العدد 5207 - الخميس 08 ديسمبر 2016م الموافق 08 ربيع الاول 1438هـ

سيادي يدعو «التيار الوطني» لتجاوز خلافاته التاريخية التي أتعبتهم جميعاً

الحضور في الاحتفالية المشتركة التي أقامتها القوى الوطنية الثلاث (وعد، المنبر  التقدمي، التجمع القومي)
الحضور في الاحتفالية المشتركة التي أقامتها القوى الوطنية الثلاث (وعد، المنبر التقدمي، التجمع القومي)

دعا الأمين العام لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد)، فؤاد سيادي، كل فصائل التيار الوطني الديمقراطي إلى «الترفع عن كل خلافاتها التاريخية التي أتعبتهم جميعا».

وأضاف سيادي «لقد اثبتت التجربة النضالية لكل فصيل منا أننا في اشد الحاجة الى ان نتوحد من اجل ان يلعب التيار الديمقراطي دوره التاريخي في بناء الوطن، واجراء التغيير المنشود في الدولة المدنية».

جاء ذلك في الاحتفالية المشتركة التي أقامتها القوى الوطنية الثلاث (وعد، المنبر التقدمي، التجمع القومي)، مساء الأربعاء في جمعية «وعد» في أم الحصم، مساء الأربعاء (7 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، تحت عنوان «الذكرى الأربعين لاستشهاد المناضلين سعيد العويناتي ومحمد غلوم بو جيري»

وقال سيادي في كلمة التيار الوطني الديمقراطي: «منذ أربعين عاما تعودنا ان نحيي هذه الذكرى، ليبقى الشهداء حاضرين معنا، من اجل وطن تعيش فيه قيم الحرية والعدالة، لنعمل معا من اجل تأسيس الدولة المدنية، وليكون هؤلاء شهودا على ما يقوم به رفاقهم من خطوات وافعال، نعبر عما ائتمنونا عليه في مواصلة الطريق النضالي».

وأردف «في هذه الذكرى يحق للمناضلين بوجيري والعويناتي ان يسالا ماذا فعلنا بعدهما، وماذا فعلنا من اجل تعزيز الوحدة الوطنية، إن الشهداء حين قدموا ارواحهم فداء لهذه الأهداف لم يكونوا يعبؤون بالفتن الطائفية، كانوا مخلصين للوطن، وعلمونا كيف نكون كتلة وطنية عابرة للطوائف، وان نكون مخلصين للوطن ونقف مع مطالبه الوطنية المحقة، رافضين العنف من أي جهة كانت، ورافضين استخدامه من اجل تحقيق أي هدف».

وتابع «كلنا يتذكر كيف كان الوضع السياسي بعد حل البرلمان في العام 1975، وكيف كان للمناضلين دورهم في صون الوحدة الوطنية وتوحيد الصف في المطالبة بعودة الحياة البرلمانية، حتى جاءت الكارثة باغتيال المرحوم عبدالله المدني، حيث تم توظيف ما جرى من اجل دق اسفين الخلاف بين القوى الوطنية والإسلامية».

وأكمل سيادي «وقد وظف هندرسون جريمة اغتيال المرحوم عبدالله المدني، وقام بشن حملة اعتقالات واسعة كان على رأسها الشهيدان محمد بوجيري وسعيد العويناتي، لذلك فاليوم عندما نستحضر مُثل هذين الشهيدين، ومُثل القوى الوطنية في إطلاق حق الشعب في المشاركة في اتخاذ القرار، تلك المطالب التي مازالت قائمة، فإننا نؤكد اننا داعمون لمِثل هذه القيم والمُثل الوطنية الجامعة».

وواصل ان «تغذية الفتن الطائفية، ودق الاسفين بين مكونات المجتمع والتيارات السياسية التي توافقت وتعاونت من اجل تبني مطالب شعبية، لم يكن يوما هدفا لشهدائنا ولا مسار حراكهم، لذلك نحن ندعو الجهات التي تريد اعادة ذكرى الفتن، الى اعادة النظر في مواقفها، والمطالبة بالشروع في مشروع العدالة والانصاف لكل من تعرض للانتهاكات».

وأفاد «أما نحن، من نحتفي بالشهيدين سعيد ومحمد، فنحن ندعو كل فصائل التيار الوطني الديمقراطي إلى الترفع عن كل خلافاتنا التاريخية التي اتعبتها جميعا، وقد اثبتت التجربة النضالية لكل فصيل منا أننا في اشد الحاجة الى ان نتوحد من اجل ان يلعب التيار الديمقراطي دوره التاريخي في بناء الوطن، واجراء التغيير المنشود في بناء الدولة المدنية الديمقراطية لكي تتحقق فيها العدالة والمساواة والكرامة، وتمكين الشعب من التحكم بكافة قراراته المصيرية، كما ندعو قوى التيار الوطني الى توحيد الجهود ورص الصفوف من اجل المساهمة في تحقيق امال شعبنا».

وختم سيادي «وفي هذه المناسبة نودُّ ان نوضح ان القوى الوطنية في تلك الفترة كان لديها حراك وطني واضح لتحقيق مطالب شعبية، ولم يكن ضمن استراتيجيتها عمليات الاغتيال، وخاصة للمختلفين فكريا وسياسيا معنا، لذلك نحن نطالب بفتح ملف اغتيال المرحوم عبدالله المدني، وما جرى على المناضلين بوجيري والعويناتي، والبدء بعملية العدالة الانتقالية كما حدث في تجربة جنوب افريقيا والمغرب، لكي يتم انصاف الضحايا معنويا أولا وماديا، ونحن ندعو كذلك الى تخصيص يوم لشهداء الوطن، يتم التوافق عليه وطنيا وتخصيص مناهج لتدريس سير عدد من هؤلاء الشهداء».

وفي شهادة قدمها رفيق المرحوم بوجيري، قال شوقي العلوي: «في السنوات السابقة ادليت بشهادتي، الا أن هذه المناسبة لها خصوصية عندي، فالرفيق محمد زميل صف دراسي واحد في الثانوية العامة، وصديق في سورية، وكان رفيق غرفة التعذيب الواحدة التي شملتني معه، وكنت زميل اللحظات الأخيرة في حياته».

وأضاف العلوي «جميل ان يخلد الوطن أبناءه، ويعتز بنضالاتهم وتضحياتهم، التي وصلت الى ان يقدموا ارواحهم فداء لوطنهم، لذلك فإن الاحتفاء بهم لا ينبغي ان يكون ضمن مهرجان خطابي فقط، فكل شهيد هو ملك للوطن بأكمله، الشهيد بوجيري لا يخص وعد فقط، وجميع الشهداء لا يخصون انتماءاتهم الحزبية، بل هم ملك للوطن، وليسوا ملكية خاصة بهذا التنظيم او ذاك».

وأردف «بدأت جمعية وعد منفردة بالاحتفاء ببوجيري، واحتفل المنبر التقدمي بالشهيدين العويناتي وهاشم العلوي، ثم جرت احتفالية جميلة مشتركة احتفاء بالمناضلين بوجيري والعويناتي، وأتمنى أن تزدان قاعات الجمعيات السياسية بكل شهداء الوطن، وليس فقط الاحتفاء بمن هم محسوبون عليها».

وتابع «كما يجب علينا ان نتذكر شهداء الوطن بلا استثناء، اين هم شهداء انتفاضة (مارس/ آذار العام 1965)، انه لأمر مؤسف ان يصر البعض على تشويه نضالات الحركة الوطنية، ونحن نتعشم بإجراء مصالحة وطنية، حقيقية تريح النفوس والقلوب، من اجل وطن لا يكون فيه للخوف مكان».

وختم العلوي «أتمنى ان نعود جميعا لوعي المرحلة التي استشهد فيها الرفيقان بوجيري والعويناتي، فنحن الآن في كثير من المواقف يغلب علينا وعي الطائفة».

فقرة موسيقية خلال الاحتفالية - تصوير أحمد آل حيدر
فقرة موسيقية خلال الاحتفالية - تصوير أحمد آل حيدر

العدد 5207 - الخميس 08 ديسمبر 2016م الموافق 08 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 4:44 ص

      للاسف تنظيم الجبهة الشعبية يتنصل من دوره التحريضي في عملية اغتيال شهيد الفكر و القلم المحامي عبدالله المدني
      اول خطوة لطي هذا الملف هو الاعتذار عن ذلك و ادانة الجريمة و القتلة .

    • زائر 4 زائر 3 | 6:21 ص

      روح ول

      التيار الوطني هو من كان يدافع عن الوطن و المواطن و لم يحرض

    • زائر 2 | 3:21 ص

      وأكمل سيادي «وقد وظف هندرسون جريمة اغتيال المرحوم عبدالله المدني، وقام بشن حملة اعتقالات واسعة كان على رأسها الشهيدان محمد بوجيري وسعيد العويناتي..
      ----
      لماذا المرحوم عبدالله المدني وليس الشهيد ولماذا جماعتكم فقط شهداء
      ...وجميع الشهداء لا يخصون انتماءاتهم الحزبية، بل هم ملك للوطن، وليسوا ملكية خاصة بهذا التنظيم او ذاك».
      وين الكلام .. وين التطبيق؟!

    • زائر 1 | 1:55 ص

      اين شهداء السبعينات والثمانينات والتسعينات ووو

اقرأ ايضاً