العدد 5216 - السبت 17 ديسمبر 2016م الموافق 17 ربيع الاول 1438هـ

الآلاف بشرق حلب ينتظرون استئناف «الإجلاء»... واجتماع إيراني روسي تركي الثلثاء المقبل

صبي سوري مع أمتعته التي جمعها من تحت أنقاض منزله في حي العرقوب في حلب
صبي سوري مع أمتعته التي جمعها من تحت أنقاض منزله في حي العرقوب في حلب

انتظر آلاف من المدنيين والمقاتلين أمس السبت (17 ديسمبر/ كانون الأول 2016) وسط برد قارس وظروف إنسانية مأساوية استئناف عملية إجلائهم من مدينة حلب غداة تعليقها، في وقتٍ حضَّت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأطراف المعنية على التوصل إلى اتفاق لـ»إنقاذ آلاف الأرواح».

وعلى رغم تأكيد المسئول عن ملف التفاوض لدى الفصائل المعارضة التوصل الى اتفاق، إلا أنه لم يستبعد تأجيل بدء تنفيذه حتى اليوم (الأحد)، فيما أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التأخير مرتبط بالاتفاق على عدد الأشخاص الذين سيتم إجلاؤهم من بلدتين يحاصرهما مقاتلو المعارضة في شمال غرب البلاد. إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أمس (السبت) أن وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا قدموا لأسبوع موعد اجتماعهم في موسكو لبحث الوضع في سورية بحيث سيعقد الثلثاء (20 ديسمبر الجاري).


اجتماع إيراني روسي تركي بشأن الوضع السوري يعقد الثلثاء المقبل

آلاف السوريين بشرق حلب ينتظرون استئناف عملية الإجلاء وسط الصقيع والجوع

حلب، طهران - أ ف ب

انتظر آلاف من المدنيين والمقاتلين أمس السبت (17 ديسمبر/ كانون الأول 2016) وسط برد قارس وظروف إنسانية مأسوية استئناف عملية إجلائهم من مدينة حلب غداة تعليقها، في وقتٍ حضَّت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأطراف المعنية على التوصل إلى اتفاق لـ«إنقاذ آلاف الأرواح».

وعلى رغم تأكيد المسئول عن ملف التفاوض لدى الفصائل المعارضة التوصل الى اتفاق، إلا أنه لم يستبعد تأجيل بدء تنفيذه حتى اليوم (الأحد)، فيما أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التأخير مرتبط بالاتفاق على عدد الأشخاص الذين سيتم اجلاؤهم من بلدتين يحاصرهما مقاتلو المعارضة في شمال غرب البلاد.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب السوري أو الروسي الراعي إلى الاتفاق بهذا الشأن. إلا أن مصدراً عسكريّاً سوريّاً قال لوكالة «فرانس برس» صباحاً إن الاتفاق «لم يتبلور بعد» غداة تعليق تنفيذه أمس الأول (الجمعة).

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أمس (السبت) أن وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا قدموا لأسبوع موعد اجتماعهم في موسكو لبحث الوضع في سورية بحيث سيعقد الثلثاء (20 ديسمبر الجاري).

ونقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية (ارنا) عن بيانٍ للخارجية أن وزيري الخارجية الايراني محمد جواد ظريف والروسي سيرغي لافروف بحثا «الوضع في سورية وتم الاتفاق على تقديم الاجتماع الثلاثي بين وزراء خارجية ايران وروسيا وتركيا الى هذا الثلثاء (20 ديسمبر)».

وفي حي العامرية الذي يشكل نقطة انطلاق عمليات الاجلاء، أمضى الآلاف من السكان وبينهم عدد كبير من الأطفال ليلتهم في الشوارع أو داخل المنازل المهجورة الفارغة من أي اثاث، حيث افترشوا الأرض في ظل تدني الحرارة الى ست درجات تحت الصفر، وفق ما أفاد مراسل لـ»فرانس برس».

وقال إن السكان يعانون من ارهاق وتعب شديدين عدا عن الجوع والعطش، ويقتات معظمهم على التمر ولا يجدون حتى مياهاً ملوثة للشرب.

وبحسب الأمم المتحدة، لايزال نحو 40 ألف مدني عالقين في حلب وما بين 1500 الى خمسة آلاف مقاتل مع عائلاتهم.

وبعد انتظاره مع عائلته أكثر من تسع ساعات في حي العامرية، توجه ابو عمر مجدداً أمس على أمل وصول الحافلات. ولكن بعد انتظار عاد أدراجه الى حي صلاح الدين.

وقال لـ «فرانس برس»: «منذ اسبوع لم أذق طعم الدفء او النوم بشكل جيد، واولادي الاربعة واكبرهم يبلغ تسع سنوات، أصيبوا بنزلة برد ولا ادوية لدينا».

وأضاف «انتظرنا ساعتين اليوم (أمس) لكن الفصائل طلبت منا المغادرة بعدما ابلغتنا ألا باصات ستأتي»، متابعاً «تعبت من حمل الاغراض والعودة بها كل يوم من دون نتيجة، والان لا طعام لدينا او مياه صالحة للشرب والوضع يزداد سوءا كل يوم».

خوف دائم

وذكرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان أمس (السبت) أن الآلاف من الناس انتظروا «طوال الليل في البرد القارس بالقرب من خط المواجهة، وفي خوف دائم وجزع» في شرق حلب.

وطالبت رئيسة بعثة اللجنة الى سورية ماريان غاسر الموجودة في حلب «الأطراف على الأرض بأن يبذلوا كل ما في وسعهم لإنهاء هذه الحالة من الترقب والقلق»، مضيفة «نرجو أن تتوصلوا إلى اتفاق وأن تساعدوا على إنقاذ آلاف الأرواح».

واضافت «نتوقع الآن من جميع الأطراف على الأرض أن تقدم لنا ضمانات قوية من أجل استمرار هذه العملية»، مؤكدة أنه «لا يمكننا التخلي عن هؤلاء الناس».

ومنذ الخميس، تم اجلاء نحو 8500 شخص بينهم ثلاثة آلاف مقاتل من مناطق سيطرة الفصائل في حلب، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، بينهم 500 حالة بين جريح ومريض على الاقل.

وتمت عملية الاجلاء بموجب اتفاق تم التوصل اليه برعاية روسية تركية، بعد سيطرة قوات النظام خلال شهر على معظم الاحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين.

واجرى وزراء خارجية كل من روسيا وتركيا وايران، الدول الثلاث المعنية بالاتفاق، اتصالاً هاتفيّاً أمس ناقشوا خلاله «اجلاء المدنيين» من حلب وتوافقوا على عقد اجتماع الثلثاء.

تأجيل محتمل

واكد الفاروق ابو بكر من حركة أحرار الشام، فصيل اسلامي نافذ، والمكلف بالتفاوض عن الفصائل المعارضة لـ «فرانس برس» صباحاً، التوصل الى اتفاق مع «روسيا وإيران بشأن حلب»، لكنه أوضح في وقت لاحق أن تأجيل عملية الاجلاء حتى (اليوم) الأحد «محتمل».

وبحسب أبو بكر، يتضمن الاتفاق خروج المدنيين والمسلحين من المربع الاخير تحت سيطرة الفصائل مقابل خروج عدد لم يحدده من بلدتي الفوعة وكفريا ومدينتي مضايا والزبداني في ريف دمشق.

في المقابل، قال مصدر عسكري سوري لـ «فرانس برس» أمس ان «الامور لم تتبلور بعد».

على الحدود التركية السورية، افادت مراسلة «فرانس برس» السبت انه تم نقل تسعين جريحا الى تركيا ممن تم اجلاؤهم من شرق حلب منذ الخميس. وعبرت قلة من العائلات السبت من ادلب الى تركيا.

وذكرت ان عشرات الشاحنات نقلت مساعدات انسانية من تركيا الى الجانب السوري من الحدود.

نساء يلتقطن صورة «سيلفي» خارج قلعة حلب التاريخية في منطقة تسيطر عليها الحكومة - REUTERS
نساء يلتقطن صورة «سيلفي» خارج قلعة حلب التاريخية في منطقة تسيطر عليها الحكومة - REUTERS

العدد 5216 - السبت 17 ديسمبر 2016م الموافق 17 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً