العدد 5232 - الإثنين 02 يناير 2017م الموافق 04 ربيع الثاني 1438هـ

أموال الدوري الصيني تطلق تحذيرات في الدوريات الكبرى

استقبال حاشد للبرازيلي أوسكار لدى وصوله أمس للصين - reuters
استقبال حاشد للبرازيلي أوسكار لدى وصوله أمس للصين - reuters

أثار انتقال اللاعب الأرجنتيني المخضرم كارلوس تيفيز إلى الدوري الصيني القلق في أوساط الكرة الأرجنتينية، على رغم أن انتقاله هذا يعد مؤشرا وعلامة أكثر أهمية بالنسبة لباقي دول العالم، فقد بات السوق الآسيوي الجديد مصدرا للخطر بالنسبة للدوريات الكبرى، التي قد تفقد أبرز نجومها شيئا فشيئا أمام الرواتب الفلكية، التي تدفعها أندية العملاق الآسيوي.

ويحصل تيفيز على 84 مليون دولار إذا ما أكمل عقده، الذي يمتد لعامين، مع نادي شنغهاي شينهوا الصيني، حسبما أعلن الأخير ونادي بوكا جونيورز الأرجنتيني، الذي انتقل له المهاجم الدولي قبل عام ونصف العام من أجل أن يختتم مسيرته معه عقب انتهاء ارتباطه بنادي يوفنتوس الإيطالي.

وأكدت صحيفة «لا ناسيون» الأرجنتينية أن تيفيز (33 عاما) سيكون اللاعب صاحب أعلى أجر في العالم، متخطيا مواطنه نجم برشلونة ليونيل ميسي، ومهاجم ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو، وهما الثنائي، الذي تقاسم جائزة أفضل لاعب في العام خلال العقد الأخير.

وقبل انتقال تيفيز للدوري الصيني، حط أرجنتيني آخر رحاله هناك قبل عام، وهو اللاعب الدولي ازيكيل لافيتزي، ولكن ما الذي دفع نجما كبيرا مثل لافيتزي للانتقال إلى تشنهوانجداو، المدينة الصينية الساحلية الواقعة شرقي الصين؟.

وتشتهر تشنهوانجداو بالصناعات الثقيلة وبوجود ميناء تصدير الفحم الأكبر في الصين، وهذا ما يجعل المدينة مكانا غير صحي على الإطلاق، إذ تظهر المؤشرات الرسمية ارتفاع نسبة الأبخرة الكيميائية والملوثات إلى مستويات ضارة بالصحة.

وبالطبع لم يتأثر لافيتزي في قراره بالانتقال إلى الصين بأن بداية سور الصين العظيم تقع في تشنهوانجداو أو أن هذه المدينة تشتهر بتقديم أطباق الجمبري المقلي، ولكن السبب الأكثر قبولا وراء هذه الخطوة يبدو في الراتب الكبير، الذي يتقاضاه لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي السابق، مع ناديه الجديد هيبي فورشين.

وطبقا للتقارير الإعلامية، التي لم يؤكد على صحتها نادي هيبي في أي مناسبة، يتقاضى لافيتزي أسبوعيا 578 ألف يورو (600 ألف دولار تقريبا)، بواقع 150 ألف يورو إضافية أكثر من كريستيانو رونالدو، ليصبح من أعلى اللاعبين أجرا في العالم.

وداعبت الثروة الضخمة والأموال المتدفقة في الدوري الصيني أحلام اللاعب البرازيلي الدولي أوسكار، الذي قرر الأسبوع الماضي الانتقال إلى نادي شنغهاي إس أي بي جي.

ويتقاضى لاعب وسط الميدان البرازيلي أكثر من 21 مليون يورو سنويا، بالإضافة إلى حصوله على 70 مليون يورو مقابل رحيله عن ناديه الحالي تشلسي الإنجليزي.

ويعتبر رحيل أوسكار إلى الصين أهم صفقات موسم الانتقالات الشتوية.

وانتقد المدير الفني لنادي ليفربول الإنجليزي الألماني يورغن كلوب القرار، الذي اتخذه أوسكار بالانتقال إلى الدوري الصيني، وقال: «ليس لدي فكرة لماذا يتخذ أحدهم مثل هذه القرارات، هذا بالنسبة لي لا يعد خيارا، فالدوري الصيني مسابقة لا تعد المنافسة فيها أمرا مهما، من السخيف أن ترحل من هنا وأنت في الـ 25 من العمر، يمكن القيام بهذا في مرحلة أخرى من عمر اللاعب، ولكن ليس في الـ 25».

وفي وقت سابق، نجح شنغهاي في الحصول على خدمات مهاجم برازيلي آخر، هو هالك.

وحط لاعبون آخرون رحالهم في الدوري الصيني خلال الفترة الماضية مثل البرازيليين اليكس تيكسيرا وراميريز والكولومبي جيوفاني مورينو والإيفواري جيرفينيو، وهو ما أطلق صيحة تحذيرية في أوساط الأندية الغربية.

يذكر أن اللاعب الألماني لوكاس بودولسكي، المحترف في صفوف غلطة سراي التركي، يعتبر أحد نجوم الكرة العالمية القريبين من الانتقال إلى الصين أيضا خلال الفترة المقبلة.

وحذر المدير الفني لتشيلسي الإيطالي انطونيو كونتي، الذي اضطر إلى قبول رحيل أوسكار، من خطورة القدرات المادية الفائقة للدوري الصيني، التي اعتبرها خطرا محدقا بكرة القدم على المستوى العالمي.

ومن العجيب والمثير للسخرية في آن واحد، أن الأموال، التي ساهمت في جعل مسابقة الدوري الإنجليزي في هذه المكانة المرموقة، باتت في الوقت الراهن مصدرا للتهديد.

وأصبحت الكرة الصينية جاذبة أيضا للمدربين العالميين من أمثال الإيطالي مارشيلو ليبي والبرازيلي لويز فليبي سكولاري والألماني فيليكس ماجاث وآخرين، ممن خضعوا للإغراءات القادمة من أقصى الشرق.

وفي هذا الإطار، قرر المدرب الأوروجواياني جوستافو بويت، الذي بدأ الموسم الجاري مع ريال بيتيس الإسباني، الانتقال أيضا إلى الدوري الصيني ليتولى تدريب تيفيز مع نادي شنغهاي شينهوا.

وأعطى سيرخيو باتيستا، المدير الفني السابق للأرجنتين ومدرب شنغهاي شينهوا حتى العام 2014، تفسيرا لظاهرة الدوري الصيني، من خلال تصريحات إذاعية في الأرجنتين، إذ قال: «في الصين يرغبون في التعاقد مع النجوم من أجل الدعاية، كرة القدم عمل تجاري مهم والصينيون لا يريدون أن يبقوا خارج اللعبة».

وعلى رغم ذلك، تدلل بعض المؤشرات، على أن الاستثمارات الضخمة في الكرة الصينية، ستبدأ في التقلص.

ويعتبر أول هذه المؤشرات هو نية الحكومة في التدخل للتحكم في الرواتب المبالغ فيها وفي انتقالات اللاعبين من الخارج إلى الدوري الصيني. وحتى هذه اللحظة لم تؤثر انتقالات كبار النجوم إلى الصين في زيادة قوة منتخبها الوطني، الذي يملك فرصا ضئيلة للتأهل إلى مونديال 2018 بروسيا.

ولكي تكتمل الصورة في هذا الإطار، أعلن الاتحاد الصيني لكرة القدم أنه سيقلص في المستقبل عدد اللاعبين الأجانب في كل فريق من أربعة إلى ثلاثة لاعبين.

العدد 5232 - الإثنين 02 يناير 2017م الموافق 04 ربيع الثاني 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً