العدد 5226 - الثلثاء 27 ديسمبر 2016م الموافق 27 ربيع الاول 1438هـ

تراجع عدد الفقريات في العالم بنسبة 60 % تقريباً في خلال 42 عاماً

تراجعت أعداد الثدييات والأسماك والطيور والبرمائيات والزواحف في العالم بنسبة 58 في المئة في خلال 42 عاماً (بين 1970 و2012)، ويتوقع ان يتواصل هذا التراجع في حال عدم اتخاذ اجراءات على ما حذر الصندوق العالمي للطبيعة في تقريره "الكوكب الحي" للعام 2016.
وأكد المدير العام للصندوق العالمي ماركو لامبرتيني، في هذا التقرير الذي يشخص وضع الكوكب "في حال واصل التنوع الحيوي تراجعه الكبير، سينهار العالم الطبيعي كما نعرفه اليوم دفعة واحدة".
وهو أضاف أن "التراجع في أعداد الأنواع البرية بات مصدر قلق متزايد... ومن المتوقع أن يبلغ 67 في المئة" بحلول العام 2020، إذا لم تتخذ أي تدابير للجم هذه الظاهرة.
ولفت المدير العام للفرع الفرنسي من الصندوق باسكال كانفان، إلى "اننا نشهد تدنيا للحياة على الكوكب نحن مسؤولون عن جزء منه ... وهو عامل خطر كبير بالنسبة إلينا".
واستطرد قائلاً "عندما تندثر الأنواع الحية، تزول معها الثروة الطبيعية. وفي حال قضينا على هذه الثروة، نقضي على قدرتنا على العيش على هذا الكوكب على المدى الطويل".
ولخص الصندوق العالمي لحماية الطبيعة الوضع بالقول "البشرية تضع ... نفسها بخطر".
وكان التقرير السابق للصندوق الصادر في العام 2014 قد أشار إلى انخفاض بنسبة 52 في المئة في أعداد الفقريات في العالم، وذلك بين 1970 و2010.
ويتعاون الصندوق خصوصا مع جمعية علوم الحيوانات في لندن لرصد أعداد الحيوانات وهو درس 14152 صنفا ينتمي إلى 3706 أنواع من الفقريات.
ومن الأصناف الأكثر تأثرا بهذه الظاهرة، تلك التي تعيش في المياه العذبة وقد انخفضت أعدادها بسرعة كبيرة بمعدل 81 في المئة تقريباً بين 1970 و2012، من جراء الاستغلال المفرط وغير المقصود في بعض الأحيان (عندما تعلق مثلا في الشباك)، كما يحصل مع الدلافين النهرية، فضلا عن خسارة الموطن الطبيعي وتدهوره.
وقد تراجعت أعداد الأنواع البرية بنسبة 38 في المئة. وبسبب الصيد غير الشرعي، انخفض عدد الفيلة الافريقية مثلا بمعدل 111 ألفاً منذ العام 2006 ليصل إلى 415 ألفا، بحسب آخر البيانات.
كذلك، تدنت الأنواع المائية بنسبة 38 في المئة وبات ثلث أسماك القرش والشفنينيات مهددا بالانقراض بسبب الصيد المفرط خصوصا.

 أثر الاحترار هامشي

بشكل عام، تعاني الأنواع الآخذة في الانخفاض خصوصا من خسارة موطنها أو تدهوره بسبب النشاطات الزراعية واستغلال الغابات والتعدين والنقل وإنتاج الطاقة، فضلا عن الاستغلال المفرط لها (في الصيد الشرعي وغير الشرعي) والتلوث وتداعيات الأنواع الغازية والآفات.
وليس للتغير المناخي حاليا سوى أثر "هامشي نسبيا (على هذا التراجع)... لأن الاحترار لم يتخط بعد معدل الدرجة المئوية الواحدة" بالمقارنة مع فترة ما قبل الثورة الصناعية، بحسب باسكال كانفان.
لكن في حال ارتفعت الحرارة من جراء انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة الصادرة عن النشاطات البشرية، يتوقع العلماء آثاراً مدمرة على الإنسان والبيئة متأتية من الفيضانات وموجات الجفاف والعواصف.
وبعد بضعة أيام، يجتمع المجتمع الدولي في إطار مؤتمر مناخي جديد في مراكش في مسعى إلى ترجمة الالتزامات المتخذة في مؤتمر الأطراف الحادي والعشرين الى افعال واحتواء الاحترار "دون الدرجتين مئويتين".
وبات التحرك ملحا، لا سيما أنه منذ بداية السبعينات، تؤدي النشاطات البشرية إلى تدهور الثروة الطبيعية بوتيرة أسرع من تجددها.
وأكد كانفان أننا "نستنفد ثروتنا الطبيعية في مهل تزداد قصرا".
ففي الثامن من أغسطس/آب 2016، باتت البشرية "في حالة دين" اتجاه الطبيعة، أي أنها استهلكت حتى ذاك التاريخ كل الموارد البشرية التي في وسع الكوكب تجديدها في خلال سنة، بحسب منظمة "غلوبال فوتبرينت نيتوورك" غير الحكومية. وفي العام 2015، صادف هذا اليوم في 13 آب/أغسطس وهو كان في 23 ديسمبر/كانون الأول في العام 1970.
والبشرية بحاجة راهنا إلى ما يعادل 1.6 كوكب لتأمين حاجاتها ومن المتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم من 7.4 مليارات نسمة اليوم إلى 9.7 مليارات سنة 2050. وفي حال استمرت الأمور على هذا النحو بحلول هذا التاريخ، ستحتاج البشرية إلى كوكبين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً