العدد 5205 - الثلثاء 06 ديسمبر 2016م الموافق 06 ربيع الاول 1438هـ

فخرو: الوحدة الخليجيَّة «وجوديَّة» وليست «ظرفيَّة»

شارحاً أهميَّة إدخال اليمن والعراق وإدماج إيران اقتصاديّاً

المفكر علي فخرو متحدثاً حول الوحدة الخليجية
المفكر علي فخرو متحدثاً حول الوحدة الخليجية

أثار المفكر البحريني علي محمد فخرو العديد من التساؤلات حول الوحدة الخليجية، لكنه ساق الإجابات التي تحمل بُعدًا عميقًا في شأن الأبعاد القومية والاستراتيجية للوحدة الخليجية.

ففي المحاضرة التي ألقاها فخرو مساء أمس الأول الإثنين (5 ديسمبر/ كانون الأول 2016) بمقر التجمع القومي في منطقة الزنج، تساءل: «عن أي وحدة نتحدث؟ هل عن وحدة جزئيَّة ثم تتحوَّل إلى سداسيَّة؟ أم أنَّنا نقول إما سداسيَّة أو لا نريد!»، ليقدم رؤيته في هذا المسار بقوله: «إن أي وحدة تقوم بين أي قطرين يجب أن نقف معها ونؤيدها، فالوحدة يجب أن تعلو فوق كل الإيديولوجيا وكل التمنيات، ذلك أنَّ الوحدة الجزئيَّة لن تكون على حساب الوحدة القوميَّة»، ولهذا تساءل أيضًا: «إذا كانت سلطنة عمان لا تريد أن تكون جزءًا من الاتحاد الخليجي على الأقل في المرحلة الحاليَّة، فهل نوقف الوحدة بسبب رفض عمان؟».

العراق واليمن وما حدث!

والصحيح، كما أفاد فخرو هو أنْ ندخل في اتحاد، ومن خلال هذا الاتحاد نضع حلولاً للتحفظات، وكما أكرر دائمًا أنَّ وحدة مجلس التعاون وجوديَّة وليست ظرفيَّة مرتبطة بالظروف وما حولنا، وقد كنا نقول إن العراق واليمن يجب أن يدخلا الاتحاد، فلو كان اليمن جزءًا من الوحدة في داخل مجلس التعاون لما حدث ما يحدث اليوم، لكنها أبعدت؛ لأنها دولة فقيرة، ولديها مشاكل وكأننا ليس لدينا مشاكل! وينطبق ذلك على العراق، حيث قالوا إنها جمهورية ولدينا أنظمة حكم غير جمهورية، وهذا أيضًا غير صحيح، يجب ألا نسمح بأي اختلافات تعلو على الوحدة التي ننشدها.

هزيمة سبعة جيوش

ولأهميَّة الورقة التي قدمها فخرو، تجدر الإشارة إلى أنَّ مدير اللقاء محمود القصاب، مهَّد لها بالقول: «إن موضوع الاتحاد الخليجي والأبعاد القومية والاستراتيجية موضوعٌ مُهمٌّ للغاية، فبعد ضياع فلسطين وقيام الكيان الصهيوني على أرضها، شاعت في مجتمعنا العربي حكاية مفادها أن فتى سأل والده كيف انهزم العرب وهم يحاربون الصهيونية بسبعة جيوش؟ فأجاب الوالد على الفور: انهزموا لأنهم قاتلوا بسبعة جيوش، ومفاد هذه الرواية يعكس أهمية الوحدة العربية كفكرة وكرابطة ثقافية وحضارية وعقائدية أيضًا قد جمعت العرب في الماضي وباتت اليوم أمرًا مهمًّا وضروريًّا لمواجهة التحديات الحاضرة، وصارت شرطًا لازمًا للنهوض في المستقبل، وليس للعرب مستقبل على ما يبدو دون وحدتهم، ولو جاء الراوي في زمننا زمن النكبات والأزمات لصعق من هول الكارثة! فالجيوش السبعة تضاعفت ثلاث مرات وتجاوزت العشرين، وهم لا يحاربون العدو بل يحاربون بعضهم بعضاً... في اليمن وسورية والعراق، وفي الكثير من الدول العربية.

شروط الاتحاد: الديمقراطية

وسط هذا المشهد العربي المرعب، تتوالى دعوات تطالب بالوحدة الخليجيَّة، بعد أن داهمت الأخطار والتحديات هذه الدول وصارت التدخُّلات الخارجية تهدد وحدتها وسلامتها وأمنها، ومن هذا المنطلق وضمن هذه الرؤية نحن مع الاتحاد الخليجي، لكن للاتحاد كما نعتقد شروطًا، وفي المقدمة منها الديمقراطية والمشاركة في القرار، وهذه مسائل يجب أن نبحثها ونتوقف أمامها، فنحن لسنا ضد الوحدة، بل نرى فيها خلاصًا لهذه الأمة، وهذا ما سيطرحه المفكر فخرو.

جزء من الفكر السياسي

وعودًا إلى ورقة فخرو، تناول التجارب التي مرَّت بها الأمَّة العربية من محاولة الوحدة المصرية السورية، المصرية السورية العراقية، المصرية الليبية، المصرية السودانية، وكل تلك المحاولات تحققت أم لم تتحقق تدلُّ على أننا كنا ولانزال نعيش الموضوع، ثم أنَّ الوحدة جزء من الفكر السياسي، والوحدة اليوم جزء لا يتجزأ من الفكر السياسي العربي، فلا تقرأ كتابًا عن الفكر السياسي القومي العربي إلا وتقرأ فيه الوحدة العربية مغروسة، والمشروع النهضوي الذي نشر منذ بضع سنين يتكون من النقطة الأولى الأساسية هي قضية الوحدة العربية، ثم يجب ألا ننسى أن الإسلام السياسي كان في الماضي ينظر بخوف وقلق إلى الوحدة، واليوم - حتى الإسلام السياسي - أصبحت الوحدة جزءًا من عقيدته، ليس في صلبها، لكن ينظر بتعاطف واعتقاد أن الوحدة العربية ضرورية، كما أنها جزء من الحماية للوجود العربي.

وزاد فخرو قوله: «الوجود الصهيوني لا يمكن دحره من أي قطر من الأقطار العربية، فقد حاولت وعجزت، وهو كيان مدجج بكل الإمكانيات؛ لإسقاط أي محاولة لدحره من فلسطين المحتلة».

وماذا عن الاتحاد الخليجي؟

على مستوى مجلس التعاون، أفاد فخرو أن أسباب قيام الوحدة هي ذاتها الأسباب التي وجدت على الأرض العربية، سواء التاريخية، أو مبررات الفكر السياسي، ومبررات النهضة، وحماية الأمة من الأخطار الرهيبة التي تحيط بنا من كل جهة، ونحن لا نريد أن نشكك أنفسنا، لافتًا إلى ملتقى الاتحاد الخليجي الذي نظمه تجمع الوحدة الوطنية مؤخرًا، حيث كان يركز العديد على الجوانب الأمنية التي تستدعي الوحدة، وأنا كان تعليقي: «لنفرض أن الجوانب الأمنية ليست موجودة، وليست هناك أية أخطار، فهل هذا يعني أن الوحدة ليست مهمة؟».

وأوضح أن قيام صناعة وتنمية مستدامة، وتغييرات وتجديدات سياسية، وأمور كثيرة ستنتج عن الوحدة، فأنت لن تدخل في قلب حضارة هذا العالم إلا من خلال الوحدة، ولا يوجد قطر أكبر من القطر المصري الذي تعداد سكانه حوالي 90 مليوناً، لكنه لم يتمكن من حماية نفسه من الأخطار ولم يقف على رجله اقتصاديًّا ولا سياسيًّا ولا أمنيًّا حتى في أيام زخمه الكبير أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ومن يقول إن الوحدة العربية مبنية على أحلام وردية ورومانسية، فهذا غير صحيح؛ لأن الواقع يفرض هذه الوحدة، ورغبة العرب في ألا يخرجوا من التاريخ تدفع في اتجاه الوحدة؛ لأنها ستعيدهم إلى المسيرة الإنسانيَّة التي خرجوا منها مؤخرًا.

وحدة ضمن المشروع الكبير

في هذه المنطقة، لدينا كل تلك العوامل، يسترسل فخرو، فلدينا الترابط العرقي، ولا يمكن إسقاطه من الحساب، وليست لدينا عائلة إلا ولديها أقارب في دول الخليج، والآن يهمنا جدًّا من البداية نحن كأناس مؤمنين بقوميتنا أن هذه الوحدة عندما ننشدها فإننا ننشدها ضمن ذلك المشروع الكبير، وهو الوحدة العربية، فإذا تمت هنا فهي مقومة ومقوية لذلك التوجه الوحدوي العروبي التام الشامل، وأية محاولة لفصل هذه الوحدة عن تلك الوحدة فهي محاولة للعودة إلى الوراء.

السيادة حينما «تُمس»!

وتساءل فخرو مجددًا: «عن أي نوعية، في الخمسينات كنا نقول بوحدة اندماجية، أما اليوم، فالإنسان العربي يقبل بأي نوع من الوحدة؛ كونها ستكون أفضل من الوضع الحالي الممزق: كونفيدرالي... فيدرالي... مشابه لأوروبا... هذه ليست عقبة أمام الإيمان والعمل لهذه الوحدة، إلا أنَّ هناك من يقول إن دعوات الوحدة قضية مستعجلة؛ لأن الأخطار كبيرة، وبالتالي لابد من الاستعجال! لكن لدينا مشاكل وهي مشكلة السيادة التي تتمسك بها دول المجلس كلها بدون استثناء بدليل أنه عندما تمس (السيادة) ولو ذرة واحدة لأي قطر من تلك الأقطار الست الخليجية تراهم يخرجون عن الوحدة! ومشكلة السيادة قد تجعل من سرعة الوحدة هذه بالضرورة أن تكون (بطيئة)، وتأخذ في الاعتبار الحساسيَّات، ثم هناك مخاوف من بعض الجماعات في داخل هذه الدولة أو تلك، فهل ستكون على حسابنا وعلى حساب الحرية السياسية والمدنية، كلها مخاوف موجودة ويجب أن توجد لها علاجات، وألا نسمح لهذه المخاوف».

اقتصاد واحد لا اختلاف فيه

ويشدد فخرو على وجوب الإصرار على الجانب الاقتصادي، فلا يكفي ما تمَّ حتى الآن ونصرُّ على أن اقتصاد دول مجلس التعاون أو الدولة الجديدة، إن قامت، يجب أن يكون اقتصادًا واحدًا لا اختلاف بينه، ففي اوروبا إذا دخلت دولة ضعيفة فإن الأوربيين يدفعون مساعدات من أجل أن يصل مستواها الاقتصادي إلى المستوى العام، ولا يدفعون للدولة بل يدفعون لمناطق في الدولة، ودائمًا أذكر ألمانيا التي كانت لديها مشاكل اقتصادية ودفع الاتحاد الأوروبي مساعدات دون أن يقول إن ألمانيا غنية بل يقول إن من حق تلك المنطقة أن تحصل على مساعدات.

وذهب إلى مثال في مسيرة مجلس التعاون بقوله: «أخذنا أكثر من 25 سنة حتى نقرر الوحدة الجمركية وهي ليست كاملة حتى الآن، بسبب أن مدينة واحدة تعترض؛ لأن مصالحها قد تتأثر بالوحدة الخليجية، وكذلك الوحدة النقدية، حيث نرى أن الموضوع بدأ يتوقف، وكنا نعتقد أن يكون هناك صندوق مشترك لمساعدات الجهات الضعيفة، وهذا لم يتحقق، بل أكثر من ذلك، هناك اختلافات حقيقية حول دور الاقتصاد، فهناك من يرى منطق السوق ونظام السوق الحر الكامل، وهناك دول تعتقد أنَّ دولة الرعاية الاجتماعية يجب أن تبقى حتى لا تنفلت الأمور، لكن هذا هدف فرعي يجب أن نستمرَّ على العمل من أجله وندفع به دفعًا إلى الأمام.

أمثلة للتعليم والصحة والعمل

وتحدث فخرو عن بعض الخدمات، كالتعليم والصحة والوظائف، فقال: «في عقد الثمانينات طرحنا موضوع توحيد مناهج التعليم كلها عدا التاريخ، فما هي المشكلة أن يكون منهج الكيمياء أو الفيزياء أو العلوم الاجتماعية أو اللغة الانجليزية أو العربية مناهج واحدة؟ ليس هناك عائق سوى (البلادات والسخافات)! ثم حاولنا وبدأت خطوات ثم حدث تراجع، وأعتقد أن طلبة دول مجلس التعاون بمناهج تعليم واحدة سيحصلون على عقلية موحدة أو شبه موحدة تقبل بالوحدة».

أما في شأن الرعاية الطبية، فقد قال فخرو: «إن العلاج يلزم أن يكون في كل دول مجلس التعاون مفتوحًا للجميع، حتى يتذوق المواطن لذة الوحدة، دع المتردد يرى أنه إن لم يحصل على علاج في المنامة سيحصل عليه في دبي دون أن يذهب إلى انجلترا أو ألمانيا ودون أن يخسر».

وعن قطاع العمل تساءل: «متى نرى حكومات دول مجلس التعاون حين تعلن وظيفة تفتحها لجميع دول مجلس التعاون، ويؤخذ الأفضل دون إعطاء هذا أو ذاك جانب أفضلية على اعتماد مفاضلة خليجية سواء للحكومة والقطاع الخاص؟».

هنا... مربط الفرس

«دعونا نكون صريحين في الحديث عن مربط الفرس»، كما يعبر فخرو بالدخول في منطقة غاية في الدقة، حينما لفت إلى أن هناك أنظمة حكم، لكن هل من الممكن قيام وحدة بأنظمة حكم مختلفة تركز على الداخل وتترك الأشياء المشتركة؟ ولهذا أتساءل: «ما الذي يمنع مؤسسات المجتمع المدني في أن تنشئ وحدات موحدة، وليس تنسيقًا فقط، بل موحدة... نقابة واحدة لهذه المهنة... وجمعيات سياسية متعاونة... أو واجهات سياسية يمكن أن تنتمي إلى بعضها بعضاً، ثم نأتي إلى مربط الفرس، وهو السياسة الخارجية الواحدة، فلا يمكن أن تقوم وحدة في حال عدم وجود سياسة خارجية واحدة... لا تستطيع القول بأن تقوم دولة واحدة وحدوية دون سياسة خارجية؛ لأنها يجب أن تعرف الأعداء، وهناك خلاف حول من هم الأعداء؟ وهناك من يعتبر الوجود الصهيوني غير عدو، منوهًا إلى كلام مسئول خليجي في إحدى الدول حين تحدث قائلًا: «أنتم العرب لديكم 22 دولة تستكثرون على الصهاينة أن تكون لهم دولة؟»، وعلق فخرو على الاقتباس: «هذا يعني أن حتى تعريف الأعداء ليس لدينا مفهوم واحد... ثم هل أميركا صديقة أم عدو أم في الوسط... هل لدينا أخوَّة مع إيران أم لا... البعض يعتبر إيران ليست مسلمة أصلًا... تركيا عدها كما تشاء، ولهذا فإن المجلس يضعف بسبب اختلاف السياسات، حتى أن بعض الدول تدعم مجموعات بالمال والسياسة.

هل يحسم الموضوع؟

ويؤمن فخرو بأنه إذا لم يحسم موضوع السياسات في داخل مجلس التعاون، فإننا بذلك نتكلم عن وحدة غير موجودة، وإذا أردنا وحدة دول المجلس، لنأخذ أوروبا... فالسلطة الاتحادية في بروكسل لديها أسنان وقدرات وتطرح مشاريع ولديها القدرة على معاقبة من يكسر القوانين المشتركة، وفي مجلس التعاون، فإنَّ الأمانة العامة ليست قوية، وليست لديها أياد وأسنان تشتغل بها، ذاكرًا أنه حين يتم تعيين وزير متخصص في قضية التعاون يتواجد في الرياض وينسق الأمور مع الوزارات في الخليج، سأقول إن هناك رغبة حقيقية في الاتحاد، وأدرج في ذلك أيضًا (رؤساء الوزارات)، فالحديث عن مبادئ وأهداف عامة سهل لكن التطبيق لابد أن يتم على مستوى رئاسات الوزراء في المنطقة، ولا يمكن إبعادهم.

هناك نقطتان أساسيتان!

الأولى: إيران، فهي دولة مترامية ولها مطامعها السياسية ولها اقتصادها وقدراتها النووية، ومصالحها قد تصطدم مع الضفة الأخرى وهي الخليج، فلا يمكن لهذه الاحتكاكات بين ضفتي الخليج أن تتوقف إلا إذا وجد تكافؤ ندِّي، ولا يوجد تكافؤ... اقتصاديًّا وسياسيًّا وعسكريًّا، وأتكلم عن الندية وليس عن الخصام والتصادم، وأتكلم عن وحدة مجلس التعاون بضم العراق واليمن، وبهذا سيكون لدينا ثمانين مليون نسمة مقابل 80 مليون... أرض واسعة مقابل أرض واسعة... اقتصاد كبير مقابل اقتصاد كبير، لكنه عبر عن إيمانه بأن جمهورية إيران الإسلامية يجب أن تُدمج اقتصاديًّا في دول مجلس التعاون؛ لأن بناء المصالح الاقتصادية سيؤدي إلى تحقيق التوازن المعقول ولا يتحقق إلا في وحدة دول مجلس التعاون.

وركز على أنَّ الوحدة ستكون مدخلًا حقيقيًّا لدعم الاقتصاد القومي العربي، فحين تكون دولة ولديك مؤسسات مالية مشتركة فجزء من المال الخليجي يمكن أن يدعم الاقتصاد العربي وتنميته والاستثمار في السوق العربية، وليس كما هو الآن: استثمارات في باريس ونيويورك ومصالح خاصة، ولن يكون للمجلس الدور الأساسي المطلوب الضروري من أجل المساهمة في إنهاض أمتهم ليس لسواد عيونهم، لكن (غدًا)، لن يستطيع مجلس التعاون أن يعيش حين يكون محاطًا بالفقر والضعف الاقتصادي وقلة الحيلة في الجوانب الاقتصادية، وأريد أقول إن الاتحاد سيغلق باب القول في أن هذا يقف مع داعش وهذا مع النصرة وهذا مع أنصار الشام، فهذه المواقف الصعبة ستنتهي.

مكونات المجتمع المدني

ويرى فخرو أنه إذا تم الاعتماد على أنظمة الحكم في مجلس التعاون، فإن القضية ستطول؛ لاختلاف المصالح والخلافات القبلية والنظرة إلى الأمور السياسية والنظرة إلى هذا العالم وقضايا كهذه ليس لها نهاية، ولعلني أتساءل: «هل يمكن قيام جبهة لدعم الوحدة؟ لها أمانتها العامة ولها مكوناتها من جمعيات المجتمع المدني السياسية أو الفنية أو الثقافية أو النسوية من أجل أن يشعر القادة أن هذا الموضوع يريده الشعب في هذه المنطقة وليس الأمر متروكًا للحكام، وهذا يحتاج إلى ضغط متواصل، أي، هل يمكن توقيع مليون توقيع... وليس آلافاً.. ونقول إن المجتمع المدني يرغب في الوحدة؟

وشرح أن مليوني توقيع أيدوا هذه الوحدة لن تفعله الحكومات بل تفعله منظمات المجتمع المدني، وهل يمكن في كل اجتماع للقمة أن يكون هناك اجتماع موازٍ لمنظمات المجتمع المدني في أي مكان... قبل القمة أو بعدها، حيث من الضروري أن تشعر دول التعاون بأهمية الموضوع.

حل مشكلة الديمقراطية

واختتم بالقول إنه لن ينجح الاتحاد إذا لم يحل مشكلة الديمقراطية، فهي التي ستجعل كل الصعوبات تنتهي، وستكون هناك قرارات عن طريق واضح المعالم، وعن طريق مجالس أو مجلس واحد وسلطة متماسكة مع بعضها بعضاً، وعند ذاك، فهذه المجتمعات لها دور في قيادة ذلك الهدف، فبدون ذلك، كما حدث مع الوحدة المصرية السورية، ووجدت الأخطاء، أدى بالناس الذين خرجوا بالملايين يطالبون بالوحدة، خرجوا يطالبون بالانفصال؛ ذلك لأنَّ أي نظام سياسي سيقوم على حساب كرامة الإنسان فإنه لن ينجح، وهذا الموضوع يتعلق بالمجتمع المدني وليس بالحكام... فهل المجتمعات المدنية ستبذل الضغط تلو الضغط بكل الوسائل... كتابات... مظاهرات سلمية... الوقوف أمام مؤتمرات القمم... لتقول نحن لدينا كلمة بشأن الوحدة.

العدد 5205 - الثلثاء 06 ديسمبر 2016م الموافق 06 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 8:16 ص

      الوحدة على طريقة الاتحاد الاوروبي و ليس الاندماج الكامل، لأن الاندماج الكامل يضعف من نفوذنا في السياسة الخارجية فبدل أن نكون ست دول سنكون دولة واحدة و لاعب واحد. و لكن التنسيق و اتحاد على شكل الاتحاد الاوروبي مع الاستفادة من أخطائه هو الحل.

    • زائر 5 | 3:16 ص

      اتفق مع الأستاذ فخرو ١٠٠٪

    • زائر 2 | 12:07 ص

      شكراً دكتور ذكرتني بحماس أيام الثانوية للوحدة الخليجية والعربية والذي بهت بعد ما رأيت ...

اقرأ ايضاً