العدد 5217 - الأحد 18 ديسمبر 2016م الموافق 18 ربيع الاول 1438هـ

الشيخة مي آل خليفة: نعيش فترة استثنائية في تاريخ وطننا العربي

احتفالية يوم اللغة العربية دعت إلى مجهود قومي للحفاظ على اللغة...

الاحتفال بيوم اللغة العربية في المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي
الاحتفال بيوم اللغة العربية في المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي

أضاء احتفال هيئة البحرين للثقافة والآثار بيوم اللغة العربية مساحة كبيرة في قضية من أهمِّ القضايا المعاصرة ذات الارتباط بالكيان والهوية العربية، فيما كان الجانب الأكبر أهميَّة هو الدعوة إلى مجهود قومي متكامل للحفاظ على لغة الضاد.

رسالة تقول... بإمكاننا!

وأوجزت رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد بن إبراهيم آل خليفة أهمية العمل لتحقيق ذلك الهدف ولو بمبادرات يسيرة.

وقالت، أمام الاحتفال الذي أقيم في المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي صباح أمس الأحد (18 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، بحضور عدد من المسئولين وأعضاء السلك الدبلوماسي والمهتمين: «إننا نعيش فترة استثنائية في تاريخ وطننا العربي، وكلنا يعلم ما يدور اليوم في حلب وفي مناطق يعز علينا أن نسمع ما يدور فيها، وربما جميعنا - ومن خلال هذا المركز - نستطيع أن نصل برسالة مهمة مفادها أنه بإمكاننا - ولو بمبادرات صغيرة محدودة - أن نؤثر في الحفاظ على كيان بعض المدن العربية».

وأضافت «أود الإشارة إلى أن هناك بعثة من البحرين برئاسة مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي منير بوشناق، قد شارك في مهمة عالمية عربية لحماية بعض المواقع المتضررة من الحرب في أوطاننا»، معربة عن الأمل في أن تستمر الجهود بما يثمر تحقيق التطلعات؛ للحفاظ على الكيان والهوية العربية.

ستبقى خمس لغات

وتعمق عالم الاجتماع ومدير مشروع نقل المعارف التابع إلى هيئة البحرين للثقافة والآثار طاهر اللبيب في تلمس الوضع الحقيقي للغة العربية بالقول: «إن اللغة العربية الفصحى، بل حتى الوسطى التي تجمع بين الفصحى والعامية (وهي لغة الصحف اليوم)، يمكن أن تغيب وتتلاشى»، أما في شأن ما وصفه بـ «الاطمئنان الروحي والوجداني بأن اللغة العربية باقية، ولأن باحثي الأمم المتحدة قالوا في دراساتهم إنه ستبقى في آخر القرن خمس لغات منها اللغة العربية» فقد تساءل: فأي لغة عربية، لم يقولوا أية لغة عربية؟ لكنها قد تكون لغة التجار ورأس المال وليست لغة الفلسفة والفكر.

واستدرك بالتنويه إلى أنه وجد في مملكة البحرين رغبة ووجداناً لهذه اللغة، بل وتسمَعُ اللغة لدى أهل البحرين، فيما ثمة بلدان عربية لا لغة عربية فيها، حتى لو جلست فيها عدة أيام، فإنك لا تسمع تلك اللغة، مشددًا على ضرورة وجود مجهود عربي قومي متكامل للنهوض باللغة العربية.

وفيما يتعلق بمشروع نقل المعارف الذي يديره، قال إن هناك نموذجًا يقنع الباحث والمفكر العربي وهو مشروع نقل المعارف، سواء بجانبها المعرفي أو تبادل الخبرات، وقد أطلع الحضور على أول ملتقى للشباب الباحثين في العلوم الاجتماعية في العالم العربي، يخرج عن الإطار العربي العربي إلى العربي الأوروبي بمشاركة أساتذة وطلبة في مرحلة الدكتوراه، وأثبتت التجربة أنها مفيدة وخلاصتها تبادل النظرة للثقافات والشعوب بين بعضها بعضاً.

نزعجها باحتفالنا وهي تحتضر

ولأننا نحتفل باللغة العربية، فقد لفت اللبيب إلى أنه يحمل حبًّا كبيرًا للغة العربية، موضحًا أنه جاهل باللغات لجملة أسباب، منها حبه للغة العربية وتملكها به، إلا أن اللغة العربية تحتضر، وأننا نزعجها باحتفالنا باحتضارها، وزاد قوله: «هذا يقوله الإنسان بحزن عميق لا بتشف كما عند البعض، فاللغة العربية - لو نظرنا اليوم إلى وضعها الحقيقي وماذا فعل بها أهلها ليحق لنا التساؤل: ما الذي يعمله العرب اليوم من أجل اللغة العربية ما عدا التنويه بها واعتمادها في الهويات والذاتيات والأصالات والتراث، وهذا شيء جميل محبوب لكن هذا يقال في الاحتفال كما يقال في المآتم».

الهمزة والضاد والظاء

وفي معرض تأكيده لأهمية وجود مشروع قومي متكامل لصيانة اللغة العربية في أوطاننا، يصف اللغة العربية في الشارع العربي اليومي، فالأولاد الصغار حين يذهبون إلى مدارسهم ويقرؤون لافتات أو كتابات هنا وهناك لا تكتب الهمزة بشكل صحيح، ولا تفرق بين الضاد والظاء فكيف يفهمون اللغة؟ وأنا شخصيًّا أقرأ الكثير من الأشياء ولا أفهمها، مذكرًا بما طرحه عميد الأدب العربي المرحوم طه حسين في مؤتمر مجاميع اللغة العربية في العاصمة السورية دمشق قبل نصف قرن، أي في العام 1955، حيث حذر من استمرار رعاية اللغة العربية وتحصينها.

وعلى أنغام قصائد عربية خالدة من قبيل «أعطني الناي وغني» و»يسمعني حين يراقصني» وغيرهما، اختتمت الاحتفالية بقيمة لغوية لقصائد عربية، غنتها الفنانة إلينا عواد بمشاركة العازف سعد جواد.

العدد 5217 - الأحد 18 ديسمبر 2016م الموافق 18 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً