العدد 5212 - الثلثاء 13 ديسمبر 2016م الموافق 13 ربيع الاول 1438هـ

علي فخرو يحاضر في الـAUB عن الاقتصاد والديمقراطية والعالم العربي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الوسط - محرر الشئون المحلية 

تحديث: 12 مايو 2017

ضمن سلسلة "محاضرات التمّيز للذكرى المئة والخمسين لتأسيس الجامعة الأميركية في بيروت" (AUB)، ألقى المفكّر السياسي البحريني علي فخرو محاضرة بعنوان "مراجعات العصر واستجابة التعليم" في قاعة المعماري في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال في الجامعة.

وفخرو تخرّج من كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت في العام 1958، ليصبح أول طبيب مؤهل في البحرين. كما ساهم في وضع الدستور البحريني، وعمل وزيراً للصحة في أول حكومة بحرينية، ثم شغل منصب وزير التربية والتعليم. كما انه خَدَمَ سفيراً لبلاده في كل من فرنسا وبلجيكا. وهو يكتب ويحاضر حول القضايا السياسية والاقتصادية والفكرية المتعلقة بالمنطقة العربية والعالم. ومن بين ابرز القضايا التي يهتم بها التعليم في دول الخليج، والحاجة للتفكير الاستراتيجي الشامل، وما يراه من الالتزام الضار بالنيوليبرالية المعولمة.

وفي كلمته الافتتاحية، عرّف رئيس الجامعة الأميركية في بيروت فضلو خوري بفخرو وقال إنه واحد من خريجي الجامعة الأبرز والأكثر تميّزاً. وأكد الرئيس خوري على أهمية التعليم في ضوء الأحداث الأخيرة في المنطقة. فقال: "على مر العصور، لعب التعليم دوراً رئيسياً في تشكيل وتنمية المجتمعات، ولم يكن ذلك فقط من خلال المهن الاحترافية مثل الطب والهندسة، ولكن من خلال العلوم الإنسانية التي تلقّن طلابها أخلاقيات العمل والصفات الإنسانية".

وقد بدأ فخرو محاضرته بالقول أن الجامعة الأميركية في بيروت هي التي صنعت نجاحها واستحقته، عبر جهود أساتذتها وموظفيها على مر السنين. وأضاف: "للجامعة الأميركية في بيروت مكان عظيم في ماضيَّ، ولعبت دوراً كبيراً في انجازاتي. أنا شاكر لها لأنها ساعدت البحرين أن تنهض بعزم بعد استقلالها عن بريطانيا، وذلك عن طريق تعليم أبرز الشخصيات البحرينية في ذلك الوقت".

وقال فخرو أن الاقتصاد ليس علماً، وإنما مجموعة من النظريات التي تحاول التنبؤ بما سيحدث في هذا المجال. وأبرز مثال على ذلك هو الأزمة الاقتصادية التي حصلت في العام 2008، والتي لم يتمكن ما يسمى بعلم الاقتصاد أن يتنبّأ بها.

ودعا فخرو العالم لإعادة النظر في مفهوم الليبرالية الجديدة، النيوليبرالية، الذي أفضى إلى تملّك واحد بالمئة من سكان العالم لخمسين بالمئة من الثروة العالمية. واعتبر الدكتور فخرو أن التحوّل من الرأسمالية الكلاسيكية إلى الليبرالية الجديدة أدى إلى ازدياد الطبقة الوسطى فقراً وازدياد الطبقة الثرية ثراءً.

وتابع: "السوق لا يمكنها تعديل نفسها. نحن في حاجة إلى تدخل الحكومة عندما يتعلق الأمر بتنظيم الموارد". ثم أعطى أمثلة مختلفة تبرّر معارضته لليبرالية الجديدة، مثل السيطرة على "سيليكون فالي" مؤخراً حيث الشركات الرقمية وشركات الانترنت تسيطر على السوق ككل، بحسب رأيه.

وأضاف: "أغلقت مكتبات بسبب أمازون، والقرصنة تقتل وسائل الإعلام التقليدية. ستُفقد ملايين فرص العمل في التلفزيون والسينما. واحتج الدكتور فخرو على كون الشركات على الانترنت تقدّر الآن قيمتها بمئات المليارات من الدولارات.

وانتقد فخرو النظم الديمقراطية الحالية، التي تحثّ الناس على التفريق بين الديمقراطية السياسية والديمقراطية الاقتصادية. وأوضح: "امتلاكك لحق التصويت لا يعني أن حكومتك يجب أن لا تتدخل في الاقتصاد". ودعى إلى توزيع عادل ومنصف للثروة والموارد في أماكن مثل الولايات المتحدة.

ثم تناول فخرو المنطقة، وقال إن الديمقراطية مفهوم جديد أُدخل إلى العالم العربي خلال الربيع العربي. وأضاف: "لو سألت عربيا منذ عقود قليلة عن الديمقراطية، لقال لك أنها مصطلح برجوازي صاغه الغرب، و"لا علاقة لنا به". ولكن الديمقراطية الآن هي الكلمة الأكثر استخداما في وسائل الإعلام وبيننا حين نتناقش في السياسة".

وقد أعرب فخرو عن تفاؤله بمستقبل العالم العربي، لايمانه بأن التربية وتنفيذ السياسات بشكل الصحيح في المنطقة العربية سيوصلان إلى الديمقراطية بطريقتها الخاصة. وقال إن العرب سيبلغون مرحلة تتحق فيها الوحدة العربية والديمقراطية والاستقلال الوطني والتنمية المستدامة، وحقوق الإنسان، والتجدّد الثقافي". وأصرّ أن التعليم يلعب دوراً كبيراً في تشكيل المستقبل من خلال إعداد الطلاب لمواجهة العالم المُعاش، وليس فقط تزويدهم بالأدوات اللازمة في مجالات تخصّصهم المهنية.

وقال فخرو أيضاَ: "يجب على الأساتذة أيضاً تلقي التدريب قبل إعطاء الصفوف من أجل معرفة كيفية تشكيل إنسان المستقبل، ويجب أن يكونوا حاملين لزادٍ ضخم من المعلومات العامة حول العالم".

وفي الختام، فُتح باب الأسئلة للجمهور، وأجاب فخرو على أسئلة بشأن الاقتصاد، والتعليم، والعالم العربي وناقش وجهة نظرح فيها.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً