(كلمة بمناسبة اليوم الدولي للمتطوعين الموافق 5 ديسمبر/ كانون الأول العام 2016).

يعمل المتطوعون بلا كلل من أجل رسم مستقبل أفضل للجميع. وهم يسهمون في الرفاه الوطني، ويظهرون التضامن العالمي في أوقات الأزمة. ونحن نرى هذا يتجسد على صعيد العمل في جميع أرجاء العالم، وبالأخص خلال السنة الماضية حيث وفر المتطوعون المأوى والدعم الواسع النطاق للملايين من اللاجئين الذين أرغمتهم النزاعات المسلحة والاضطهاد على الخروج من ديارهم.

ويساعد المتطوعون على القضاء على الفقر والحد من آثار الكوارث. ففي هايتي، رأينا جهود آلاف من المتطوعين أثناء الفيضانات التي وقعت في الآونة الأخيرة، وهم يساعدون في إعادة بناء المجتمعات المدمَّرة. وفي سريلانكا، كان للمتطوعين فضلٌ كبير في تحقيق الإنجاز العظيم المتمثل في القضاء على الملاريا. أمَّا في مالي وكولومبيا فإن متطوعي الأمم المتحدة من بين العاملين على تحقيق السلام.

ويتيح العمل التطوعي لأشد الناس تهميشاً في المجتمع فرصةً للمشاركة في عملية صنع القرار. وفي مقدور المتطوعين المساهمة بأصواتهم في رسم معالم المحادثات ووضع المعايير الاجتماعية موضعَ التساؤل وترسيخ القيم العزيزة علينا جميعاً. وللمتطوعين أهمية حاسمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وإنِّي أعرب عن عميق امتناني لما يزيد على 6700 من متطوّعي الأمم المتحدة، و12000 من متطوّعي الأمم المتحدة العاملين على الإنترنت، ولبليون شخص من المتطوعين المجتمعيين في جميع أرجاء العالم. فأنتم جميعاً تؤدون دوراً مفيداً لمستقبل الناس والكوكب. ويمكن أن يكون التزامكم وحماسكم مصدر إلهام لنا جميعاً.

وبمناسبة هذا اليوم الدولي للمتطوعين، دعونا نعترف بالفضل الكبير الذي ندين بهم للمتطوعين في العالم. ولنشُدَّ أَزر المتطوعين وهم يمدّون يد العون للآخرين، وذلك بالإشادة بروح المواطنة العالمية التي يتحلّون بها وبالتزامهم برسم مستقبل ينعم فيه الجميع بالسلام والرخاء والكرامة.