أعلنت موسكو - أبرز حلفاء دمشق - أمس الجمعة (6 يناير/ كانون الثاني 2017) بدء خفض قواتها في سورية، إذ تشهد الجبهات الرئيسية هدنة هشة تخللها تصعيد قوات النظام غاراتها على منطقة وادي بردى خزان مياه العاصمة.

وبعد أسبوع من إعلانها وأنقرة الداعمة للمعارضة، وقفاً لإطلاق النار في سورية، بدأت موسكو خفض قواتها التي تقدم دعماً عسكرياً وجوياً لقوات النظام منذ 30 سبتمبر/ أيلول 2015.

وزير الدفاع التركي: ندفع ثمن تحالف أميركا مع فصيل كردي سوري

روسيا تبدأ خفض قواتها في سورية بعد أسبوع من وقف إطلاق النار

بيروت، أنقرة - أ ف ب، رويترز

أعلنت موسكو أبرز حلفاء دمشق أمس الجمعة (6 يناير/ كانون الثاني 2017) بدء خفض قواتها في سورية، إذ تشهد الجبهات الرئيسية هدنة هشة تخللها تصعيد قوات النظام غاراتها على منطقة وادي بردى خزان مياه العاصمة.

وبعد أسبوع من إعلانها وأنقرة الداعمة للمعارضة، وقفاً لإطلاق النار في سورية، بدأت موسكو خفض قواتها التي تقدم دعما عسكرياً وجوياً لقوات النظام منذ 30 سبتمبر/ أيلول 2015.

وقال قائد الجيش الروسي فاليري غيراسيموف إنه عملاً بقرارات أعلنها الرئيس فلاديمير بوتين في 29 ديسمبر/ كانون الأول: «بدأت وزارة الدفاع الروسية خفض قواتنا العسكرية المنتشرة ضمن العمليات في سورية» بحسب وكالات أنباء روسية.

وأمر مجموعة القطع البحرية العسكرية المنتشرة قبالة السواحل السورية البدء في الاستعدادات للعودة الفورية إلى مينائها الأصلي في الدائرة القطبية.

وأبرز تلك القطع البحرية، حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيستوف» المنتشرة في شرق البحر المتوسط وهي الوحيدة المشاركة في العمليات الجوية في سورية.

وقد وصلت قبالة سورية في نوفمبر/ تشرين الثاني دعماً للهجوم على مدينة حلب التي استعادتها قوات النظام في 22 ديسمبر، ما شكل ضربة قاضية للفصائل المعارضة.

وكان بوتين أعلن في مارس/ أذار خفض القوات الروسية المشاركة في العمليات في سورية، قبل أن تعود روسيا وتعزز انتشارها.

وأكد قائد القوات الروسية في سورية أندريه كارتوبالوف «تم تحقيق الأهداف التي حددت للمجموعة البحرية خلال مهمتها»، موضحاً أن القدرات الدفاعية لروسيا في سورية كافية بفضل أنظمة صواريخ «أس-300» و»أس-400».

ويتزامن القرار الروسي مع تصعيد عسكري للنظام في وادي بردى شمال غرب دمشق، رغم استمرار الهدنة التي تخللتها خروقات متكررة.

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن قوات النظام «صعدت الجمعة غاراتها على أنحاء عدة في وادي بردى»، ويأتي تصعيد القصف الجوي، وفق عبدالرحمن، مع «فتح قوات النظام ومقاتلين من حزب الله اللبناني جبهة معارك جديدة مع الفصائل المعارضة وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) شمال غرب وادي بردى بعدما كانت المعارك تتركز جنوب شرق المنطقة».

ويشهد وادي بردى منذ 20 ديسمبر معارك مستمرة بين الطرفين، إثر بدء قوات النظام وحلفائها هجوماً للسيطرة على المنطقة التي تعد خزان مياه دمشق.

وألحقت المعارك وفق المرصد أضراراً بإحدى مضخات المياه الرئيسية في نبع عين الفيجة، ما أدى إلى قطع المياه عن العاصمة منذ أكثر من أسبوعين.

وأعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» عن قلقها حيال عملية بيع المياه «من قبل المحلات الخاصة حيث لا رقابة على أسعار المياه ونوعيتها». لكن المنظمة أشارت إلى أنه لم يتم تسجيل حالة مرضية جراء المياه حتى الآن.

وتقع منطقة وادي بردى على بعد 15 كيلومتراً شمال غرب دمشق وتسيطر عليها المعارضة.

إلى ذلك، قتل قيادي من جبهة فتح الشام ملقب بـ»أبو الحسن تفتناز» بغارة نفذتها طائرة من دون طيار في منطقة تفتناز في الريف الشرقي لإدلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ولم يؤكد المرصد إذا كانت طائرات تابعة للتحالف الدولي بقيادة أميركية نفذت الغارة أم لا.

ومن شأن انهيار الهدنة أن تؤدي إلى «تعثر» مفاوضات آستانا التي تعمل موسكو وطهران، حليفتا دمشق، مع أنقرة على انجاحها قبل جولة مفاوضات تأمل الامم المتحدة باستئنافها في الثامن من فبراير/ شباط.

على جبهة أخرى، سيطرت قوات سورية الديموقراطية وهي تحالف عربي كردي تدعمه واشنطن أمس على قلعة جعبر الأثرية التي تشرف على أكبر سجن يديره تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» قرب سد الفرات في شمال سورية.

من جانبه، قال وزير الدفاع التركي فكري إشيق أمس إن تركيا والمنطقة تدفعان ثمن اختيار الولايات المتحدة لفصيل كردي سوري شريكاً في المعركة ضد تنظيم «داعش».

وذكر إشيق أن مقاتلين سوريين تدعمهم أنقرة يخوضون حرب شوارع مع متشددي تنظيم «داعش» في مدينة الباب، مضيفاً أن التقدم في استعادة المدينة تباطأ بسبب الحرص على عدم سقوط ضحايا من المدنيين.