العدد 5206 - الأربعاء 07 ديسمبر 2016م الموافق 07 ربيع الاول 1438هـ

خنجي: انحسار «اليسار» أبرز «اليمين الديني» عربياً و«اليمين المتطرف» غربياً

المتحدثون في ندوة جمعية المنبر التقدمي بمدينة عيسى - تصوير : محمد المخرق
المتحدثون في ندوة جمعية المنبر التقدمي بمدينة عيسى - تصوير : محمد المخرق

قال عضو اللجنة المركزية بجمعية المنبر التقدمي حميد خنجي: «إن تراجع وانحسار قوى اليسار في كل مكان تقريبا في العالم، ادى الى تبوء (اليمين الديني) ساحة الحراك الاجتماعي في أغلب الدول، وخاصة في الغرب والمنطقة العربية الاسلامية».

جاء ذلك في ندوة عقدت في مقر جمعية المنبر التقدمي في مدينة عيسى، مساء الاحد (4 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، تحت عنوان «ظاهرة صعود اليمين وانحسار اليسار، أسبابها ومآلاتها». وقال: «فيما يخص ظاهرة تراجع وانحسار قوى اليسار في كل مكان تقريبا في العالم، وتبوء اليمين ساحة الحراك الاجتماعي في أغلب الدول، وخاصة في الغرب والمنطقة العربية الاسلامية (اليمين الديني)، هنا يجب ملاحظة أن هذه الظاهرة كسمة للعصر؛ جديدة وغير مسبوقة، ففي الماضي القريب، ابتداء من ثلاثينات القرن الآفل، تصدرت ولأول مرة قوى سياسية يمينية متطرفة، عرفت في إيطاليا بالحزب الفاشي، وفي ألمانيا بالحزب النازي».

واستدرك خنجي «غير أن ذلك الصعود والاستيلاء على السلطة (ديمقراطيا او عنوة) من قبل اليمين المذكور توازى بتوازن القوى، مع القوى السياسية اليسارية، بمعنى ان الظاهرة المستجدة الحالية مفارقة، بل هي ظاهرة غير مسبوقة، مقارنة بفترة قبيل الحرب العالمية الثانية، حيث اتسمت قوى اليسار بقوة جماهيرية كبيرة».

وواصل «كان من الممكن أن تجابه اليمين الفاشي في حينه، لو لم تتشتت قوى اليسار (المقصود هنا الحزبان الالمانيان؛ الشيوعي والاشتراكي الديمقراطي)، ولم تدخل في خلافات وصراعات حادة مع بعضها بعضا (مثال المانيا وصعود هتلر)».

وقرر «نعم هناك شيء من التشابه بين المرحلتين (السالفة والحالية)، من ناحية أن الرأسمالية كمنظومة مستبدة ومستغلة لا تستطيع الاستمرارية بدون حروب وتدخلات، ويحدث أن القوى البرجوازية وأجنحتها التقليدية، عادة، والاشتراكية الديمقراطية حينا ونتيجة لتناقضاتها الداخلية، المعبرة عن الازمة البنيوية للرأسمالية؛ تسلم السلطة طواعية لليمين المتطرف للقيام بمغامرات محسوبة أو غير محسوبة النتائج والويلات، بغية القضاء على مكتسبات القوى العاملة وتجديد منظومتها المهترئة، كالثعبان الذي يغير جلده على الدوام. لكن هناك أيضا اختلاف كبير بين الفترتين، حيث أن شعار «يمينا در» الذي نلاحظه في الدول الرأسمالية المتقدمة (الغربية) الآن، ليس بالضرورة انتقال السلطة لليمين الفاشي الواضح، بل ليمين محافظ ومتدين أساسا، ذي حساسية تجاه النازحين من الاسلاميين والملونين والأعراق المختلفة، من مناطق عديدة من العالم، وخاصة المنطقة العربية والشرق أوسطية، هذا سياسيا.

وأكمل «أما على الصعيد الاقتصادي فهذا اليمين الجديد يعادي العولمة المالية الحالية، وهو أساسا ضد الاتحاد الأوروبي (يلتقي اليمين واليسار في هذا المسعى كل لأسبابه)، محاولا استعادة مجمعاتها الصناعية من الدول الصناعية الصاعدة كالصين والهند، هذا على الأقل ما يبدو أنه البرنامج الاقتصادي لترامب)، نعم قد تشكل الحكومات اليمينية المتطرفة، لو اتحدت في الغرب، خطورة على الوضع العالمي المتدهور والملتبس أصلا».

وأوضح «غير أن سمة الوضع العالمي الحالي؛ هي سمة تعبر عن مرحلة انتقالية موضوعية صعبة، قد تأخذ بعض الوقت حتى يستقر العالم كمنظومة متعددة الأقطاب، حينئذ لابد لمختلف الدول الكبرى أن تتفق على الحد الأدنى للمصالح المختلفة للاعبين الكبار وخاصة روسيا والصين، بغية الحفاظ على التوازن الدولي المتشكل من منظومة تعدد الأقطاب الحتمية القادمة، الأمر الذي يصب لامحالة في مصلحة دول التخوم الأضعف، التي تحاول الخروج على التبعية والهيمنة الغربية».

وأشار الى أنه «لا يختلف اثنان أن التراجع بدأ مع تفكك المنظومة الاشتراكية وتداعياتها المستمرة، على الصعيد العالمي، الأمر الذي أدى إلى احباطات مجتمعية وحتى طبقية، بمعنى أن هناك تراجعا واضحا في قوة الطبقة العاملة كما وكيفا، يبدو فيه أن هناك عملية إعادة توزيع جديدة للعمل، وتموضعات طبقية، حيث تتشكل قوى بروليتارية جديدة في الدول الصاعدة، مع ضمور للطبقة العاملة في الرأسماليات القديمة (بسبب قانون ماركس/ تراجع معدل الربع)».

وتابع «من الطبيعي والحال هذه أن احزاب الطبقة العاملة (الطليعية الاشتراكية والشيوعية) في تراجع وتهميش وحتى تخبط فكري، ليس فقط بسبب الجانب الاقتصادي، بل نتيجة ضياع بوصلة «الدياليكتيك» وتراجع النظرة التحليلية العلمية على الصعيد السياسي، حيث أضحت الضبابية سيدة الرؤية والتحليل، المؤدية إلى عدم الفهم الصحيح لسمة العصر، فمثلا مازالت غالبية الاحزاب الشيوعية، الخارجة من معطف الأممية الثالثة تعتبر أن سمة العصر، مازالت وكما كانت، الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية، وكأن شيئا لم يحدث، وكأن العالم لم يتغير منذ فترة القطبين الجبارين».

أما عضو جمعية المنبر التقدمي منصور حسين، فقال: إن «اليمين المتطرف هو توصيف لمواقف جماعات معينة، والفرق بين اليمين التقليدي والمتطرف، هو ان اليمين المتطرف يدعو الى التدخل القسري للحفاظ على الأعراف التي يتمسك بها».

وأضاف «ولديه نظرة سلبية تجاه الهجرة العربية والإسلامية الى أوروبا، والأحزاب اليمينية المتطرفة ترفض دخول كل هذه الاعداد الى أوروبا، كل ذلك ساعد على سرعة صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، وخاصة في النمسا».

وعرض حسين في ورقته صورة لواقع صعود القوى اليمينية في العديد من الدول الاوروبية، وتداعيات هذا الصعود ومآلاته.

العدد 5206 - الأربعاء 07 ديسمبر 2016م الموافق 07 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً