العدد 5206 - الأربعاء 07 ديسمبر 2016م الموافق 07 ربيع الاول 1438هـ

الجيش السوري يقترب من حسم معركة حلب... وترامب يتعهد بقطع المساعدات عن المعارضة السورية

سوريون يفرون من المناطق الشرقية التي يسيطر عليها المتمردون في حلب - afp
سوريون يفرون من المناطق الشرقية التي يسيطر عليها المتمردون في حلب - afp

دعت ست عواصم غربية بينها واشنطن وباريس أمس الأربعاء (7 ديسمبر/ كانون الأول 2016) إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في حلب، بعد تقدم جديد لقوات الجيش السوري وسيطرته على أحياء حلب القديمة، ما يحصر مقاتلي المعارضة في بقعة صغيرة نسبياً من الأحياء الجنوبية الشرقية.

وجاء ذلك بعد ساعات من دعوة الفصائل المعارضة في مدينة حلب إلى «هدنة إنسانية فورية» من خمسة أيام لإجلاء الجرحى والمدنيين، في وقت تجاوز عدد النازحين من الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، ثمانين ألفاً منذ بدء الهجوم عليها في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني.

من جانبه، تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بقطع المساعدات عن المتمردين الذين يقاتلون الحكومة السورية وحليفتها روسيا.

وأضاف ترامب في كلمة ألقاها مساء الثلثاء أن «أي دولة تشترك في هدف هزيمة قوى داعش ستكون شريكتنا في هذه المهمة».

وشدد ترامب على أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تركز على مكافحة الإرهاب بدلاً من سياسة تغيير الأنظمة الحاكمة.

وأضاف: «سنتوقف عن الإسراع في إسقاط الأنظمة الأجنبية التي لا نعلم شيئاً عنها ... ويجب أن ينصب تركيزنا بدلاً من ذلك على هزيمة الإرهاب وتدمير داعش».

على صعيد آخر، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن إطلاق صواريخ إسرائيلية أرض أرض صباح أمس (الأربعاء) في محيط مطار مزة العسكري عند مدخل دمشق.

ودعت ست عواصم غربية هي واشنطن وباريس ولندن وبرلين وروما واوتاوا أمس إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في حلب إزاء «الكارثة الإنسانية» الجارية، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية.

وحثت الدول إيران وروسيا على «ممارسة نفوذهما» على النظام السوري للتوصل إلى ذلك.

وجاء في البيان «الأولوية الملحة القصوى هي لوقف إطلاق نار فوري يسمح للأمم المتحدة بتسليم المساعدات الإنسانية إلى سكان حلب الشرقية ومساعدة الذين فروا» منها.

وأصدرت الفصائل المقاتلة في شرق حلب بياناً أمس (الأربعاء) تضمن ما أسمتها مبادرة من أربعة بنود «لإنهاء معاناة» المدنيين، تنص على «إعلان هدنة إنسانية فورية لمدة خمسة أيام» يتم خلالها «إخلاء الحالات الطبية الحرجة التي تحتاج لعناية مستعجلة، ويقدر عددها بـ 500 حالة، تحت رعاية الأمم المتحدة».

وتنص المبادرة أيضاً على «إخلاء المدنيين الراغبين في ترك حلب الشرقية المحاصرة إلى منطقة ريف حلب الشمالي»، في إشارة إلى منطقة أعزاز التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

وقال عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، ابرز الفصائل في حلب، ياسر اليوسف لـ «فرانس برس» عبر الهاتف، إن «كافة الفصائل المقاتلة في حلب موافقة على المبادرة».

ولم تتطرق المبادرة إلى مصير المقاتلين، لكن جاء في بندها الرابع «عندما يتم تخفيف وطآة الحالة الإنسانية في مدينة حلب الشرقية، تقوم الأطراف المعنية بالتفاوض بشأن مستقبل المدينة».

وحققت قوات الجيش السوري إثر هجوم بدأته منتصف الشهر الماضي تقدماً ميدانياً سريعاً في شرق حلب على حساب الفصائل التي تراجعت إلى الجزء الجنوبي.

ويأتي إعلان الفصائل بعد رفضها قبل يومين أي اقتراح لإخراج مقاتليها من شرق حلب، تعليقاً على إعلان موسكو عن محادثات مع واشنطن لبحث آليات خروج المقاتلين من شرق حلب.

ولم تعقد المحادثات، وتبادل الطرفان الاتهامات بعرقلتها. ويتوقع أن يبحث وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرجي لافروف خلال لقاء بينهما في هامبورغ في ألمانيا الأزمة السورية.

ولا يعرف عدد المقاتلين الموجودين حالياً في شرق حلب. وقبل بدء الهجوم الأخير لقوات الجيش السوري منتصف الشهر الماضي، كانت الأمم المتحدة تقدر العدد بثمانية آلاف. وتحدث المرصد عن 15 ألفاً، بينهم نحو 900 مقاتل من «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً).

على الأرض، تمكنت قوات الجيش السوري بعد ظهر أمس (الأربعاء) من استعادة السيطرة على أجزاء واسعة من حي باب النيرب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما تدور معارك عنيفة في حي الشيخ سعيد (في جنوب المدينة) حيث تحاول قوات النظام التقدم من هذا المحور أيضاً.

وكان المرصد أشار إلى أن قوات الجيش السوري «تقوم بعمليات تمشيط في أحياء حلب القديمة الواقعة في القسم الأوسط من أحياء حلب الشرقية»، بعد انسحاب المقاتلين منها.

وكانت الأحياء القديمة تعد قلب حلب ومقصد السياح والتجار قبل تحول المدينة مسرحاً للمعارك بين طرفي النزاع منذ العام 2012.

وانسحب مقاتلو الفصائل، وفق مدير المرصد رامي عبد الرحمن، تحت وابل من القصف المدفعي العنيف للجيش السوري والغارات الجوية.

وقال إن «العديد من العائلات تضطر إلى ترك جثث أبنائها تحت الأنقاض وتهرب من شدة القصف».

وشاهدت صحافية في «فرانس برس» في الشطر الغربي عشرات العائلات التي وصلت ليلاً إلى مناطق تحت سيطرة قوات النظام.

ومن شأن خسارة حلب أن تشكل نكسة كبيرة وربما قاضية لمقاتلي المعارضة السورية الذين سيطروا على الأحياء الشرقية في صيف العام 2012.

على صعيد آخر، استهدفت صواريخ أرض -أرض إسرائيلية فجر أمس (الأربعاء) محيط مطار المزة العسكري غرب دمشق، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية.

وهي المرة الثانية خلال ثمانية أيام التي تضرب فيها إسرائيل مواقع بالقرب من دمشق من دون أن تتضح أهدافها تماماً.

العدد 5206 - الأربعاء 07 ديسمبر 2016م الموافق 07 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً