك مشار منذ 3 أعوام إنها لا تستهدف سوى المتمردين الذين يقولون بدورهم إنهم يهاجمون الجيش فحسب.

لكن روايات اللاجئين وتقريراً حقوقياً من الإقليم الاستوائي الذي يعزل القتال كثيراً من مناطقه تشير إلى أن الجانبين يستهدفان المدنيين على أساس عرقي ما يزيد من أهمية تحذير للأمم المتحدة من أن إبادة جماعية في طور التشكل.

وقالت ماندولو التي تتخذ مأوى لها في قرية كاروكوات الكونغولية إنه من بين أوائل القتلى في توري بايام امرأة وتاجر محلي اتهمهما الجنود بالتعاون مع متمردي «الجبهة الشعبية لتحرير السودان- جناح المعارضة» التابع لمشار.

وأضافت وهي تحمل رضيعها الذي لم يتجاوز عمره 9 أشهر في حين تشبث طفل آخر بالذراع الأخرى «قالوا (الجنود) إن سكان الإقليم الاستوائي متمردون. بل بدأوا البحث عن المدنيين في الأدغال وبدأوا في قتلهم».

وخلفت ماندولو وراءها ابنا عمره 10 سنوات كان في منزل خالتها عندما بدأ القتال. وكان زوجها في العاصمة جوبا في ذلك الوقت. وليس لديها أخبار عن أيهما.

وفر أكثر من مليون شخص من جنوب السودان منذ اندلاع الصراع في ديسمبر/ كانون الأول 2013 بعدما أقال سلفاكير نائبه مشار في أكبر نزوح جماعي في أي صراع في وسط إفريقيا منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.

ويعبر يومياً ما يربو على 4 آلاف شخص إلى أوغندا حيث يؤوي مخيم بيديبيدي للاجئين المفتوح منذ أغسطس/ آب أكثر من 188 ألف شخص حالياً. ووصل 36600 لاجئ آخر إلى إثيوبيا منذ مطلع سبتمبر/ أيلول وفر أكثر من 57 ألفا إلى الكونغو هذا العام.

ويضع القتال في الغالب أبناء قبيلة الدنكا المهيمنة التي ينتمي إليها سلفاكير وتضم ثلث السكان تقريباً في مواجهة قبلة النوير التي ينحدر منها مشار.

لكن مع امتداد القتال إلى الولايات الحدودية الجنوبية انضمت إليه عشرات من الجماعات العرقية الأخرى التي كانت تاريخياً في صراع مع الدنكا.

وحذر مستشار الأمم المتحدة الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية، أداما ديينغ مجلس الأمن هذا الشهر من أن العنف يوفر «تربة خصبة» لعملية إبادة جماعية. وفي كاروكوات التي تؤوي مئات اللاجئين تحدث فيرانا لافيرك (23 عاما) عما وقع عقب اشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين عندما عاد جنود غاضبون إلى قريته وهاجموا المدنيين.

وقال لوكالة «رويترز»: «عادوا وبدأوا طعن الناس والاستيلاء على الممتلكات. فتيات المدارس اغتصبن... لا يوجد أمن مناسب... كل شيء دمر. الناس قتلوا كالحيوانات». وقالت رئيسة لجنة الأمم المتحدة بشأن حقوق الإنسان في جنوب السودان في بيان أمس الأول الخميس (1 ديسمبر/ كانون الأول 2016) إن عمليات تطهير عرقي تحدث بالفعل في بعض مناطق البلاد حيث الوضع ممهد لتكرار الإبادة الجماعية التي حدثت في رواندا.

وأضافت ياسمين سوكا في البيان الذي صدر في ختام زيارة استمرت 10 أيام «توجد بالفعل عملية تطهير عرقي منتظمة تجري في عدة مناطق بجنوب السودان يستخدم فيها التجويع والاغتصاب الجماعي وحرق القرى».

وردا على ذلك قال سلفاكير: «لا يحدث شيء من هذا في جنوب السودان. لا يوجد تطهير عرقي».

العدد 5201 - الجمعة 02 ديسمبر 2016م الموافق 02 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً