العدد 5224 - الأحد 25 ديسمبر 2016م الموافق 25 ربيع الاول 1438هـ

الإنسان بدأ يعي اخيراً خطر انقراض الفيلة

شهد العام 2016 اكبر عمليات اتلاف للعاج في التاريخ، وتشددا في المراقبة وتشديدا في القوانين، في مؤشر على ارتفاع الوعي الى الخطر المحدق بالفيلة جراء انشطة الصيد غير الشرعي.
ففي ابريل/ نيسان 2016، اضرمت النار بستة عشر الف ناب وزنها 105 اطنان في الحديقة الوطنية في نيروبي.
وارادت كينيا من هذه العملية التي اتلفت 5 في المئة من المخزون العالمي للعاج توجيه رسالة قوية الى الصيادين غير الشرعيين مفادها ان "العاج لا قيمة له حين ينتزع من الفيل".
ويقول جون سكانلون الامين العام لاتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية (سايتس) "ما زال امامنا طريق طويل جدا، لكن الوعي السياسي ازاء هذه القضية بات ملحوظا".
ففي ظل المجزرة المتواصلة بحق الفيلة وحيوانات وحيد القرن في غابات افريقيا، بدأ الوعي بمخاطر هذه الظاهرة يكتسب مكانة كبيرة اعتبارا من العام 2010 ويثير اهتمام شخصيات عالمية منها مثلا الامير ويليام، وارتفعت اصوات الحكومات والمنظمات غير الحكومية داعية الى الحظر التام لتجارة العاج في العالم.
في العام 2016 سجلت اشارات على رغبة حاسمة في التصدي لصيد الانواع البرية المهددة، وحضر هذا الموضوع في تقرير مكتب الامم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة.
وشددت الصين، التي تعد السوق الاكبر للعاج في العالم، قوانينها التي تعاقب الاستيراد غير المشروع للعاج.
وفي مطلع اكتوبر/تشرين الأول 2016، شددت اتفاقية "سايتس" اجراءات حماية الانواع المهددة مثل اسماك القرش وطيور البطريق والببغاء الرمادي.
وفي ظل استمرار النقاش حول افضل الوسائل لمكافحة صيد الفيلة، رحبت المنظمات غير الحكومية المعنية بالحفاظ على الانواع المهددة برفض اتفاقية "سايتس" السماح لناميبيا وزيمبابوي بيع كمياتهما من العاج الى الخارج بهدف تمويل برامج حماية الحيوانات.
ورأت الاتفاقية ان عمليات البيع هذه لو تمت، من شأنها ان تنشط سوق التجارة.
ويتركز الاهتمام الاعلامي على انواع معينة منها الفيلة ووحيد القرن والقرود الكبيرة.
لكن "حماية الفيل في موطنه الطبيعي، تعني حماية كل الانواع الحية في هذا الموطن"، بحسب كيلفين الي المسئول في الصندوق الدولي للعناية بالحيوان.
وفي مؤشر آخر على الوعي حول هذه القضية، ارتفعت قيمة الاموال المرصودة لمكافحة الاتجار بالانواع البرية من 25 مليون دولار في العام 2010 الى ما بين 200 و300 مليون بين العامين 2013 و2016.

60 الف دولار للكيلوغرام الواحد

 يقول المسئول في منظمة "وايلد لايف كونسرفايشن سوسايتي" (جمعية الحفاظ على الحياة البرية) مارك غاتلي "لا ينبغي ان يدفعنا بعض التحسن المسجل في بعض الاماكن للظن ان الامور على ما يرام".
ويضيف "في حال تراجعت جهودنا، سنمضي الى الهاوية".
فمع ان اعداد الفيلة مستقرة نسبيا واحيانا ترتفع في بعض الاماكن مثل جنوب افريقيا وبوتسوانا واوغندا وزامبيا وزيمبابوي زمالاوي وغيرها، الا ان المشهد العام ليس مشرقا.
فبحسب الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، سجل عدد الفيلة الافريقية ادنى مستوى له منذ 25 عاما، فالقارة السمراء تضم اليوم 415 الف فيل اي اقل بمئة و11 الفا مما كان قبل في العقد السابق.
وتتواصل مجزرة الفيلة بوتيرة عالية تبلغ 30 الف فيل سنويا.
اما حيوانات وحيد القرن التي يبلغ ثمن الكيلوغرام الواحد من عاجها 60 الف دولار في السوق السوداء ويستخدم خصوصا في الطب التقليدي في الصين وفيتنام، فد قتل منها خمسة الاف في جنوب افريقيا السنوات الثماني الماضية، اي ما يشكل ربع اجمالي عددها في العالم. وتضم جنوب افريقيا 80 % من هذه الحيوانات.
تقول "سايتس" ان السوق العالمي للاتجار غير المشروع بالحيوانات يدر عشرين مليار دولار سنويا، وهو ما يجعله احد اكبر الاسواق غير الشرعية في العالم.
واذا كانت دول عدة في افريقيا تجعل من مكافحة الصيد اولوية في سياساتها، الا ان دولا اخرى تنهمك في قضايا تجدها اكثر الحاحا، مثل النزاعات والفقر والبطالة والتنمية.
ويقول ريتشارد فيغن مدير محمية "او بيجيتا" في كينيا "إن كان العالم يريد حقا ان يحافظ على حيوانات وحيد القرن والفيلة، اذن يجب ان يتعاون العالم كله في ذلك".

طائرات من دون طيار وكاميرات حرارية

تثير الاجراءات المتخذة لمكافحة الصيد ارتياح المراقبين، من الجهود الاستخباراتية الى المراقبة الجمركية والامنية وصولا الى اقرار قوانين مشددة العقوبات.
ويقول اندرو ماكفي المسؤول في الصندوق العالمي للحياة البرية "نحتاج الى سياسة شاملة، فإن اردنا ان ننشر حراسا مسلحين على الارض، يجب العمل ايضا على تقليص الطلب على العاج في الاسواق، واقناع السكان المحليين بان الحفاظ على الحيوانات له فوائد اقتصادية عليهم" مثل مداخيل السياحة.
والى حين اقرار سياسة شاملة كهذه، تشهد افريقا حربا على الصيد معززة بالتقنيات الحديثة، مثل الطائرات من دون طيار، والكاميرات الحرارية، واعتماد فرق تدخل منقولة بالمروحيات وغير ذلك.
ويقول داميان ماندر وهو عسكري استرالي سابق يدير حاليا المؤسسة الدولية لمكافحة الصيد "نعتبر انفسنا مثل المسعفين، علينا ان نوصل المصاب الى المستشفى حيا، في حين يفكر الاطباء بالعملية الواجب اجراؤها".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً