العدد 5221 - الخميس 22 ديسمبر 2016م الموافق 22 ربيع الاول 1438هـ

الإعلام التقليدي: الجمهور عاوز كدة

فاطمة النزر

أخصائية علاج نفسي

مما لا شك فيه أن وسائل الاعلام التقليدي – إذا جاز التعبير – كالتلفاز والراديو والصحف تسعى جاهدة لاستعادة مكانتها وأهميتها التي تقلصت كثيراً في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي، ذلك المنافس القوي الذي يتميز باستقطاب شريحة واسعة من أفراد المجتمع، وسرعة نقل الرسالة الإعلامية، لذلك نلاحظ تكرار الجهود التطويرية في هذا الجانب، ولكن مهما تراجع دور الاعلام المرئي والمسموع والمقروء (التقليدي) إلا أنه لا يمكن إنكار دوره المؤثر في أفكار وسلوكيات الأفراد.

لذلك انعكس ضعف الاعلام التقليدي على البرامج ذات الطابع التوعوي، فالمسلسلات والبرامج مثل «قف، و «سلامتك، و«افتح يا سمسم»، ومسلسل «إلى أمي وأبي مع التحية»... وغيرها من البرامج والمسلسلات التي ساهمت في تربية وتوعية أجيال عديدة، وساهمت في غرس القيم السلوكية، نحن الآن في أمسِّ الحاجة إلى إيصالها إلى أبنائنا عبر رسائل إعلامية مستساغة، تتناسب مع هذا العصر.

نعم... لا ننكر اختلاف عقليات وأفكار الأجيال الحالية عن الأجيال السابقة، كما أن الوعي الذي يتميز ويتفوق به أبناء هذا الجيل عن سابقيه جانبٌ هام لا يمكن التغافل عنه، ولكن يبقى النشء كالعجينة التي يمكن تشكيلها وبناؤها بشكل سهل إذا ما وجدت الأفكار الخلاقة والمبدعة التي تستهدف هذه الفئة ببرامج موجهة تتناسب مع الجيل الحالي، لذلك ليس من المقبول تخلي وسائل الاعلام التقليدي عن هذا الدور المؤثر وترك ابنائنا يتلقون رسائل إعلامية مجهولة المصدر وذات محتوى سلبي يعزز سلوكيات تتنافى مع العادات والتقاليد، وتغرس أفكاراً هدامة للمجتمع.

ختاماً... نؤكد مراراً وتكراراً أن الدور التربوي مسئولية تقع على كاهل جميع مؤسسات المجتمع، ولكن للإعلام دور توعوي وتربوي هام جدّاً، ليس من المسموح أن تتخلى عنه المؤسسات الإعلامية، وخصوصاً الحكومية منها، بسبب الموازنات أو اعطاء الأولوية لبرامج الحشو أو البرامج الترفيهية بحجة «الجمهور عاوز كده».

إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"

العدد 5221 - الخميس 22 ديسمبر 2016م الموافق 22 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 3:17 ص

      عزيزتي لم تتطور عقلية وسلوكيات هذا الجيل عن الأجيال السابقة بل انحدرت وتسافلت واصبحت في الحضيض بفعل الإعلام السيئ الموجة .

    • زائر 3 | 12:53 ص

      في الواقع انتهى دور الاعلام التقليدي في وجود جهاز يكون مع الطفل في المدرسة في البيت في الحديقة في المجمع مايحتاج يجلس أمامه في وقت معين يقيده ، للأسف صاروا الناس التافهين مشهورين ومتابعاتهم عالية لأنهم صاروا جزء من حياتنا نلاقيهم كل ما نفتح جهازنا حتى لو ما تابعناهم نسمع عنهم او نلاقيهم في الاكسبلور وحساباتهم موثقة ويصفق لهم الكل .. الحل ان الاعلام يركز باستراتيجية ذكية بنشر قيمنا وأفكارنا بطريقة حلوة وجذابة على السوشيال ميديا ، يعني ننتج (دقيقة ) ناجحة وممتعة في الانستغرام كل يوم =تخلق تربية

    • زائر 5 زائر 3 | 4:49 ص

      فاطمة

      كلامك كده شكرا استاذه .

    • زائر 2 | 12:25 ص

      فاطمة

      كلامك جميل شكرا استاذه فاطمة وجمعة مباركة .

اقرأ ايضاً