العدد 5221 - الخميس 22 ديسمبر 2016م الموافق 22 ربيع الاول 1438هـ

آدم صالح والطائرة الأميركية!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ولأنّ آدم صالح شخصية فكاهية مشهورة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولأنّه يستطيع استخدام هذه المواقع بطريقة سريعة، استطاع أن يشتكي على إحدى شركات الطيران الأميركية التي أخرجته من الطائرة لأنّه يتكلّم اللغة العربية!

لم يُصدّق الجميع في بداية الأمر ما كان يقوله صالح، فهو يقوم ببعض المواقف ليتعرّف على الرأي العام، ومن ثمّ يقول بأنها مواقف قد تكون مشابهة لأي أحد منّا، وقد يتم فهم الطرف الآخر بطريقة خاطئة؛ لأنّه لا يستطيع التعبير صحيحاً عن وجهة نظره، ولكن بعدما تمّ إخراجه اقتنع الجميع بأنّ آدم صالح تعرّض هو وصديقه سليم لإساءة المعاملة.

كما لا يخفى علينا بأنّ متابعي آدم عدد غير قليل على موقع اليوتيوب، أي ما يقارب 3 ملايين، والجميع تفاعل مع قضيّته بسرعة البرق، بين مؤيّد ومعارض، وبين محلّل لشخصيّته، وبين مدافعٍ عمّا حدث له، وبين مهاجم لأسلوبه!

ما حدث لآدم صالح قد يحدث لنا جميعاً، وللأسف الإرهاب الإسلامي لم يدع للمسلمين ولا للعرب أية فرصةٍ للدفاع عن أنفسهم، ولكن كيف حصل الإرهاب الإسلامي على فرصةٍ ليبث سمومه ويغسل الأدمغة، وخاصة أدمغة الشباب اليانع؟

فرصته كانت 9/11 عندما صرّح الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش لا سامحه الله، بأنّ الحرب على الإرهاب الذي حدث في الولايات المتّحدة الأميركية ستكون حرباً صليبية، فدخل العراق وبدأ الحرب، وبدأ «داعش» بإرهابه!

حدثت المصيبة ولا نستطيع تغييرها أو إرجاع الزمن حتّى لا تحدث، وكيف باستطاعتنا المدافعة عن أنفسنا إذا وُلدنا عرباً ونتحدّث اللغة العربية وديننا الإسلام؟ هل أصبح اللون واللغة والفئة هي التي تحدّد دخولنا إلى طائرة أو لا؟

أتذكر في إحدى السفرات إلى الولايات المتّحدة الأميركية كانت الطائرة مليئة بالنّاس، وعندما دخلت حاولت وضع الشنطة في مكانها بقربي، ولكن بعض النّاس أخذوا المكان، فاضطررت إلى وضعها في الخلف، مع إنّ كرسييّ في المقدّمة، وبعد دقائق قام أحدهم بأخذ شنطته، فطلبت من المضيفة وضع شنطتي في المقدمة بجانبي، حتى تسهل عملية الخروج عند هبوط الطائرة، ولكن نظرات المضيفة كانت كافية لأجلس مكاني ولا أتكلم، وبالطّبع بعد لحظات من الصمت والنظرات ردّت بالرفض، وكان طبيعياً هذا الجواب! لا نشك في نوايا المضيفة، ولكن أصبحنا نتحسّس من كل تصرّف يبدر من أحدهم، ولا نلوم النّاس على هذا التصرّف وهذا الشعور بعدم الراحة من العرب، ولكن أيضاً نشعر بالظلم لأنّنا لا نؤيدّ الإرهاب ولا نؤيّد الدواعش (حسبي الله ونعم الوكيل فيهم)، ولا نقبل بقتل النفس، فلقد أرهبوا النّاس جميعاً.

لا يخفى على أحد بأنّ الطائرات أصبحت مصدر قلق للجميع، وأنّ الجميع متوتّر من وجود البعض، وأَحياناً نراقب الوجوه إن كانت مُريبة أو غير مُريبة، وبالطّبع نحن العرب في خانة المريب دائماً!

حفظنا الله من الإرهاب والمرهبين، وحفظنا الله من المكر والماكرين، وحفظنا الله ممن يحاول تشويه سمعتنا، وليشغلهم الله في أنفسهم، ويبعد عنّا شرورهم ومكرهم، اللهم آمين، وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5221 - الخميس 22 ديسمبر 2016م الموافق 22 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 4:40 ص

      بصراحه

      انا زوجتي امريكيه وعشت في أمريكا كان العربي عايش احسن عيشه ومحبوب ويدخل دخل ممتاز والطلبه العرب في أعرق الجامعات ولكن الإرهاب العالمي خلى الأمريكان يكرهون المسلم من تصرفاتهم باسم الاسلام والمسلمين ومن حقهم يحقدون علينا ويخافون من الفكر المتطرف

    • زائر 8 | 3:19 ص

      اليهو د ةامريكا وبريطانيا وفرنسا صنعو الدواعش لتحطيم الاسلام ونهب ثرواتهم وهؤلاء ...الارهابيين الدواعش شوهو الاسلام وضربو الاسلام ....

    • زائر 6 | 1:54 ص

      انا يا اخت مريم لا اقبل الضيم .. اي واحد يقل ادبه علي ارجع الصاع صاعين واي موظف جوازات غير مهذب ارد عليه بالقول انا معاي تاشيرة صالحة اذا تعرقل اجراءت دخولي الطائرة، تذكوتي مرجعة والطائرة التي اتت بي ترجعني ..كفاية خنوع وخضوع واستسلام

    • زائر 5 | 12:54 ص

      هذا ما جلبه لنا الفكر الارهابي اصبحنا حتى في الطائرات خائفين وفي المجمعات خائفين وفي كل مكان خائفين؟ ويش هذا الاسلام اللي مخوّف العالم لا ويقولون انهم ينشروا الاسلام؟ أي اسلام تنشروه والله لولا ارادة الله بحفظ دينه لاندثر الدين بسبب هذه الأفكار الارهابية والرجعية والمتخلفة

    • زائر 4 | 11:17 م

      اللهم انتقم من الدواعش

      خربو البلاد وقتلو العباد وارهبو اﻷبرياء اين ماذهبو حلت مصائبهم على رؤوس اﻹبرياء الحمد لله الذي خلص حلب من ايديهم اللهم اكفنا شرهم يارب العالمين وخلص العراق منهم وافقر من يمولهم ويساعدهم

    • زائر 1 | 8:56 م

      لذلك نقول ولكم با الذات ايها المثقفون الصحفيون (ادينوا الارهاب وبا الاسم فلربما تنفع الادانه ولو با الشىء القليل.

اقرأ ايضاً