العدد 5209 - السبت 10 ديسمبر 2016م الموافق 10 ربيع الاول 1438هـ

حقوق الإنسان لا تقبل التلاعب أو التأجيل

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يعيد الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان يوم العاشر من ديسمبر، التذكير بالأساسيات المنسية التي مازلنا نتجادل حول تطبيقها في العالم العربي.

هذه الحقوق أصبحت من أساسيات حياة الشعوب الأخرى، فلا يتناقشون في تطبيقها أو تأخيرها أو الالتفاف عليها، فهي ليست منحةً من الحكومات لتتفاخر بها، وإنّما هي حقوق عالمية أساسية، واجبة التطبيق.

هذه الحقوق نتفنّن في التملص منها، ويحاول بعض المنتفعين من غياب الحريات تفنيدها كلما أصبحت الشعوب أمام أحد استحقاقاتها، بحجة الخصوصية حيناً، وعدم مناسبة الأوضاع حيناً آخر. بينما هي اليوم أساسٌ تقوم عليه حياة المجتمعات المتماسكة التي لا تحتقر الإنسان للغته أو جنسه أو دينه أو لونه أو مواقفه السياسية. فلا يمكن أن تقوم مجتمعات في هذا العصر وهي متخلخلة ومفكّكة من الداخل، حيث تتطاحن مكوناتها في صراعات لا تنتهي، من أجل فرض بعضها إرادتها وأفكارها على البعض الآخر.

لابد من الاعتراف بوجود كافة المكوّنات، في ظل احترام كامل لجميع حقوقها، دون تمييز أو اضطهاد أو استئثار بالقرار والمال والامتيازات. وهذا هو الدرس الأكبر الذي يقدّمه لنا الوضع الدامي في العراق وسوريا واليمن وليبيا... وكافة الدول التي هبّت عليها رياح التغيير والمطالبة بالحريات والكرامة والخبز، دون إذلال أو استغلال.

إن هذه الحقوق حقوق إنسانية شاملة، لا تقبل المساومة ولا التأجيل، وكل تأخيرٍ إنّما سيتسبب في خلق مآسٍ قادمة سيحفل بها المستقبل غير البعيد، وسيدفع ثمنها أطفال اليوم، الذي سيطالبون بعد عشرة أعوام، بمزيدٍ من الحريات التي عجز آباؤهم عن تحقيق ولو الحد الأدني من احترام حقوق البشر بعد انتكاسات الربيع العربي المخزية.

الأمم المتحدة تؤكّد تزايد النزاعات في عصرنا الراهن، والتي يزدهر معها «خطاب الكراهية»، وتتبناه مؤسسات رسمية وشبه رسمية، مسكوت عنها في الكثير من الدول، فمن يزرع الريح لن يجني إلا العاصفة. كما تدعو للدفاع عن فئات المجتمع المدني التي تواجه ما أسمته «تدابير صارمة متزايدة» بهدف منعها من أداء دورها الحيوي. ومقابل هذا المسار الخاطئ في التاريخ، يمكن أن نبني مستقبلاً يقوم على القيم المشتركة، كالمساواة والكرامة الإنسانية، التي لا ينبغي أن يجادل فيها أحد أو يتلكأ في تطبيقها أو الالتفاف عليها.

في أدبيات الأمم المتحدة، فإن التمسك بحقوق الإنسان في مصلحة الجميع. وعلى خلاف ما يعتقده بعض قصار النظر من المنتفعين من ديمومة النزاعات الأهلية، فإن احترام حقوق الإنسان يساهم في تحسين رفاه الفرد، وتحقيق الاستقرار لكل المجتمع. وبمقدور كل شخصٍ المساهمة من موقعه، في إحداث تغيير إيجابي في مجال حقوق الإنسان، كما تقول هذه الأدبيات، سواءً في أحيائنا السكنية، أو المدرسة، أو مكان العمل، أو وسائط التواصل الاجتماعي، أو حتى في بيوتنا، حين نحترم حقوق العاملات الأجنبيات اللاتي اضطرتهم ظروف الحياة والفقر إلى الهجرة للعمل في بلدان تقع على بعد آلاف الكيلومترات، من أجل كسب قوتهن وضمان تعليم أطفالهن، وتدبير شئون أسرهن المنهكة.

إنها تذكّرنا بأن الاعتراف بـ»الحقوق المتساوية الثابتة لجميع أعضاء الأسرة البشرية هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم».

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 5209 - السبت 10 ديسمبر 2016م الموافق 10 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 47 | 1:34 م

      أي حقوق انسان أي بطيخ بسكم كذب تتباكون على حقوق الانسان شوفو اول حقوق الوطن عليكم

    • زائر 48 زائر 47 | 12:36 ص

      اكبر حق للوطن هو محاربة الفساد والمفسدين

    • زائر 36 | 5:12 ص

      مهما كتبت يا سيد عن حقوق الانسان واحترامها فهناك ناس لا يريدون العيش الا عبيد. ويريدون غيركم يعيشون مثلهم. لا يعرفون معنى الكرامة ولا طعم الحرية.

    • زائر 39 زائر 36 | 6:42 ص

      لأن طعم الكرامة و الحرية موجودة فى ايران صج فى ناس ما تشكر ربه الحين انت احسن من غيرك اللى عندك غيرك نصف هذى ما عنده

    • زائر 41 زائر 39 | 9:11 ص

      شدخل ايران في السالفة

    • زائر 34 | 4:50 ص

      زائر 9 نحن قتلنا الشرطة تقدر اتقول الي من هجم على الدوار وقتل الشهداء نحن 200 شهيد من الشعب الا تستحى من هاده الكلام نحن قابلناهم بالورود وهم قابلونه بالرصاص والكل يشهد حتى الحكومة تشهد علا الي صار
      نحن نعول على الله نحن مظلومون وكل العالم يشهد والمنظمات نحن شعب طيب ومسالم

    • زائر 31 | 4:27 ص

      يقولون فى البحرين يوجد حريه وحقوق انسان \\\\\\ ممنوع الكلام فى الحق والراى ممنوع التظاهر ممنوع الاعتصام ممنوع ان تحصل على كرامة وعن عمل يؤويك وانت عاطل الاعمال فقط الى الاجانب مو عاجبنك مصيرك السجن او اسقاط الجنسيه والابتعاد عن البلد هاده هو قانون البلد الجديد يريدون الناس ان تكون عبيد الى الانسان وليس الى الله
      صدقونى لن يصير حل فى البلد اله باطاعة الله فى اموور الشعب الطيب المسالم المسلم وشكوانا الى الله ونحن نعول عليه

    • زائر 28 | 2:58 ص

      اين لجنة حقوق الانسان في مجلسنا المعاق ؟

    • زائر 21 | 2:08 ص

      الاخ قاسم ربعنا يطالبون بالحقوق ويسممون الكلاب الضالة من اجل كم دجاجه وين خلو هل سوالف لاهلها

    • زائر 30 زائر 21 | 3:20 ص

      الاخ قاسم الله يسلمك يتكلم عن حقوق الانسان
      اترك عنك الكلاب و الدجاج
      و خذ لك طله على الدراز
      هذا اذا قدرت تدخلها

    • زائر 37 زائر 30 | 5:57 ص

      هذا انسان ما عنده شغل.
      ناس يدخلون يستخفون دمهم والعقل عقل صخله

    • زائر 38 زائر 21 | 6:10 ص

      كم دجاجة؟ وهل حياة الكلاب الضالة أهم من حياة الدجاج؟ الدجاج مفيد وغير مؤذي والكلاب تقتلتقتل ليس ما تأكله بل تقتل دجاج لمجرد القتل.
      وبدأت تعض النارة أيضا أليس من حقهم الخلاص منها؟ الدولة ساكتة وكذلك جمعية الرفق بالحيوان فهذا أفضل حل

    • زائر 19 | 1:55 ص

      هههههه....نشاط كبير ماشاء الله في الردود... .المجملين لانتهاكات حقوق الانسان...اظن اغلب القراء فاهمين مصدر هذه الردود...

    • زائر 18 | 1:29 ص

      لا وانت الصادق الاجانب دافعوا عن الاموال والفلوس والوظائف التي سحبت من المواطن واعطيت لهم..
      \n....راجع تصريح وزير الخارجية بنفس الجريدة وشوف ويش يقول عن شيعة البحرين.......

    • زائر 17 | 1:22 ص

      حقوق الانسان كأي مصطلح آخر يمكن تسويقها والتلاعب بها كما هو مصطلح الاصلاح والديمقراطية والبرلمان ومحاربة الفساد. كل هذه شعارات رنّانة وبرّاقة تطلق ويقصد العمل بعكسها .
      خاصة الدول البارعة في الضحك على الشعوب والحكومات مثل بريطانيا وامريكا وتوابعهما لديهم خبراء في بيع الاوهام
      والمتاجرة بآلام وحياة الشعوب

    • زائر 15 | 1:10 ص

      الاجانب دافعو عن الوطن ولكن العتب على من يدعي انة الأصل ويخون وطنة بتمويل...

    • زائر 22 زائر 15 | 2:12 ص

      اي اجانب اللي دافعوا خلهم يدافعون عن بلادهم اول

    • زائر 42 زائر 15 | 9:13 ص

      العتب على من يخون ابن البلد ويتجه للغريب

    • زائر 13 | 12:37 ص

      دمّرتوا الانسان والأرض وما عليها باسم الأمن والأمان
      دمّرتم خلق الله واهنتم كرامتهم تحت اعذار الأمن والحقيقة انه الاستئثار
      شوهتم صورة الاسلام

    • زائر 10 | 11:36 م

      8

      متى الوطن سيكون في مأمن ؟؟ عندما نرسل أمثال هؤلاء (8 )☝ لأخذ جرعات مكثفه من الدروس الخصوصية ، صراحة فهمهم قاصر جدا جدا وعقول مغلقه بقفل (الجبره) المستودع الكبير ! الله حفظ المؤمنين...

    • زائر 9 | 11:16 م

      تلعبون علينا بام حقوق الانسان دمرتو البلد باسم حقوق الانسان قتلتو رجال الشرطة باسم حقوق الانسان ...

    • زائر 11 زائر 9 | 12:00 ص

      .....، دمرتم الثروات الطبيعية باسم الاستثمار، ...

    • زائر 20 زائر 9 | 2:00 ص

      تم أولا قتل مشيمع وفاضل وتبعها بوحميد وخضير والحاج عبد الحسن والمؤمن والعشرات ولاحقوق انسان وخصوصا المعينة بس أخذ رواتب على حساب حقوق الناس مثلهم مثل النواب والشورى

    • زائر 8 | 11:04 م

      عندما يتعلق الأمر بحماية الوطن..لا تحدثني عن حقوق الإنسان
      الوطن ثم الوطن ثم الوطن
      حفظ الله البلاد من شر الشرق والغرب

    • زائر 12 زائر 8 | 12:01 ص

      حماية الوطن من السرقات والتجنيس والتخريب البيئي؟

    • زائر 14 زائر 8 | 12:47 ص

      حماية الوطن تعني حماية ترابه من ... وليس جلب من يدنس ترابه ....
      \nحماية الوطن هي حمايتة من المتلاعبين بأرضه وخيراته
      \nلاتجعل شعار حماية الوطن شماعه لتدافع عن من يدمره ويتلاعب بمقدراته

    • زائر 7 | 11:04 م

      روعوك؟ اسم الله على قلبك لا تتروّع حقّك علينا.
      ...........اكيد تشوف شيء العالم ما يشوفوه ...حتى بسيوني اعمى ما وثّق...............

    • زائر 5 | 10:41 م

      الحين تتكلمون عن حقوق الانسان ؟ وين حقوق الانسان أيام الازمة روعتونا وقتلتو رجال الشرطة وعذبتو عمال اسيويين ...الخ الحين تتكلمون عن حقوق الانسان يوم فشلتو؟

    • زائر 4 | 10:41 م

      حقوق الانسان البريطاني ترعاها بريطانيا وتهتم لها وكذلك الانسان الأمريكي والانسان الفرنسي وغيرهم. لذلك تقوم الدنيا لقتل شخص اوروبي او امريكي .
      لكن الانسان العربي او الانسان الافريقي او الخليجي او البحراني فهؤلاء لا قيمة ولا حقوق لهم لذلك وعليه يقتل عشرات بل مئات الآلاف يقتلون وتدمّر اوطانهم ويشرّدون وحلو وبارد لا حقوق ولا صكوك

    • زائر 3 | 10:33 م

      لو قلت حكوك لكانت الكلمة صحيحة بالنسبة لنا كشعب نرى كيف يتم التلاعب بحقوقنا تشترى وتباع في سوق النخاسة البريطانيّة.
      بريطانيا أكبر متاجر بآلام الشعوب وحقوقها

    • زائر 6 زائر 3 | 10:55 م

      صدقت...

    • زائر 2 | 10:28 م

      حين تصبح أقلّ الدول مراعاة لحقوق الانسان هي احد اعضاء في هذه المنظمات فقل على حقوق الانسان السلام.
      ...................

    • زائر 1 | 10:21 م

      ومن يقول لك ان حقوق الانسان لا تقبل التلاعب أو التأجيل؟ بل هي فعلا اصبحت قضية للتلاعب خاصّة بعد ان اصبحت مثل بريطانيا وأمريكا وفرنسا راعية لها و مع دخول بعض الدول التي لا علاقة لها بالإنسان وحقوقه.
      لا زال التاريخ قريبا لهذه الدول المذكورة في مجازر ضد بعض الشعوب ومنها شعوبا عربية مثل الجزائر ذات المليون شهيد. وقضية فلسطين لا زالت تنزف ومن الذي يدعم الصهاينة ويرعاهم ؟

اقرأ ايضاً