العدد 5236 - الجمعة 06 يناير 2017م الموافق 08 ربيع الثاني 1438هـ

القطان للمعلمين: الاختبار ليس تعجيزاً... ارحموا الطلبة وزِنوا بالقسطاس المستقيم

دعا الطلاب إلى الاِجتهاد والمثابرة وعدم الغش في الامتحانات

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

أكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، أن الاختبارات «ليست تعجيزاً» ولا يُقصد منها الأذية والضرر، داعياً المعلمين والمعلمات إلى الرحمة بالطلبة، وإعطاء كل ذي حق حقه، وأن يزِنوا بالقسطاس المستقيم، فيما حض الطلاب والطالبات على الاجتهاد والمذاكرة وعدم الغش في الامتحانات.

القطان في خطبته يوم أمس الجمعة (6 يناير/ كانون الثاني 2017)، والتي عنونها بـ «الامتحانات ووصايا للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور»، خاطب المعلمين والمعلمات قائلاً: «الامتحانات مسئوليات وأمانات وتبعات، فالله الله في فلذات أكباد المؤمنين، اتقوا الله عز وجل فيهم، كونوا معهم حازمين بدون عنف، ورحماء بدون ضعف، وأعطوا كل ذي حق حقه، وكل ذي قدر قدره، وزنوا بالقسطاس المستقيم، واعدلوا بين أبنائكم وبناتكم فإنهم أمانة في أعناقكم».

وأضاف «اعلموا أن الاختبار لا يقصد به التعجيز والأذية والأضرار، فهؤلاء أبناءٌ وبناتٌ ضعفاءُ بين أيديكم، إياكم وأن تشقوا عليهم فتكلفوهم ما لا يستطيعون، أو تحملوهم ما لا يطيقون، اتقوا الله فيهم، وأحسنوا إليهم، إن الله يحب المحسنين، ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء، قدروا ضعفهم، واشملوهم بالعطف والحنان».

وأشار إلى أن «الطلاب والطالبات يدخلون إلى الامتحان والاختبار بنفوس مهمومة، وقلوب مغمومة، فيها من الأكدار، وفيها من الأشجان والأحزان ما الله به عليم، فامسحوا على رؤوسهم عطفاً وحناناً، وأكرموهم لطفًاً وإحسانًا، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً».

وحث القطان المعلمين والمعلمين إلى إعطاء كل ذي حقه حقه، وذلك بقوله «يا معاشر المعلمين والمعلمات، درجات الاختبار أمانة، فاتقوا الله في أبنائكم الطلاب، وبناتكم الطالبات، أعطوا كل ذي حق حقه، وكل ذي قدر قدره، وزنوا بالعدل والقسط فإن الله يحب من عدل، وأحسنوا فإن الله يحب المحسنين».

وفي سياق وعظه وإرشاده للطلبة والطالبات، أكد القطان أن «العِلمَ بالتعلُّم، والتفوُّقَ بالجِدَّ والاِجتهاد والنجاحَ بالمُذاكرةِ والمثابرة، والوصولَ إلى المعالي بالحِرصِ والتعب، والاِستعدادَ الجيِّدَ قبل الامتحان، من أهمِ ما يُساعِدُكَم على بُلوغِ ذلك، فمن زرَعَ البذلَ والعطاء، حصَدَ النجاحَ والتفوُّق بإذنِ الله تعالى»، داعياً إياهم إلى أن يذاكروا ويستعدوا للاِمتحان مستعينين بالله وحده.

وقال مخاطباً إياهم: «دعوا عنكَم كلِمةَ (سوف) فإنها سبَبٌ لِفشلِ الناجحينَ إن تمكَّنت منهم، واحرِصوا على فتراتٍ من الراحة، وتجنَّبَوا السهرَ وكثرةَ الإرهاقِ فإنهم يُؤذيانِكم... واعلموا أن التوفيقَ من عندِ الله، والنجاحِ بيدِهِ سبحانهُ وحده، فأكثروا من طلبِهِ ذلك، وتعرَّفوا إليهِ في الرخاءِ واليُسر، يعرِفُكَم سبحانهُ عندَ الشِّدة والضيق والعسر. تجنَّبِوا القلَقَ والانزعاجَ وكثرةَ الوساوِس، وعليكَم بالإكثارِ من ذكرِ الله تعالى فإنها تطرُدُ كلَّ ذلك.

كما حذر القطان من الغش في الامتحانات، مؤكداً أن «الغشُّ ظاهرةٌ سلبيّة، وفعلٌ سيِّئ، ومن أسبابهِ: ضعفُ الإيمانِ وغيابُ التربية، وعلاجُهُ: تذكُّر الوعيدِ الذي ورَدَ في ذلك: (من غشَّنا فليس منَّا) وآثارُهُ: تبوُّء أناسِ، ليسوا أهلاً، مناصبَ ووظائفَ خطيرة، فينتُجُ عندَ ذلكَ جيلُ هشٌ ضائع، ولسنا بحاجة إلى أجسادٍ فارغةٍ من العقول».

وأردف قائلاً «أحذِّرُ الشبابَ والفتيات من لصوصِ الامتحانات (رفقاءِ السوء الكُسالى) الذينَ يُفسدونَ في هذهِ الأيام ما يُصلِحهُ المُربُّونَ في شهرٍ أو أكثر، فإنهم يصطادونَ في مثلِ هذهِ الظروف، سواءً كانوا من أربابِ المخدرات أو من أربابِ الشهواتِ والفساد».

وأوصى الآباء والأمهات والأولياء وخصوصاً بـ «مراقبة الأولاد في هذه الأيام، فأكثر انحرافات الشباب وأكثر العادات السيئة التي يكتسبها الطلاب تكون في مثل هذه الأيام، حيث يكون الطالب حراً طليقًاً بمجرّد انتهائه من أداء الاختبار، فيتعرف على رفقاء السوء الذين يزيّنون له المنكر، ويدفعونه إلى السوء والفحشاء».

وفي حديثه عن العلم والتعلم، أوضح إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي أن «العلم تاج وقار، ومفتاح سعادة في الدنيا، وطريق نجاة وفوز في الأخرى، وما دام هذا حاله، فهو صعب ويحتاج لصبر وتحمل وعمل».

وتساءل «كم من الناس من يتمنى أن يكون عالماً، ولكنه ينسى حاجة العلم للهمة والعزيمة، فالمشقة التي يقاسيها الطلاب والطالبات في هذه الأيام، تشعرنا بهذه الحقيقة، مشقة ونصب وهم وقلق؛ لتحصيل قدر محدود من العلم، ولمدة محدودة لا تتجاوز الاختبار، فطلب العلم ليس أماني وأحلاماً، وإنما هو بذل واجتهـاد، والراغب فيه لا بد له أن يتنازل عن كثير من مرغوباته ومحبوباته».

وشدد على أن «الواجب على كل أب وأم أن يزرعا في ابنهما حب التفوق لأنه لبنة بناء في مجد الأمة، لأنه مصدر إنتاج في الوطن الإسلامي، لأنه مشعل تستضيء به الأمة والوطن في هذا الظلام الدامس الذي انتابها في هذه العهود. نعم، كيف نبني؟ وكيف نصنع؟ وكيف نخطط وننتج؟ نعم، علينا أن نحيي في نفوس أبنائنا وبناتنا أنهم بناة المجد والوطن، وقادة الأمة للعلياء، أنهم القوة التي ننتظرها، والحصن الحصين الذي تتحصن به الأمة».

وخاطب الآباء والأمهات قائلاً: «رفقًا بالأبناء والبنات، ها هي أيامهم قد أقبلت، وهمومهم قد عظمت، فخذوهم بالعطف والحنان، واشملوهم بالمودة والإحسان، وأعينوهم على هموم الاختبار والامتحان، يكن لكم في ذلك الأجر عند الكريم المنان، أحسنوا إلى الأبناء والبنات، وخففوا عنهم في التبعات، ويسروا عليهم يسر الله عليكم الأمور، أعينوهم على ما هم فيه، وقوموا بواجبكم عليهم، علموهم وأرشدوهم واشحذوا هممهم، ليكن لكما أيها الوالدان المربيان الكريمان، جولات متفرقة، تمران بها على ابنكما وابنتكما خلال مذاكراتهم، فتشدوا من أزرهم بالكلمات الحانية، وبالتلطف معهم والبشاشة تعلو محياكما، مع خلطها بشيء من المزاح والضحك الذي يبعث في قلوبهم الأمن ويخفف عليهم الوطأة، ولا تنسيا عبارات الثناء والتشجيع والتأكيد بأن النجاح حليفهم بإذن الله تعالى.

كما أكد القطان على ضرورة الأخذ بـ «أسباب النجاح والصلاح، والتوفيق والفلاح، استذكروا واجتهدوا، واعلموا أن أفضل أسباب النجاح وأجمعها وأصلحها أن تعلموا علم اليقين أنه لا حول ولا قوة للعبد إلا بالله رب العالمين، ثم التوكّل على الله، وتفويض الأمور كلها له سبحانه، فلا تعتمدوا على الذكاء والحفظ، ولا على النبوغ والفهم فقط، بل فوّضوا مع ذلك أموركم لله، والتجئوا إليه. واعلموا أن الذكيّ لا غنى له عن ربّه، وأن الذكاء وحده ليس سبباً للنجاح، بل إرادة الله وتوفيقه أولاً، ولكن توكّلوا على الحيّ الذي لا يموت».

ونبّه إلى ضرورة المحافظة على الصلوات، والاستمرار عليها وعدم الانقطاع عن العبادة والرجوع إلى الله أثناء فترة الامتحانات وبعدها، فإنها من أسباب النجاح والتوفيق في الدنيا والآخرة.

العدد 5236 - الجمعة 06 يناير 2017م الموافق 08 ربيع الثاني 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 10:58 ص

      المفروض 1 و2 و3 و4
      لبتدائي مايعطونهم امتحانات لين يعرفون يكتبون ويقرأون عدل

    • زائر 17 | 4:24 ص

      الشيخ تره المعلمين ما يحطون الامتحانات النهائية .. كلم الوزارة فهي المعنية لا المعلمين

    • زائر 14 | 2:30 ص

      هل المعلمين ناس قلوبهم قاسية ما ادري من اي كوكب جايين ما يكفيهم كل يوم وضاربين اولادنا الحين بعد بين انهم ماذينهم بها الامتحانات اللي مالها معنى بعد بس همهم يعقدون اولادنا الابرياء و ياذونهم غير هل الواجبات اللي كل يوم و الثاني و الشنطة الثقيلة شفتون بالمعلمين حتى الشيوخ مو قادرين على بلاويكم

    • زائر 13 | 1:55 ص

      خاطب الوزارة هذا تشخيص وتعليم وتأسيس لو تطنيش وتخريب

    • زائر 12 | 1:48 ص

      رفقا السوء موجودين بالمدارس بسبب قوانين الوزارة .

    • زائر 11 | 1:38 ص

      وشدخل المعلمين في الموضوع ... اني معلمة إنجليزي و بداية السنة يجيبون لينا معايير كتابة الأسئلة و مستواها و طريقة صياغتها و أوقات احنا محنا مقتنعين بالأسئلة و مع هذا ما باليد حيلة و لازم ندرب البنات من بداية السنة على اُسلوب الأسئلة و مستواها

    • زائر 18 زائر 11 | 4:52 ص

      شكرًا ام محمود

    • زائر 21 زائر 18 | 9:01 ص

      شكلك غلطان اني معلمة بس ماني ام محمود و لا أعيش في قصر .. بعدي انتظر بيت الإسكان و للحين ماشفت أوروبا

    • زائر 10 | 1:13 ص

      يا حبيبي الامتحانات من الوزارة كلمها ...المعلمين ماليهم شغل ..امتحانات الوزارة كيف كيفك من كوكب اخر

    • زائر 9 | 1:06 ص

      في كندا الغيت الامتحانات واستبدلت بأنشطة مكثفة تصقل وتظهر مستوى الطالب..هناك يبنون عقول تفكر و تفكك وتربط وتحلل وتستنتج ثم تنتج هنا يبنون عقول تحفظ ثم تنسى.

    • زائر 6 | 12:13 ص

      انا كمدرس احيانا اقف عاجز عن معاقبة الطلبة الذين يغشون الا بالتنبيه الكلامي الذي قد لا يجدي نفعا .. لعلمك سيدي لوائح الوزارة و قوانينها تشدد فقط على جانب واحد فقط وهو ضرب المدرس الطالب ام باقي الأمور فنقول للقانون ( السلام عليكم ) .

    • زائر 5 | 12:08 ص

      المعلم عبد مأمور لين بتكلمهم الاولى تكلم الراس الكبيره الامره الناهيه الي من جت والتعليم من سئ لاسوء وش قال المعلمين

    • زائر 4 | 11:42 م

      هذا الكلام يا شيخنا يتم توجيه لوزارة التربية فهي من تتعمد تقديم اختبارات تعجيزية وإلا من جهة المعلمين والمعلمات فاختباراتهم ضمن المنهج وتكون واضحة ومباشرة

    • زائر 7 زائر 4 | 12:40 ص

      اضم رأي لرأي زائر ٤

    • زائر 8 زائر 4 | 12:50 ص

      كلامك صحيح وانا أيضا اضم صوتي معاك وشكرا للجميع

    • زائر 3 | 11:05 م

      ماتقدر الا على المعلمين وكأن بيدهم الخيط والمخيط

    • زائر 19 زائر 3 | 5:25 ص

      متقاعد

      كلامك عدل يا شيخ لكن الوزارة تتهاون في ذلك مع من يقوم بوضع الامتحانات من قبلها

    • زائر 1 | 10:08 م

      عندي دوى الناس ماعندي دوى روحي

اقرأ ايضاً