العدد 5237 - السبت 07 يناير 2017م الموافق 09 ربيع الثاني 1438هـ

التجارة العالمية تطرح تهديداً متزايداً على الأنواع الحية

تشكل التجارة العالمية خطراً متزايداً على الأنواع الحيوانية والنباتية المهددة، وهو تهديد بات من الممكن تفصيله وتقدير حجمه ونوعه.
فقد نشر باحثون دراسة اطلقوا عليها اسم "اطلس العالم للاخطار"، يحصي اثار الصادرات الموجهة الى الولايات المتحدة والصين واليابان والاتحاد الاوروبي على الانواع الحية المهددة.
فانتاج البن او الصويا يتطلب ازالة مساحات من الغابات في جزيرة سومطرة الاندونيسية، وفي ماتو غروسو في البرازيل، ويؤدي اضافة لتدمير المواطن الطبيعية، الى تهديد عشرات الانواع من الحيوانات والنبات في هذه المناطق، بحسب ما تظهر هذه الخريطة المنشورة في مجلة "نيتشر ايكولوجي اند ايفولوشن".
وتساهم صناعة الكثير من المنتجات، من اجهزة "آي فون" الى مفروشات "ايكيا"، في انحسار الانواع الحية من حيوانات ونبات.
وكانت دراسة سابقة اشارت الى ان ثلث التهديدات التي تواجهها هذه الانواع متصل بالتجارة الدولية.
وللتوصل الى تحديد دقيق لهذه "النقاط الساخنة"، اطلع العلماء على بيانات تتعلق بسبعة الاف نوع يصنفها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على انها انواع مهددة، وبيانات حول مئات المنتجات ومصادرها ووجهات توزيعها.
وتتيح الدراسة تحديد حجم المخاطر التي يطرحها نشاط معين على نوع معين، فما نسبته 2 في المئة من المخاطر على ضفادع "اتيلوبوس سبوماريس" البرازيلية مثلا سببه قطع الاشجار لصنع منتجات تسوق في الولايات المتحدة.
والخشب الماليزي الذي يسوق على نطاق واسع في اوروبا والصين، يؤدي الى حرمان الفيلة والدب الماليزي والعقاب الكبير من مواطنها.
اما في البرازيل، فان تربية الماشية يسرع من وتيرة قطع الاشجار، فيؤثر ذلك على سعدان الموريكي.
ومن الامثلة ايضا ان الطلب المتزايد على زيت الزيتون من اسبانيا والبرتغال يساهم في انحسار اعداد حيوان الوشق الذي يتأثر ببناء السدود اللازمة للري.
وقال الباحث في جامعة ماتسوموتو اليابانية  كيشيرو كانيموتو "لقد حددنا نقاطا ساخنة سببها عدد محدود من البلدان".
واضاف "ان هذه الدراسة يمكن ان تسهل التعاون المباشر بين المنتجين والمستهلكين حول بعض المناطق التي تشكل اولوية".
واشار الباحث الى ان 90 في المئة من الاموال المرصودة لحماية الانواع المهددة في العالم، وقدرها ستة مليارات دولار، تنفق حاليا في الدول الاغنى علما ان هذه الدول قلما تضم نقاطا ساخنة.
وتواجه الارض موجة من الانقراض هي السادسة من نصف مليار سنة، اذ تختفي انواع حيوانية ونباتية بوتيرة اسرع بالف مرة مما كانت عليه قبل مئات السنوات.
ولا تشمل هذه الدراسة اثار التجارة غير المشروعة بالانواع الحية، ولا العوامل الاخرى المساهمة في اندثار الانواع مثل الاحترار المناخي وانتشار العمران.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً