العدد 36 - الجمعة 11 أكتوبر 2002م الموافق 04 شعبان 1423هـ

الناخبون في باكستان يربكون استراتيجية مشرف السياسية

تبدو باكستان مقبلة على صراع عنيف بين العسكر والملالي بعد ان أربك الناخبون خطة الجنرال مشرف السياسية في أول انتخابات عامة منذ استيلائه على السلطة في انقلاب عسكري قبل ثلاث سنوات.

الجهة التي دعمها مشرف بقوة (مسلم ليك) فشلت في الحصول على غالبية مريحة كما توقعها المحلّلون. والآن ليس هناك ما يضمن مجيء رئيس وزراء «مطيع» يشرف على فترة خمس سنوات انتقالية إلى الديمقراطية. ومن الواضح ان مشرّف نسي الأصوليين الإسلاميين في خضم انشغاله بالدستور والأحزاب المعتدلة للاعبين السياسيين الرئيسيين: بي نظير بوتو ونواز شريف.

وهذه الأطراف من الواضح انها تحقد على بعضها أكثر مما تحقد على القائد العسكري، وبالتالي يمكن تجاهلها. ولكن هناك ستة من الأحزاب الدينية المحافظة اتحدت أخيرا في جبهة معارضة للحرب، وأدى بروزها كقوة مسيطرة على مناطق الحدود مع أفغانستان إلى دهشة المراقبين.

(مجلس الأعمال المتحدة)، ائتلاف يضم جماعات مؤيدة للطالبان، تشكّل الصيف الماضي وبرز في المنطقة المحاذية للشمال الغربي وبلوشستان. وكان حضور الناخبين في المناطق الريفية أعلى منه في المدن، إذ فشلت الحملات الانتخابية الضعيفة في جذب اهتمام الناس ودفعهم للمشاركة في يوم الإجازة الأسبوعية.

وفي ظل برلمان معلّق قد يلعب الإسلاميون دورا محوريا في اسلام آباد بالمثل. وقد ينظر إلى التصويت لصالح مجلس الأعمال المتحدة على انه احتجاج على تعاون مشرّف مع واشنطن في حربها ضد الارهاب، وما اتخذه من إجراءات صارمة ضد الإسلاميين في كراتشي، والسماح للقوات الأميركية باستخدام القواعد العسكرية الباكستانية مواقع متقدمة للحرب على أفغانستان، مما أوغر عليه صدور الإسلاميين. يضاف إلى ذلك وقفه الدعم للمجاهدين في كشمير بناء على طلب من واشنطن. ويسيطر التحالف الآن على بلوشستان ومناطق الحدود الشمالية الغربية، إذ يوجد الكثير من أفراد القاعدة والطالبان، يعتقد انهم يختبئون فيها، ولا يستعبد ان يكون أسامة بن لادن مختفيا هناك أيضا.

بي نظير بوتو التي منعت من المشاركة بموجب قرار رئاسي لإدانتها بالفساد، هاجمت الانتخابات من منفاها الاختياري في لندن. أما نواز شريف فقد صرّح - من جدة - بأن خطط القائد العسكري اخفقت، فالناس رفضوا مهازل حكومة مشرف، كما رفضوا كل التعديلات التي أعدها مستشاروه لمنع عودة القادة الشعبيين. ومن بين الأصوات الأعلى في هذه الانتخابات، صوت لاعب الكريكيت السابق عمران خان (مؤسس حزب العدل ومقاومة الفساد) الذي أدان ما جرى من اكراه ورشوة في الانتخابات. وقد فاز بمقعد في البرلمان عن مسقط رأسه ميانوالي، والسبب بلاشك هو مشاركة الشباب في سن 18 سنة لأول مرة.

وقد علّق الناطق الرسمي باسم الرئيس بوش، آري فلايشر قائلا: «إنها محطة مهمة في المرحلة الانتقالية الجارية لباكستان نحو الديمقراطية».

خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط

العدد 36 - الجمعة 11 أكتوبر 2002م الموافق 04 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً